Home / Articles/Books / Articles / ليس دفاعاً عن الدكتورة منى ياقو، ولكن منعاً للتشويه

ليس دفاعاً عن الدكتورة منى ياقو، ولكن منعاً للتشويه

ليس دفاعاً عن الدكتورة منى ياقو، ولكن منعاً للتشويه

مع نشري على صفحتي في الفيسبوك عن تعيين الدكتورة منى ياقو، الاكاديمية والناشطة الآشورية الكردستانية العراقية، لمنصب رئاسة الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كردستان، لاحظت ان عددا من التعليقات أعاد إجترار الاتهام بان الدكتورة ياقو شخصية إلغائية وإقصائية للكلدان!!!، ومستشهدين بمقابلة تلفزيون الميادين معها في حلقة من برنامج (اجراس المشرق) بتاريخ 20 آذار 2021.

هذا دعاني الى العودة للمشاهدة الكاملة للحلقة-المقابلة حيث لم اشاهدها كلها في حينها بل مقتطفات منها.

الحلقة منشورة على اليوتيوب  ويمكن للراغبين الاستماع اليها.

كررت مشاهدة الحلقة لاكثر من مرة ولم أجد فيها ما يبرر او يثبت التهمة اعلاه.

الحلقة كانت بعنوان (الشخصية الآشورية في العراق) والسيدة التي استضافتها الحلقة هي سيدة آشورية من مواليد أربيل (أغلب الظن من شقلاوة).

وبذلك فمن الطبيعي ان تتحدث كاشورية. وهذا ليس إلغاءً أو إقصاءً للكلدان او السريان او لأية مجموعة قومية.

فذات الامر كان سيكون لو كان عنوان وحوار الحلقة مع شخصية سريانية، لكان تحدث كسرياني ولم يكن بذلك يقصي الآشوريين او الكلدان.

وكذلك لو كان عنوان الحلقة وحوارها مع شخصية كلدانية لكان تحدث ككلداني دون ان يعني ذلك اقصاء او الغاء للسريان او الآشوريين.

على العكس تماماً فهي ذكرت الكلدان والسريان مع الآشوريين في أكثر من مرة في الحوار (استمع مثلا الى الدقيقة 30 و50 ثانية، والدقيقة 43 و5 ثواني).

كما ان ما استعرضته ابتداءً من الدقيقة 32 و15 ثانية هو عرض لوقائع ووثائق رسمية وليس اجتهاداً او ادعاء اختلقته من بنات افكارها. وأعتقد اننا متفقون جميعا انه لا يحق اكاديمياً واخلاقياً ان يزور الاكاديمي الوثائق والنصوص الدستورية.

أغلب الظن أن بين متهمي الدكتورة ياقو باقصاء والغاء الكلدان والسريان من لم يستمع للمقابلة أساساً.

فهذه ظاهرة مؤسفة وجدتها في العديد من التعقيبات والمواقف على صفحات التواصل الاجتماعي حيث تطلق التهم وتصدر الاحكام بل وتعلن الحروب احيانا على شخص أو مؤسسة دون ان تتم قراءة منشوره\ها او الاستماع الى اقواله\ها.

شخصياً حصلت بحقي في اكثر من مرة مما جعلني انشر مقالا بعنوان (شعب جله لا يقرأ. وجل من يقرأ لا يفهم ما يقرأ) وهو منشور في زاوية المقالات على موقعي الشخصي هذا.

من هنا وليس دفاعا عن السيدة منى التي لي العديد من الملاحظات على مواقفها واداءها (أنا لا استبعد (أتمنى ان اكون مخطئا) ان الدكتورة منى مدفوعة بالاداء الشعبوي ستقوم بعد فترة قصيرة او طويلة من استلامها لمنصبها بتقديم استقالتها واصدار تصريح يتوجه الى الشعبويين والفوبيويين)،

ولكني اكتب منعاً للتشويه فاتوجه بسؤال واحد محدد طالباً فيه جواب محدد فأقول:

في أية دقيقة في الحوار قامت الدكتورة منى ياقو باقصاء والغاء الكلدان؟

الجواب لا يكون تحليلاً وكلمات لف ودوران وتأويل.

السؤال محدد واجابته يجب ان تكون محددة.

سأمسح كل التعقيبات التي لا تحدد في اية دقيقة من حوارها اقصت الدكتورة منى الكلدان.

في المقابل كم كنت أتمنى ان يكون “الناقدون” إيجابيون في متابعتهم للحوار والتفاعل معه.

كم كنت أتمنى ان يركزوا ويدعموا ما اوردته السيدة منى وبكلمات واضحة وقوية مدعومة باقتباسات واشارات ومواد ونصوص في الدستور العراقي عن التمييز المشرعن والممارس ضد الاقليات في الدستور والتشريعات العراقية (استمعوا من الدقيقة 21 الى 28). فقد تحدثت بما يراود فكر وقلب كل واحد من ابناء الاقليات المستضعفة العراقية، وبما يعيشه ابناء هذه الاقليات من هموم وهواجس ومخاطر بعضها مخاطر وجودية على الاقليات.

