Home / Articles/Books / Articles / تحصين الكوتا. كيف؟ بالانغلاق والانعزال ام بالانفتاح والتفاعل؟

تحصين الكوتا. كيف؟ بالانغلاق والانعزال ام بالانفتاح والتفاعل؟

وجهة نظر عن الكوتا الدينية في بغداد والكوتا القومية في الاقليم على ضوء نتائج انتخابات البرلمان الاتحادي في 12 ايار

والانتخابات القادمة لبرلمان الاقليم في 30 ايلول

الجزء الاول

المقدمة:

بعد اعلان النتائج الاولية لانتخابات البرلمان العراقي التي منحت مقعدينلقائمة بابليون المتحالفة سياسيا والمدعومة انتخابيا مع بعض احزاب الشيعية السياسية، ومقعد لقائمة المجلس الشعبي المتحالف سياسيا والمدعوم من الديمقراطي الكردستاني، ومقعد للرافدين المتحالفة سياسيا والمدعومة انتخابيا من بعض احزاب الشيعية السياسية (في محافظة بابل وحدها حصلت على اكثر من الف صوت)، ومقعد لائتلاف الكلدان الذي يبدو ايضا متحالف سياسيا ومدعوم انتخابيا من الديمقراطي الكردستاني،

تعالت اصوات الخاسرين لنفوذهم من “برلمانيي” شعبنا المعمرين لاكثر من عقد او ما يقاربه تحت قبة البرلمان من حزب السلطة والهيمنة والتفرد بقرار شعبنا، او الخاسرين من المرشحين الجدد لطموحهم المشروع في دخول البرلمان،

تعالت اصواتهم لاصلاح نظام الكوتا التي اعتبروها مسروقة (دون ان ينتبهوا ان السرقة جريمة يحاسب عليها القانون، فان كانت مسروقة فلماذا لا يقيموا دعوى قضائية لمحاسبة السارقين!!!)، وردد صدى صوتهم العالي الغالبية المطلقة من ابناء شعبنا ونخبه بالدعوة الى الانغلاق وحصر الكوتا وعزل الاقلية المهمشة اساسا وزيادة تهميشها في الخارطة المجتمعية والسياسية العراقية دون ان يتكفلوا عناء دراسة خيارات اخرى للتحصين الايجابي للكوتا، وهو مطلب نطالب به جميعا ولكن لنا راي مختلف في الية تحقيقه، وهو في النهاية رأي للحوار.

اقول تعالت هذه الاصوات من المعمرين في البرلمان حتى دون ان يعطوا فرصة للبرلمانيين الجدد لسنة او سنتين او لدورة برلمانية واحدة لنقارن اداءهم مع اداء الخاسرين الذين امضوا اكثر من عقد دون ان يحققوا شيئا.

(الاستثناء الوحيد هو اداء النائب جوزيف صليوا الذي كان صوتا حقيقيا لشعبنا في البرلمان في الدورة الوحيدة التي شارك فيها. شخصيا اختلف معه في بعض المواقف وهذا امر طبيعي نتعامل معه كلانا باحترام الراي والراي الاخر ولا يفسد للود الانساني والتقاء المواقف السياسية قضية).

اكرر ما قلته انه حتى لو كان اداء البرلمانيين الجدد صفرا (نتمناه ان يكون فوق الصفر) فانه تطور ايجابي بالمقارنة مع اداء قائمتي الرافدين والمجلس الشعبي الذين كان اداءهم تحت الصفر. فالصفر في الحساب هو اكثر قيمة من تحت الصفر.

وهذا بحد ذاته يؤكد ان السبب الحقيقي وراء دعوة حصر الكوتا هو لاغراض حزبية وشخصية وليس قومية (في بغداد دينية لان الكوتا دينية).

حينها، وفي 21 ايار الماضي، نشرت التالي: (مع الدعوات الصادقة لاصلاح نظام الكوتا، ومع دعوات بلوغ ذلك بالانغلاق والعزل، ساشارك ملاحظات حوارية متواضعة لتحصين الكوتا، ولكن بعد هدوء غضب الغاضبين وفرحة المنتصرين).

