سيدي نيافة الاسقف مار عوديشو: ان كنت تعلم فتلك مصيبة، وان كنت لا تعلم فالمصيبة اعظم
بالمبدأ لا اتفق او اؤيد انتقال الاكليروس بمختلف الدرجات (شماس، قس، اسقف) من كنيسة رسولية مشرقية الى اخرى مهما كانت الاسباب وسواء كان موقوفا عن خدمته الاكليروسية ام لا، لان هذا الانتقال يؤدي عادة الى المزيد من التباعد والجدالات والصراعات بين الكنائس، كم ا يؤدي الى خلافات وربما انقسامات داخل العائلة الكبيرة او المجتمع، ناهيك عن التاثير السلبي على التقارب الوحدوي بين الكنائس (بخاصة في حالة كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الشرقية القديمة كونهما لا تختلفان عقائديا او طقسيا).
برايي اذا وجد الاكليروس صعوبة او استحالة في الاستمرار بخدمته في الكنيسة او الابرشية او الرعية التي ارتسم لها اويخدم فيها فالافضل الاستقالة من الخدمة وليس الانتقال الى كنيسة رسولية شقيقة اخرى.
شخصيا هذا ما قمت به عندما قدمت استقالتي من الخدمة الكهنوتية في المانيا وضمن ابرشية اوربا عام 1998 بعد الاختلاف مع نيافة اسقف الابرشية مار عوديشو اوراهام الجزيل الاحترام.
ولكن يمكن لي ان افهم واتفهم واحترم انه، ولاسباب تختلف من اكليروس لاخر، قد يضطر او يختار الاكليروس من كنيسة رسولية (سواء كان موقوفا في كنيسته او غير موقوف) للانتقال الى كنيسة رسولية شقيقة. اتمنى لكل من اختار ذلك بركات الرب بالموفقية.
ولكن ما لا يمكن لي فهمه او تفهمه او قبوله او احترامه هو ان يقوم الاسقف او المرجعية الكنسية في الكنيسة التي ينتقل اليها باعادة رسامته او اي شيء من هذا القبيل (مثلا: الروشما في الجبين) لقبوله.
تقديم الولاء للمرجعية الكنسية الجديدة (ܫܠܡܘܬܐ) وقبولها (ܫܘܡܠܝܐ) مفهوم ومطلوب.
اما اعادة الرسامة او الـ(ܪܫܡܬܐ) فامر مرفوض بالمطلق وغير مقبول ايمانيا وعقائديا وقانونيا تماما.
انها بالحقيقة اساءة الى الرسامة الكهنوتية التي تقبلها الاكليروس في كنيسته الرسولية، واساءة الى رسولية الكنيسة التي قرر الانتقال اليها، ولا يمكن القبول بها او تبريرها.
الاسقف الذي يقوم بذلك اما جاهل بالايمان الكنسي الرسولي (ولا اعتقد بوجود اسقف بهذه الجهالة) او مكابر ومسيء بعمد الى الروح المسيحانية بين الكنائس الشقيقة.
ادناه صورتين لاعادة رسامة القس مرقص مروكى، المرسوم كاهنا في الكنيسة الكلدانية الشقيقة، ولاسباب ليست موضوعنا قرر الانتقال الى كنيسة المشرق الاشورية وهو قراره الخاص ونحترمه، وتم قبوله من قبل نيافة مار عوديشو اسقف ابرشية اوربا لكنيسة المشرق الاشورية وهذا من حقه وضمن صلاحياته.
لكن ان يقوم نيافة الاسقف مار عوديشو باعادة رسامة القس مرقص فذلك سابقة ايمانية وعقائدية خطيرة.
فهل الكنيسة الكلدانية غير رسولية؟ ورساماتها الكهنوتية غير رسولية ولا تقبل بها كنيسة المشرق لذلك يتوجب اعادة رسامته!!!
ماذا عن العماذات والزيجات التي تتم في الكنيسة الكلدانية؟ الا تعترف بها بقية الكنائس؟
وادناه ايضا فديو قبول الاب عدنان خامس (اخذ بعد انتقاله من الكنيسة الشرقية القديمة الى كنيسة المشرق الاشورية اسم الاب شمعون خامس) والذي نصلي ليباركه الرب ويمنحه الصحة والموفقية في خدمة الكنيسة. وفي الفديو يقوم الاسقف مار عوديشو برسم الصليب على جبين الكاهن عدنان لانجاز قبوله وهو ما يعني في الموروث الكنسي انه كان غير قويم الايمان واهتدى الى الايمان القويم!!!
كيف ذلك وكنيسة المشرق الاشورية تشارك ذات العقيدة واللاهوت والاسرار والطقوس للكنيسة الشرقية القديمة!!
بل وكان هناك اجتماعات وبرنامج توحيد الكنيستين وهو ما نتمناه ويتمناه كل ابناء الكنيستين.
كيف ذلك وكنيسة المشرق الاشورية كانت سباقة وبقرار مجمعها السنهاديقي تحت رئاسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع قد ازالت من صلواتها الطقسية الموروثة كل ما يسيء الى الكنائس التي كانت وما زال منها من يعتبر كنيسة المشرق هرطوقية. ان المجمع السنهاديقي انما قرر ذلك بوحي وهداية من الروح القدس الذي اثمر هذا القرار المسيحاني.
من هنا فان افتقار احدهم الى الحكمة والدراية الكنسية واساءته الى كنيسته ورسولية الكنائس الشقيقة ومسيحانيتها لا يجب ان يحسب على كل الكنيسة التي ينتمي اليها مهما كانت درجته الكنسية او مسؤوليته.
قد اتعرض للتهجم والاساءات والتعقيبات من هنا وهناك، وخاصة من المتملقين، او من المختلفين معي في امور ومواقف اخرى، ولكني اكرر هنا ما سبق لي قوله في مواقف وكتابات اخرى باني لا يمكن ان كون الا صريحا مع نفسي وكنيستي وشعبي.
وما يهمني هو هيبة واحترام جميع الكنائس الرسولية الشقيقة ولا تهمني اساءات المسيئين.
لنصلي جميعا من اجل كنيسة الرب ليمنح بروحه القدوس الحكمة لاباءها.
لنصلي من اجل الشعب المؤمن ليعيش كما يعيش الان بروح الاخوة والمحبة بين مختلف انتماءاته الكنسية ومرجعياته البطريركية، وليكون بذلك مثالا يهتدي به بعض الاكليروس!!
الرب يبارك.
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 24 ايار 2018