لنستثمر في الواوات
رأي الى غبطة أبينا الجليل البطريرك مار لويس ساكو
(لكي لا اقول نصيحة، فحاشا أن جاهلاً مثلي يتقدم بالنصح الى قامة كنسية واكاديمية ومرجعية سياسية بمقام غبطته الذي انا متيقن انه سيرحب بالرأي، بغض النظر عن الالتقاء او الاختلاف، بصدر رحب وقلب واسع بعيداً عن التشنج والانفعال وردود الافعال فتلك ليست من صفاته وتصريحات غبطته على الفضاء العام تشهد على هدوءه في التعامل والحوار حتى مع المختلفين معه.)
أقول:
دعونا من هرطقة الجهلة المنادين بأننا شعب واحد مع السريان والاشوريين.
دعونا من تزوير التاريخ فعند جهينة الخبر اليقين. (1)
دعونا نركز على أنفسنا ككلدان كشعب وهوية قومية منفصلة اليوم وغداً والى يوم الدين.
مسيحيون كاثوليك كنا أم شيعة مسلمين.
الكلدان والسريان والاشوريون لم يكونوا شعباً واحداً يوم من الأيام.
ولا يجمعهم أياً من مقومات الهوية القومية، وخلاف ذلك هو هراء وأوهام.
وإليكم الدليل الذي لا يمكن لأحد نقضه مهما كان رفيع العلم وعالي المقام:
فمقومات الهوية القومية كما وردت في تصريح البطريركية الكلدانية المؤرخ 12 تموز 2021 هي:
(تتميز هوية قوم عن الهويات الاخرى في مجالات كثيرة ملموسة، كالانتماء الى الارض، التاريخ، اللغة، والموروث الثقافي والعادات والتقاليد، والدين/ المذهب.) إنتهى الاقتباس
وكما ترون فالكلدان والسريان والاشوريين لا يشتركون في أياً (نعم أياً) منها لا بالأمس ولا اليوم ولا غداً.
الجهلة فقط يرون انهم مشتركون في هذه المقومات.
دعونا من هذا اللغو وفارغ الكلمات والادعاءات.
دعونا نعتمد الدستور العراقي فهو الافضل بين دساتير الدول والشعوب والقارات.
وهو أفضل دستور يحترم ويضمن حقوق الانسان والمكونات.
ويحقق العدالة بين الجميع على اساس ألمواطنة والمساواة.
.والأهم من كل هذا ومن كل أبواب الدستور والمواد والفقرات
ان الدستور العراقي ضمن لنا الواوات منذ عقدين من السنوات.
نحن تأخرنا فلم نستثمر فيها رغم انها قوة نصنع بها المعجزات.
فهلموا معاً نعوض الزمن الذي فات.
بامكاننا أن نصنع التاريخ بهذه الواوات.
فالواو التي نريدها ليس لها مثيل في كل الأبجديات.
إنها الوجود. إنها التاريخ والمستقبل والحياة.
باختصار إنها كل شيء. ومن أجلها تهون كل التضحيات وبينها الشهادة والممات.
دعونا نركز على المطالب والاستحقاقات الكلدانية الدستورية منها (مثل المادة 125 من دستور العراق) او التشريعية والثقافية والاقتصادية.
دعونا نؤسس وندعم التعليم بالسورث والمدارس والمطبوعات والثقافة والفنون الكلدانية.
دعونا نعمل على تطوير البنى التحتية للقرى والمدن الكلدانية في سهل نينوى وكردستان من دهوك للسليمانية.
دعونا نطور دور مهجرنا الكلداني ليتجاوز حدود بيانات بالروح بالدم وبحسب الطلب كالعرضحالجية.
دعونا ننجز برنامج العمل السياسي الذي يطرحه غبطتكم ونحن موافقون عليه جميعا، مؤسسات واحزاب ونخب كلدانية، مسلمة ومسيحية، في الوطن في زاخو والناصرية، في المهجر باوربا واميركا والقارة الاسترالية.
فهذه كلها لم نقم بها بسبب الآشوريين وروحهم التعصبية.
وليس بسبب اننا نعيش أزمة هوية بين الدين والكنيسة والقومية.
وليس لاننا اهملنا مقومات خصوصيتنا من لغة وتراث وثقافة قومية.
وليس لان معظمنا تبنى العروبة برضا وروح طواعية.
شجعتنا عليها وقادتنا في دروبها مرجعياتنا الكنسية.
أمور كثيرة تهمنا يا ابتي اكثر من حكمة النخب وحقائق التاريخ ومرارات الواقع والتهديدات الوجودية.
أمور كثيرة تهمنا اكثر من إيمان المتعصبين من الاشوريين والسريان والكلدان باننا شعب واحد ونحمل ذات الهوية.
فقوتنا في انقسامنا. أليس كذلك؟
هذا رأي شخصي من إبنكم الذي يكن لكم كل الاحترام ويثق بحكمتكم وحرصكم على هويتنا القومية التي دافعتم عنها في وجه التعريب والتغريب واليوم تدافعون عنها في وجه “الأشورة” و”السرينة”.
شاء من شاء وأبى من أبى
صلوا لاجلي
الخوري عمانوئيل يوخنا
القائل: كلداني أنا.. سرياني أنا.. آشوري أنا..
نوهدرا 16 تموز 2021
(1) مثل عربي مشهور