ولكن مع ما لحق وما زال مستمرا من سجالات واجراءات تمس العملية الانتخابية وربما تؤدي الى تغيير في النتائج (خاصة مع ضخ المال السياسي) فاني ارتايت نشر مقالي وارائي، خاصة وانها ليست متعلقة بالنتائج بقدر تعلقها بمضمون والية الكوتا.

من جهة اخرى، اصبحنا نتلمس ونتابع الدعوات الاستباقية للبعض من القوى السياسية لضمان مقعدها البرلماني في برلمان الاقليم عبر التضحية بشعبها وتفاعله في ومع النسيج الاجتماعي والسياسي للاقليم بالدعوة الى حصر الكوتا القومية في برلمان الاقليم بابناء شعبنا فقط.

ودخل على الخط معهم الكهنوت ذو الطموح السياسي، غير المؤمن بالهوية القومية الواحدة لشعبنا وباننا شعب واحد، في خطوة اولى لتجريد الكوتا في الاقليم من هويتها القومية وتحويلها الى كوتا دينية تخضع تدريجيا للمرجعيات الدينية على غرار المرجعية الشيعية. الم يقل البعض ان “مسيحيي العراق” بحاجة الى مرجعية مثل مرجعية اية الله العظمى السيستاني.

من اجل ذاك وهذا اقوم بنشر المقال قبل الاوان المخطط له.

الخلفية:

(قد تبدو طويلة ولكني اجدها مهمة، خاصة وان معظم الاجيال الناشئة لم تعش الاحداث مثلما لا تعرفها بسبب عدم توثيقها)

في الوقت الذي افهم واتفهم واحترم النوايا الصادقة والخالصة لمعظم الكتاب وابناء شعبنا للدعوة الى حصر الكوتا، دينيا في بغداد وقوميا في الاقليم، فاني اعتذر منهم بان الدعوة هي تبسيط للمسالة وحل سطحي لها لا يفكرون بعواقبه على وجود شعبنا وتفاعله مع المحيط والنسيج المجتمعي ودوره في الحياة اليومية لهذا النسيج، مثلما يحدد سلبيا وانغلاقيا دور مؤسساته السياسية في الحياة السياسية وصنع القرار والياته.

انه ببساطة يزيد تهميشنا تهميشا، وانغلاقنا انغلاقا، وانتحارنا انتحارا.

كما اعتذر منهم بانهم يبنون تاييدهم ويتعاملون مع الحل المقترح معزولا عن خلفياته السياسية التي تعود الى بداية التسعينيات من القرن الماضي وتحديدا مع انطلاق العملية السياسية في الاقليم باول انتخابات لبرلمان كردستان في نيسان 1992.

في حقيقة الامر ان بذور المسالة تعود الى ما قبل ذلك، الى فترة الكفاح المسلح ضد النظام البعثفاشي، حيث بدأ من حينها السيد يوناذم كنا سعيه ليكون القائد التاريخي للامة في منافسة كانت وبقيت عنده شخصية وبطموح شخصي مقابل الشهيد المرحوم فرنسو حريري القيادي الاشوري في الحزب الديمقراطي الكردستاني وجميع كوادر ومنتسبي الحزب الديمقراطي من الاشوريين.

واحد الامور الرمزية للتعبير عن “القيادة التاريخية” هو اتخاذه لاسمه الحركي (ياقو) تيمنا واستمرارية للمرحوم مالك ياقو حيث ينتمي السيد يوناذم الى ذات عشيرة المرحوم. هذا النفس العشائري انعكس وما زال في اداء الزوعا، واخر تجلياته كانت واضحة في مقال السيد كيوركيس رشو تعليقا على رسالة ابناء النهرين.

قانون انتخابات برلمان الاقليم لعام 1992 والصادر عن الجبهة الكردستانية التي كان الزوعا احد اعضاءها (الزوعا هو الحزب الاشوري الوحيد الذي مارس واعلن في ادبياته واعلامه (جريدة بهرا مثالا) انه حزب كردستاني حتى بعد تشكيل البرلمان والحكومة وحل الجبهة الكردستانية وقيادتها السياسية)، وكان السيد كنا احد اعضاء القيادة السياسية للجبهة الكردستانية التي اصدرت القانون ووقعت عليه، ضمن حق الترشيح للمكونات القومية للاقليم ولم يضمن حق التمثيل (اي لم يضمن الكوتا)، ولكنه وفي قرار مستقل (خارج قانون الانتخابات) تم ضمان حق التمثيل بخمسة مقاعد ولكن لدورة واحدة فقط كما نص عليه القرار حينها.

شخصيا لم اشارك في الانتخابات حينها احتجاجا على فشل القانون (الذي كان بامضاء السيد كنا) في ضمان حق التمثيل.

في اجراءات تلك الانتخابات (انتخابات برلمان الاقليم 1992) تم حصر الكوتا ترشيحا وتصويتا.

وشاركت فيها قائمة الزوعا الى جانب قائمة مسيحية للديمقراطي الكردستاني واخرى مثلها للاتحاد الوطني الكردستاني.

افرزت نتائج الانتخابات فوز قائمة الزوعا باربعة مقاعد شغلهم السادة يوناذم كنا، الشهيد فرنسيس شابو، المرحوم اشمايل ننو، السيد اكرم عاشور.

وفوز قائمة الديمقراطي الكردستاني بمقعد واحد شغله السيد سركيس اغاجان.

اكرر واؤكد ان الانتخابات هذه كانت الكوتا فيها محصورة بشعبنا ترشيحا وتصويتا.

ولكن ذلك لم يحمي قائمتي البارتي واليكتي من التهم والتخوين.

مثلما لم يحمي السيد اغاجان الفائز عن قائمة البارتي ضمن الكوتا (ترشيحا وتصويتا) من توصيفات اقل ما يقال عنها انها سخيفة وساقطة سياسيا، مثل المستكرد وغيرها.

الاربعة من الزوعا كانوا فقط مولودين من رحم الامة!!! اما السيد اغاجان فلا ينتمي لا هو ولا ناخبيه الى هذه الامة!!!

من تلك اللحظة اطلق وتبنى السيد يوناذم كنا وحركته “الديمقراطية” الاشورية معيارا في تحديد الهوية والانتماء القومي الاشوري وهو كما يلي:

ان كل اشوري ينتمي الى اي حزب غير اشوري (في حينها كان الزوعا فقط) فهو غير اشوري. ولا يشفع له اسمه ولا عائلته ولا عشيرته ولا اعماله وعطاءاته وانجازاته ولا انتماءه ابا عن جد الى هذا الشعب. فكل تلك تزول وتسقط بمجرد انتماءه الى اي من الاحزاب الكردستانية. انه بات كرديا او مستكردا في احسن الاحوال.

اكرر هنا ما سبق لي قوله وكتابته في اوقات ومقالات اخرى انه في الوقت الذي كانت قيادة الزوعا وكوادره في الملتقيات والحوارات وجلسات الاصدقاء (وانا كنت احدهم حيث كانت وما زالت تربطني علاقات صداقة مع قيادات وكوادر واعضاء الزوعا السابقين والحاليين) تصر ان لشعبنا اربعة ممثلين فقط في البرلمان هم اعضاء قائمة الزوعا، كنت احاججهم انه لدينا ستة هم الخمسة من الكوتا والشهيد فرنسو حريري الذي فاز بمقعد من خارج الكوتا بل وترأس كتلة البارتي في البرلمان، وهو، من خلال قيادته لكتلة البارتي، كان الاب الروحي لما تحقق من مكاسب تشريعية حينها، اضافة الى منعه محاولات تمزيق شعبنا حين منع طرح مطلب بعض الاخوة الكلدان بتخصيص كوتا كلدانية مستقلة عن الكوتا الاشورية كوننا بحسب مقدمي الطلب شعبين مختلفين!!

مع انطلاق عمل احزاب قومية اخرى لشعبنا تتابعيا (فشل الزوعا في ان يكون تنظيما ومظلة جامعة كان السبب في انطلاق بعضها والتزامها العمل العلني) وسع الزوعا دائرة المستكردين!! والمنبطحين!! والذيول!! والتابعين!! والبائعين انفسهم!! ليشمل وبالجملة هذه الاحزاب قيادات وكوادر وقواعد ومؤيدين، بل وتوسعت الدائرة لتشمل نخب فكرية وكتاب قوميون ووطنيون ومرجعيات كنسية (البطريرك الراحل مار دنخا الرابع لم يشفع له انتماءه القومي وموقعه الكنسي ومسيرة حياته وعطاءاته من اعتباره مستكردا وبان كنيسة المشرق الاشورية ومجمعها السنهاديقي المقدس يأتمر باوامر البارتي والسيد البارزاني تحديدا).

بل وحتى عندما شارك الزوعا مع بقية احزاب شعبنا في انتخابات برلمان الاقليم 1996 في قائمة انتخابية واحدة مع البارتي واليكتي هي قائمة التحالف الكردستاني فان الاحزاب والمرشحين من حزب بيت نهرين والديمقراطي الكلداني كان الزوعا يعتبرهم مستكردون اما مرشحيه في ذات القائمة وذات الانتخابات وذات البرلمان (السيدة غاليتا شابا والسيد اندريوس يوخنا) فهم وحدهم من رحم اشور!!!

وبالتاكيد فقد توسعت دائرة اسقاط الهوية لتشمل الكتاب والنخب من فعاليات وشخصيات شعبنا التي دعت وتدعو الى اعتماد حقائق الجغرافيا السياسية في بناء العلاقات والتحالفات والشراكات لمستقبل مشترك مع من عشنا تاريخيا ونعيش معه الان ومستقبلا، وتحديدا الشعب الكردي (هل يعلم الفوبيون انه من تلكيف الى حدود الكويت والسعودية جنوبا والاردن وسوريا غربا وايران شرقا فانه لا وجود لقرية واحدة لشعبنا؟ وان كانوا يعلموا ذلك، فلماذا لا يراعوه في رؤيتهم الاستراتيجية (ان كانت موجودة اساسا)؟ ولماذا لا يشاركوا الحقيقة مع شعبهم ومهجرهم وعلاقاتهم مع المؤسسات والساسة من خارج شعبنا؟)

الغاية الاساسية والوحيدة لهذا كانت حصر القرار السياسي بالزوعا وما يعنيه ذلك ليس فقط الامتيازات السياسية والمادية والمعنوية بالحزب الاوحد والقائد الاوحد (قائمة الامتيازات طويلة وعريضة جدا)، بل وحصر “القيادة التاريخية” لهذا الشعب بشخص يعاني النرجسية والغرور وتعشعش فيه نزعة التسلط والتفرد التي تعلمها في مدارس البعث، والاستخبارية منها تحديدا.

ديدن السيد كنا والزوعا كان وما يزال تحقيق هذه الغاية، اما الشعب فليذهب الى ….!!

هل نجح في ذلك؟

بالتأكيد نجح نجاحا مطلقا وبنهاية مفتوحة.

وما زال النجاح قائما ومستمرا حيث تبنت هذه المعايير مختلف التنظيمات السياسية والنخب والكتاب حتى المختلفين منهم مع الزوعا.

ان هذا المعيار بان هويتك القومية (سواء كنت تستخدم الاسم الاشوري اوالكلداني او السرياني) تسقط عنك وتصبح كرديا ومستكردا ما دمت منتميا الى اي حزب كردستاني بات معيارا لا نقاش واختلاف عليه!!

ومن تجليات هذا المعيار ونجاحه واستمراريته الى اليوم هو هذه الفوبيا والعداء لكل ما هو كردستاني، فحتى البرلمان الذي يؤدون القسم تحت قبته وتحت علمه الكردستاني ويقفون احتراما عند اداء النشيد الوطني الكردستاني ويستلمون رواتبهم وامتيازاتهم ومكافاتهم ويحتفلون احتفالاتهم بحماية الاقليم الامنية ولكنه يبقى برلمانأ وحكومة واقليمأ مرفوضأ ومحقودأ عليه، حتى دعا الفوبيون منهم في الوطن (الزوعا، ابناء النهرين، الاترانايى) الى تبديل اسم كردستان (وهم يدركون انها تسمية دستورية والية تبديلها يجب ان تكون دستورية وهو مطلب غير ممكن التحقيق بل هو سذاجة سياسية) وتبديل علمه الملون، مع التغاضي، بل والافتخار بعلم العراق الاسلامي العروبي، وغيرها.

