غدا يحتفي المسيحيون (باستثناء معظم العائلة الارثوذكسية) بعيد الدنح. نتمناه ونصلي لان يكون مباركا على الجميع.
وشخصيا عائلتي واصدقائي يهنئوني بعيد ميلادي حيث شخصيا لم اتعود احتفال بعيد ميلادي (بالمناسبة فقد بلغت من العمر عتيا اذ ادخل العقد السادس من عمري).
اما العراق الرسمي، لا اقول الشعبي، فكعادته هو غريب عجيب حيث يحتفي بـ”عيد” الجيش الذي ارتكب اول جريمة ابادة جماعية في تاريخ العراق المعاصر، وهي مذبحة سميل بحق الاشوريين الابرياء العزل.
وبـ”عيد” الجيش الذي قام باول انقلاب عسكري في الشرق الاوسط عام 1936 ليفتح بذلك شهية العسكر للسلطة ويفتح باب سلسلة الانقلابات وويلاتها على شعوب المنطقة، وتنقطع خطوات بناء الدول المدنية الديمقراطية.
وبـ”عيد” الجيش الذي سحل العائلة المالكة في بغداد 1958 وادخل “ثقافة” السحل في سلوك العسكر.
وبـ”عيد” الجيش الذي ارتكب الانفال ودمر الاف القرى ببيوتها ومدارسها ومستوصفاتها وكنائسها وجوامعها ودور عبادتها وينابيع مياهها وبساتينها وكرومها وشرد ابناءها في الوطن والجوار.
وبـ”عيد” الجيش الذي استخدم الكيمياوي ضد شعبه من الكرد والاشوريين في كردستان.
وبـ”عيد” الجيش الذي جفف الاهوار مشردا اهلها.
وبـ”عيد” الجيش الذي قمع انتفاضة 1991 بدم بارد وبجرائم قتل جماعية في محافظات العراق المنتفضة على النظام الدموي.
وبـ”عيد” الجيش الذي لاحق الملايين من البشر للهجرة المليونية الى حدود تركيا وايران.
وبـ”عيد” الجيش الذي خاض حربا دموية ضد ايران تحت يافطة “حماية البوابة الشرقية” ومضحيا بالملايين بين قتيل ومعوق ومفقود ومشرد.
وب”عيد” الجيش الذي جعل العراق ذو الرقم القياسي في اعداد الثكالى والايتام.
وبـ”عيد” الجيش الذي احتل الكويت بيافطة “طريق القدس يمر عبر الكويت” وفتح باب جهنم على العراق.
وبـ”عيد” الجيش الذي اعاد ممارسات وثقافة الغزو السلب والنهب.
وبـ”عيد” الجيش الذي حول اقتصاد العراق من اقتصاد صناعي وتنموي وخدمات العراق وبناه التحتية المتطورة الى اقتصاد عسكري ودمار للبنى التحتية.
والى اخره في قائمة “انجازات” الجيش الذي يحتفل العراق “الرسمي” به.
شخصيا اعتقد الافضل لي الاكتفاء بتهنئة عائلتي واصدقائي لي بمناسبة عيد مولدي وانا ادخل الشيخوخة.
عيد دنح مبارك..
و”عيد” جيش “مبارك” للمحتفلين به متمنيا عليهم ان يتذكروا هذه الانجازات.
الخوري عمانوئيل يوخنا
دهوك 5 كانون الثاني 2019
الصور ادناه هي نماذج قليلة من “انجازات” الجيش العراقي:
اطلال كنيسة مار عوديشو في قرية ديرى التي دمرها الجيش العراقي عام 1988
اطلال كنيسة مار كوركيس في قرية دورى التي الجيش العراقي في السبعينيات:
اطلال قرية اشورية دمرها الجيش العراقي في عمليات الانفال:
مخيم جوكوركا على الحدود التركية للنازحين من كردستان في نيسان 1991 بعد الانتفاضة: