صرخة في كرنفال الصرخات
صرخاتي لم تكن ولن تكون يوماً مدوية
فانا لست مرجعية كنسية ولا سياسية
ولا أرتدي زنارات حمراء أو قرمزية
ولا صلباناً ذهبية وخواتم ملوكية
ولا قلنسوات مشرقية ولا رومانية
ولا أحمل صولجاناً برموز كتابية
ولا عندي رتل سيارات دفع رباعية
بواقيات الرصاص محصنة ومحمية
ولا عندي حمايات بأسلحة أوتوماتيكية
ولا أحضر العرس والعزاء بمظاهر أمنية
ولا أجند أقلاماً وجيوشاً الكترونية
تصفق لصرختي بكتابات تملقية
صرخاتي ليست إعلامية ولا إستعراضية
وليست لتبرئة الذات من فشل في تحمل المسؤولية
صرخاتي أطلقها وجدانية وضميرية
لانقاذ شعب من تهديدات وجودية
عسى ولعل الصرخة في هذه اللحظة المفصلية
تلقى آذاناً غير صماء وقلوباً غير جلمودية
فهي صرخة الدقيقة الأخيرة من مباراة نهائية
نحن خاسرون فيها حيث لا تمديد ولا أوقات إضافية
صرختي اليوم هي لكنائس شعبي رسولية كانت أم اصلاحية
فقبل أن تدعون وتصرخون للم شمل أبناء “الاقلية” المسيحية
نظموا أنفسكم في هيئة ومرجعية كنسية
ولو بحد أدنى من روح الشراكة والمسكونية
بعيداً عن التفرد والتسيد وطلب الرئاسة الدائمية
بحجج واهية و”منطق” لا منطق النسب المئوية
تخفي وراءها نزعة الاستئثار والسلطوية
أعذروني سادتي إن تحدثت بشفافية وموضوعية
لأقول أن كرامات الكنائس لا تُقاس بأرقام وكسور عشرية
فكم بالأحرى مع الكنائس الأم المشرقية والأرثوذكسية
المتجذرة في بيث نهرين قبل زمن الإرساليات “التبشيرية” والأفرنجية
فالكنيسة، أية كنيسة، لا يمكن أن تدعي أنها مسيحانية
ما دامت تمارس السلطة والادارة بسياقات أرضية
خلاف ما أوصاها سيدها ومخلصها من روحانية
فعندها، وعندها فقط، تمتلك صرخاتكم المصداقية
:وكما قال رب المجد
لنُخرِج الخشبة من عيننا لنُبصِر القذى في عيون البقية
سامحوني على صراحتي فهي مشكلتي الدائمية
وصلوا لأجلي بروح المسامحة الأبوية
نوهدرا 7 تموز 2020