اما نتائجه فهي التقوقع والانكماش والشعور بعدم الانتماء وبناء الجدران والاستنكاف من الانخراط في مؤسسات واجهزة الاقليم وغيرها، وبالنتيجة الانتحار الجماعي.

هل تعلمون ان ايا من القيادات السياسية لاحزابنا الفوبيوية، وايا من اعضاءها البرلمانيين، لم يقم يوما (ارجو تصحيحي بمحبة ان كنت مخطئا)، لا قبل داعش ولا اثناءها ولا بعدها، باية زيارة لاي موقع عسكري للبيشمركة!!

كيف يقومون والبيشمركة هي قوة “احتلال” كردية ونحن اشوريون ووحدنا نحن اصحاب الارض!!

اما في المهجر فالمعيار اعلاه توسع اكثر، ليس فقط بالمستوى السوقي المتدني في الكتابات والاعلام، بل بلغ تسمية كردستان باشور المحتلة!!

(لا ادري ماذا عن نينوى العاصمة الاشورية والشرقاط (مدينة اشور تاريخيا) وبابل العاصمة الكلدانية). يا امة ضحكت من جهلها الأمم.

ومن عوامل نجاح السيد كنا في فرض وتعميم معياره في الهوية والانتماء القومي لتسود المهجر ايضا هو امتلاكه الهيمنة المطلقة حينها (وما زالت قائمة رغم تراجعها كثيرا) على مؤسسات المهجر واعلامه، واحتكاره التواصل معهم الى اواخر التسعينيات.

وقد التقت رغبة الطرفين (يوناذم والمهجر) في ذلك، فهو يريد هذا المعيار لحصر الامة بقيادته وحركته، والمهجر يريد ذلك تبريرا لهجرته وتغطية لفشله ويريد الفوبيامادة لنشاطه.

وهذا كان له تاثيراته المدمرة على الوطن حيث فشلنا تماما في تفعيل المهجر واستثماره سياسيا واقتصاديا وخبراتيا لمصلحة الوطن.

اللوبي السياسي المتحقق في اميركا او اوربا (رغم ضعفه) موجه للاساءة واعاقة الاقليم والكرد اكثر من توجهه لخدمة شعبنا.

المال المهجري فشل فشلا تاما في ايجاد اية فرصة عمل او مشروع (خدمي او تنموي) لشعبنا في الاقليم.

الخبرات الاكاديمية المهجرية لم تنقل الى ارض الوطن للاستثمار فيها بمراكز علمية او اكاديمية او مؤسساتية.

يوناذم والفوبيون ورغم ان لا مجال للمقارنة بين الاقليم الا انهم مصرون ليس فقط على وضعهما في ذات الميزان بل ويرجحون كفة المركز!! والمركز (في لقاء عابر مع وزير الخارجية الالماني قال لي ان الطيران من بغداد الى اربيل ينقلك من عالم الى عالم اخر).

يا لعمى الالوان السياسي الذي يعانيه القادة. فاية محطة سيبلغ شعبا اذا كان “مرشدوه” عميانا؟

ونتيجة لذلك كله، ونتيجة لتراكميته لاكثر من عقدين، تحول المهجر جماعيا الى مغناطيس لجذب وتهجير الوطن.

وليتحول المهجر مقبرة لشعب قررت “قيادته” ان ينتحر جماعيا.

من العوامل الاخرى لنجاح السيد كنا في فرض وتعميم هذا المعيار هو تغاضي (بل ودعم) البارتي له لحاجته اليه في صراع البارتي السياسي مع اليكتي. ناهيك ان السيد كنا (وكما يشهد المرحوم فرنسو حريري في مذكراته) كان يقول شيئا في اجتماعاته مع البارتي، ويقول شيئا اخر في لقاءاته مع شعبنا في الوطن او المهجر.