لقد ترك البعض هذا الكلام الصريح والجوهري وراح يناكف ويفسر ويضع على فمها ما لم تقله أساساً!! واأسفاه.

للاسف ان متهمي السيدة منى يبدون لي مناكفين كل همهم هو تثبيت الحضور عبر الانتقاص وتشويه عمل ومواقف الآخر عوض البناء عليه.

انها جزء من أزمة البحث عن الهوية لدى البعض في صحوته القومية حيث عوض الاداء والفعل القومي بما يعزز هذه الهوية من مؤسسات ثقافية تهتم بالثقافة واللغة القومية وتوسيع مساحة الصحوة وتحرير الجموع من التعريب الموروث، حتى بات كل هم هذا البعض وشغلهم الشاغل ان يناكف الاخرين ممن يعيشون بسلم وسلام وانسجام مع هويتهم واداءهم، هذا الأداء الذي قد يتحمل الاتفاق والاختلاف فذلك امر طبيعي.

إلى أحبتي أبناء شعبي الكلداني أتوجه بكلمات المحبة فانا كلداني كما انتم كلدان.

رجاءً وعفواً على المقاطعة المسبقة، لا تقولوا لي اني لست كلدانياً مثلكم.

فما الذي يجعلكم كلداناً ولا يجعلني كذلك؟

وبذات السياق، ما الذي يجعلني آشورياً ولا يجعلكم كذلك؟

كيف يمكن ان أصدق ونصدق اننا ككلدان نشترك مع الكلدان الشيعة في الناصرية (تسمية اطلقها غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو) بالهوية القومية (رغم عدم اشتراكنا باللغة الأم والتراث والعادات والديموغرافيا ووو) ولكن مطلوب مني ان لا اصدق اننا مشتركون في الهوية القومية مع ابناء شعبنا من السريان او الآشوريين حيث نشترك باللغة والتراث والعادات والديموغرافيا والمصير ووووو

غبطة أبينا البطريرك إذ يصدق ويدعونا ان نصدق ان غبطته والكلدان الشيعة في الناصرية هم شعب وهوية وانتماء قومي واحد رغم عدم تحدثهم بذات اللغة ألأم  ورغم عدم تشاركهم في الموروث والعادات القومية وغيرها، بل ورغم عدم اشتراكه معهم في الجغرافيا والديموغرافيا فهو، وآباءه وأجداده، من قرية أومرا في محافظة دهوك على الحدود العراقية التركية بينما الشيعة الكلدان هم، وأباءهم وأجدادهم، في الناصرية في جنوب العراق، فان غبطته، وهو الاكاديمي الحكيم، يدرك يقيناً وبالضرورة انه يشترك وواحد في هويته وانتماءه القومي مع آشوريي منطقة  برور ومنطقة صبنا وغيرها من المناطق التي يعيش فيها الاشوريون في دهوك تاريخيا ومنذ عشرات القرون، مثلما هو مشترك وواحد في هويته وانتماءه القومي مع سريان طورعبدين او سريان بغديدة وبرطلة وغيرها. كيف لا وهو يشترك معهم في اللغة والموروث الثقافي والمجتمعي والجغرافيا والديموغرافيا وغيرها. فالأمور والمنطق لا تستوي بخلاف ذلك.

 فأقول:

  • دعونا نبني مؤسسات قومية كلدانية تهتم بالهوية القومية. نتعلم ونعلم، نقرأ ونكتب باللغة الأم، لغة السورث. نحفظ ونحمي تراثنا الكلداني. نسمي أطفالنا باسماء من تاريخنا القومي ومن لغتنا السورث.
  • دعونا ننفض غبار التعريب عنا، أفراداً وعوائلاً ومجتمعاً ومؤسسات وكنيسة. وغيرها..
  • دعونا نتوقف عن التفتيت والتمزيق ونبتعد عن محاولات التهديم.
  • دعونا نبني على ما بناه لنا جيل القوميين الاوائل من السريان والكلدان والآشوريين.
  • دعونا لا نخلخل هذا البناء وننطلق من الصفر بل نبني عليه ليكون استمرارية له.
  • دعونا نبتعد عن المناكفة.
  • دعونا نوجه صحوتنا القومية الكلدانية الى تعزيز الهوية والفعل القومي لشعبنا الواحد وليس خلخلة ما موجود ومتحقق عبر دماء وعرق اجيال من شعبنا سرياناً كانوا أم كلداناً أم آشوريين.

أكرر،

ليس دفاعاً عن الدكتورة منى ياقو بل منعاً للتشويه أتوجه بالسؤال:

في أية دقيقة من الحوار ادناه أقصت الدكتورة ياقو الكلدان؟

سؤال محدد ينتظر إجابة محددة.

تقديري للدكتورة منى ياقو

شكري وتثميني لتلفزيون الميادين وبرنامج أجراس المشرق والسيد غسان الشامي

محبتي للجميع

الخوري عمانوئيل يوخنا

نوهدرا 23 أيار 2021

استمع الى المقابلة بالنقر على الصورة:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *