شعب جله لا يقرأ
وجل من يقرأ لا يفهم ما يقرأ
شواهد من ملاحظاتي في السوشيال ميديا
يفتخر شعبنا، وهو على حق في ذلك، بتاريخه وموروثه ومكتبته الغنية عبر التاريخ.
ولسنا بحاجة الى تأكيد المؤكد في هذا السياق والاشارة الى الالواح التاريخية ومكتبة اشور بانيبال والفي سنة من المكتبة السريانية للمسيحية المشرقية في مختلف المجالات الادبية منها والعقائدية والفلسفية والتاريخية وغيرها الكثير.
ولكن هل نحن شعب يقرأ؟
ومن قرأ فينا، هل يستوعب ما يقرأ؟
من تجربتي ومتابعتي نحن شعب جله (لا اقول كله) لا يقرأ.
وجل (لا اقول كل) من يقرأ لا يفهم ماذا قرأ.
ادناه ثلاثة امثلة من تجربتي على السوشيال ميديا:
اولا: قبل اسبوعين واكثر نشرت مقالا صغته ليبدو لاول وهلة انه رسالة من السيدة كامالا هاريس، نائبة الرئيس الامريكي، الى الشعب الاشوري في اميركا.
مضمون المقال كان دعوة اهلي في اميركا الى دخول نشاطات الشأن العام والتقدم والتدرج فيها حيث الابواب والفرص مفتوحة لذلك، وتجربة السيدة هاريس مثال للاقتداء.
وفي نهاية المقال المصاغ ليبدو انه رسالة من السيدة هاريس كتبت بكلمات واضحة ان هذه الرسالة غير حقيقية ولكنها افتراضية من مخيلة الكاتب.
ولكن..
رغم هذا الوضوح فان الكثيرين تعاملوا مع المقال والرسالة الافتراضية على انها رسالة حقيقية!!!
بل وان احد المواقع، موقع مشاهير اشورية، استنسخ المقاطع الاولى من المقال والرسالة الافتراضية ونشرها على انها رسالة حقيقية ولتنهال التعليقات، وغالبيتها المطلقة تعقيبات عنصرية ومسيئة بحق السيدة هاريس.
قبل ان يصحو الموقع او ربما تم اشعاره من قبل احد المتابعين على خطأه ويزيل المنشور.
انها مهزلة ان لا تقرأ الشيء ولكن تنشره وتعقب عليه وتصدر الأحكام بشأنه.
لقد اضحكني احد الاصدقاء عندما خابرني وهو ايضا يتاسف على هذا الجهل، وقال لي: ابونا انتبه ان السيدة هاريس ربما تقيم عليك دعوى انتحال شخصية. هههههههه
ثانيا:
منذ اكثر من سنتين ومع توسع جريمة العار بحق اسم شعبنا وتدنيسه وتشويهه من المقدس (ܐܬܘܪܝܐ) الى المدنس (ܐܫܘܪܝܐ) فقد نشرت الكثير من المنشورات والمقالات والتي كانت واضحة وضوح الشمس في منتصف نهار الصيف باني ارفض وبشدة تشويه الاسم من (ܐܬܘܪܝܐ) الى (ܐܫܘܪܝܐ) بلغتنا الأم السورث.
وليس رفض اي من الاسمين (آشوري) او (آثوري) بالعربية لان كلاهما دارج وموجود ومستعمل وليس مختلقا.
ولكن جهلة الشعب اصدروا حكم الاعدام بحقي في هجمات الذباب الالكتروني باني تخليت عن شعبي وارفض اشوريتي وارفض الاسم الاشوري وغيرها من الصياغات التي تثبت إما عدم قراءتهم لما نشرت عن الموضوع، او جهلهم عن فهمه.
المشكلة الاكبر ان العديد من الاباء الكهنة ومثقفين ولغويين وقعوا في هذه الجهالة.
ثالثا: لمناسبة صوم باعوثا دنينوايى وخميس الشكر الذي يليها نشرت منشورا ادعو فيه مهجرنا الاشوري الى الالتزام بخميس الشكر هذا وجعله تقليدا عائليا ومجتمعيا سنويا وجزء من الهوية المجتمعية والثقافية مثلما بات خميس الشكر الامريكي.
لتنهال علي تعليقات مقاتلو حربنا الاهلية، حرب التسمية، ليحرفوا بوصلة المقال الى هذه الحرب القذرة دون ان يستوعبوا جوهر ورسالة المقال، فهو لم يكن عن الاسم والتسمية بل عن الثقافة والهوية.
طبعا ذات المقاتلين الاشاوس فعلوا ذات الشيء عن مقال الرسالة الافتراضية للسيدة هاريس حيث اعلنوها حربا انه لماذا الرسالة (التي هي اساسا افتراضية) موجهة الى الاشوريين وليس الكلدان.
رغم ان رسالة ومضمون الرسالة الافتراضية هي لكل مجتمع وانسان مهاجر ومستقر ودعوة لهم بان يكون طموحا مثابرا ليرتقي في الشأن العام والسياسي. وهذا هو للكرد والارمن والاتراك وكل المجتمعات التي لها جاليات مهاجرة ومستقرة في وطنها الجديد في اميركا وغيرها.
يبدو لي حالهم حال الجهلة ممن اؤشر امامهم باصبعي الى القمر فاذا هم ينظرون الى طرف اصبعي.
ألسنا فعلا شعبا جله لا يقرأ، وإن قرأ فان جل من يقرأ لا يفهم ماذا يقرأ.
يا امة ضحكت من جهلها الأمم.
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 21 شباط 2021