بالاضافة الى ان هذه المسالة لم تكن وليست محورية وجوهرية في سياسات البارتي وطموحاته الاستراتيجية المشروعة لشعب كردستان.فلو اردنا وضع قائمة باولويات اهتمامات والتزامات البارتي الانية والاستراتيجية ففي اي تسلسل يكون اداء يوناذم وصراعات وسجالات البيت الاشوري الداخلي. اعتقد ان لم تكن الاخيرة فانها قبل الاخيرة.

البارتي وقيادته لاعب سياسي على مستوى الشرق الاوسط.

فماذا يعني له تنفيس يوناذم ورفاقه عن غازاتهم السياسية التي فقط سممت اجواء شعبنا السياسية والاعلامية والمجتمعية والمؤسساتية.

طبعا وبالتاكيد فان فشل الحكومة والقيادة الكردستانية، وتحديدا البارتي، في التجاوب الايجابي ومعالجة استحقاقات وملفات ومشاكل تخص شعبنا كان وما زال هدية ذهبية للسيد يوناذم وعموم الفوبيون الذين قبلوا وروجوا والتزموا وما زالوا هذا المعيار في الهوية القومية.

انه فشل يتوجب على قيادة البارتي الانتباه اليه ليس لانها تؤثر على خارطة العمل الاستراتيجية للبارتي، فهي لا تؤثر في ذلك ولا تعيقها، وانما حرصا على المبادئ والالتزامات التي يلتزمها البارتي في مواقفه وبرامجه المعلنة في موقفه من القوميات المتعايشة والشريكة تاريخيا مع الشعب الكردي.

مثلما هو تكميل لما قدمه الاقليم من واحة وجزيرة امان لعموم القوميات والهويات الدينية والمجتمعية التي التجئت اليه هربا من الاستهداف المبرمج لهم من العنف والارهاب بمختلف مصادره وهوياته.

لست متاكدا ان مراعاة ومراجعة البارتي لهذه المسالة ستغير من اعتماد الفوبيون لهذا المعيار، ولكن المراجعة مطلوبة ليس لاجل “قادة” شعبنا بل لاجل شعبنا نفسه الذي يجب ان لا يدفع ضريبة لا مسؤولية “قادته”.

لم يشفع لحكومة الاقليم انها خصصت مبالغ هائلة لاعمار القرى الاشورية (رغم تحفظنا وملاحظاتنا على الفساد المالي والامور التقنية للبرنامج)، فحتى ذلك براي الفوبيون المعلن والصريح هو جزء من مخطط تكريد شعبنا!!!!!!

على هذه الخلفية التراكمية تهيأت الذهنية الجمعية في شعبنالقبول الانغلاق والتقوقع باعتبار ان جميع من يحيط بنا (الاكراد تحديدا) هم ذئاب ومتآمرين واعداء تاريخيين (وبالتاكيد اعداء مستقبليين ودائميين!!!) لشعبناولا يجب التعامل والتفاعل معهم باية صورة من الصور، ومن بينها تفاصيل نظام الكوتا!!!

المطلوب بحسب الفوبيون، وهذا نجده في اعلامهم وتحديدا المهجري، ان نتعامل مع اكراد برواري بالا (مثالا) الذين يعيشون لقرون ويتشاركون مع شعبنا وقرانا في برواري بالا كل تفاصيل الحياة اليومية، بل والكثيرين يتحدثون السورث بطلاقة، ان نتعامل معهم كمجرمين واحفاد المجرم سمكو الشكاكي الذي اغتال غدرا الشهيد مار بنيامين شمعون في منطقة وعشيرة وبيئة جغرافية وسياسية لا تنتمي الى العراق ولا الى الاقليم!!! اشك ان جميع اكراد برواري بالا يعرفون المسالة اساسا.

أن كل من يدعو الى غير المعيار الذي وضعه السيد كنا في تعريف الاشوري هو مستكرد خائن باع نفسه والويل والثبور له.

وكاتب المقال احدهم ان لم يكن على رأس القائمة.

الى اللقاء.

الخوري عمانوئيل يوخنا

نوهدرا دهوك

16 حزيران 2018

للمقال تتمة..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *