Home / Articles/Books / Articles / اراء انتخابية (1): رسالة محبة مفتوحة الى الزوعا وابناء النهرين والوطني

اراء انتخابية (1): رسالة محبة مفتوحة الى الزوعا وابناء النهرين والوطني

اراء انتخابية (1): رسالة محبة مفتوحة الى الزوعا وابناء النهرين والوطني

(اسميت الموضوع اراء انتخابية (1) لانه ربما تلحقه مواضيع اخرى متعلقة بالانتخابات.)

الاخوة الاحبة في التحالفات والكيانات المتنافسة ضمن الكوتا المسيحية
•   مع اقرار يوم 12 ايار القادم موعدا لاجراء انتخابات مجلس النواب العراقي لدورته الجديدة،
•   ومع انتهاء فترة تسجيل الكيانات والتحالفات السياسية التي ستخوض الانتخابات والتي نتمنى لها النجاح في خدمة المواطن والوطن،
•   دخلت هذه الكيانات مرحلة اختيار المرشحين الذين نامل ان تتم تسميتهم على اسس الكفاءة والمؤهلات والشعور والالتزام بمصلحة شعبنا، ونتمنى عدم تكرار اخطاء الترشيحات السابقة (غالبيتها بوعي) حيث الولاءات والمصالح الشخصية والحزبية كانت المتحكمة، وحيث بات مثلا النادل في البارات المفتقر لاية خبرة ودراية سياسية (لا انتقص من قيمة اي عمل او مهنة ولكن لكل منها مجالها) متحدثا باسم الشعب بلغة تتسم بالسفاهة ولا تليق بعضو برلمان يمثل شعب متحضر، او كان “ممثل” الشعب غائبا عن حياة وواقع بل وذاكرة الشعب (مثلا، شخصيا رغم متابعاتي كنت قد نسيت ان الدكتور لويس كارو هو عضو برلمان و”ممثل” لشعبنا، ولم اتذكره الا بعد ان وجدت اسمه وتوقيعه في الايام السابقة على طلب مقعد للارمن)، وغيرها مما يمكن توصيفه (بالشخص غير المناسب في المكان غير المناسب) وهو الامر الذي ادى الى اخفاق تام في تحقيق تشريعات لصالح شعبنا، باستثناء بعض محاولات تستحق التقدير من قائمة الوركاء،
•   ودخلت هذه الكيانات مرحلة اعداد واعلان برنامجها الانتخابي الذي نتمناه ان لا يكون مجرد ورقة روتينية او حشو وتكرار انشائي او نسخ لصق (copy paste) فيكفينا الفشل التام الى اليوم، حيث نكتفي بمثال مطلب محافظة سهل نينوى التي ملا بها الزوعا والمجلس الشعبي الدنيا زعيقا وضجيجا ولكن لم يتحركوا وعلى مدى 8 سنوات (دورتين برلمانيتين) اي شيء تحت قبة البرلمان من اجلها. نتمنى ان تكون البرامج الانتخاببية برامج واقعية نابعة من فهم المرحلة وتحدياتها ومتطلباتها من جهة، وامكانية تحقيقها من جهة اخرى، وبالتاكيد ايمان وقناعة المرشحين بها ليلتزموها،

وبعد الترشيحات والبرنامج الانتخابي ستدخل هذه الكيانات مرحلة الحملة الانتخابية التي نتمناها نظيفة نزيهة بعيدة عن التسقيط والتخوين خاصة بعد ان تم منذ الانتخابات السابقة انجاز صفقة غلق ملف المشمول باجتثاث البعث وشراء براءته بثمن سياسي دفع شعبنا ثمنه، فنتمنى ان تكون الحملة القادمة نزيهة شفافة راقية بقدر ما نصور انفسنا شعبا راقيا،
ليلحقها يوم الانتخابات الذي نتمنى ان يشارك شعبنا في الوطن والمهجر فيه ليس من منطلق الالتزام الشخصي او العشائري او الكنسي او الحزبي بل من منطلق المسؤولية القومية والوطنية،
لتليها مرحلة اعلان الفائزين والتي نتمنى ان تكون نزيهة شفافة لا مؤامرات فيها كما حصل في المؤامرة المفضوحة على السيد خالص يشوع في الانتخابات السابقة،
ولنتمنى بعدها ان يتم احترام النتائج والالتزام بها والتعاون بين الجميع ودعم الفائزين لتحقيق ما يمكنهم من برامج وتشريعات لشعبنا،

فأقول بعد هذا الى الاخوة والاحبة تحديدا في احزاب الزوعا وابناء النهرين والوطني:
لست اشك في اخلاص الكثيرين من اعضاء قياداتكم وكوادركم وقواعدكم للمصلحة القومية والوطنية لشعبنا.
ولست اشك في ادراككم الوضع المزري الذي يعيشه شعبنا ومدى الحاجة الى العمل والجهد الجماعي.
ولكني اشك تماما في فهمكم للواقع الجيوالسياسي والديموغرافي لشعبنا الذي يشكل قاعدة هذا العمل اذا ما اردناه ان يكون مثمرا وايجابيا.
كما اشك تماما في شعوركم بالمسؤولية القومية بعيدا عن الشعاراتية الشعبوية والفوبيوية والغرائزية واللامسؤولية التي اتسمت بها معظم مواقفكم وتصريحاتكم منذ اكثر من عقدين والى اليوم.

ولاني لا اريد البقاء في دائرة الشك، بل واتمنى ان اكون خاطئا في حكمي، ولن اشعر بالحرج مطلقا في الاعتذار عنه اذا ما ثبت خطأي.
فاني اسعى من خلال هذا المقال الى قطع الشك باليقين، ولاجل ذلك ساتناول موضوعة متعلقة بالبرامج الانتخابية، وربما ساعود لاحقا باراء انتخابية سواء بشكل مقالات او منشورات (ومضات) على الفيسبوك الشخصي.

اعلنتم بملء الفم وفي اكثر من مناسبة وموقع انكم ترفضون اسم كردستان.
بل وان احدهم الذي بات لاحقا عضو قيادي بينكم اعتبر اسم كردستان جينوسايد.
هذا رايكم ومن حقكم واحترمه ولست اناقشكم فيه.
وانا لي رايي وهو ايضا من حقي واتوقع منكم احترامه.
ولكني اريد ان اتاكد هل انتم ساسة ملتزمين مواقف وبرامج ام رادود (الذي يردد في المواكب الحسينية) ومهيجي غرائز ومؤججي مشاعر في بازار فوبيوي يدفع الشعب ثمنه.

ترفضون اسم كردستان. حسنا.
ولكن اسم اقليم كردستان اسم دستوري بحسب دستور العراق الذي تلتزمونه وتدعون الجميع لالتزامه.
والبرلمان الاتحادي هو الوحيد الذي يحق له اقتراح تعديلات على الدستور.
وانتم تخوضون الانتخابات بهدف وطموح مشروع ان تكونوا اعضاء في هذا البرلمان.
وانتم تدعون شعبنا للتصويت لكم وانتخابكم على اساس برنامجكم الانتخابي.
ومن حق هذا الشعب ان يطالبكم ان تكونوا صادقين معه.
ومن حقنا في هذه الحال وهذا الشأن ان نطلب منكم ان يتضمن برنامجكم التزاما بالعمل على تعديل دستوري بتغيير اسم كردستان.
وبعكسه فعليكم التراجع بطريقة او باخرى عن هذا الموقف المعلن منكم.
وبخلاف ذلك من حقي ان اعتبر شكي يقينا بانكم مهيجي غرائز ومؤججي مشاعر وتفتقرون الى المسؤولية القومية في مواقفكم التي يدفع الشعب ووجوده ومستقبله ضريبتها.
انكم مخيرون ايها الاحبة بين النخبوية والشعبوية.

والى الان فقد اخترتم ومارستم الشعبوية التي لم تقدم اية ثمار واقعية ملموسة لشعبنا.
فهل تراجعون اداءكم وتختارون النخبوية التي يجب ان يتحلى بها من يدعي ويلتزم قيادة شعبه.
كثيرة هي متطلبات النخبوية وفي مقدمتها الصراحة مع الذات ومع المؤسسة ومع الشعب، والتعامل مع الواقع وحقائقه مهما كانت، فكيف تغير او تطور واقع ما اذا كنت مفصوما عنه اساسا!!

معذرة ولكني اتحدث معكم بالمنطق وبروح الصراحة والمحبة، وصدقوني بروح الحرص على مصداقيتكم التي هي بالتاكيد مهمة لشعبنا.
صدقوني ان احد اسباب تراجع قضيتنا، حيث اصبحنا شعب يحتضر وينتحر، هو عدم وجود رقابة ومتابعة ومسائلة جماهيرية وشعبية لتصريحات ومواقف القيادات السياسية القومية وكذلك الكنسية.
لقد اجتررتم تجربة البعث الصدامي، حيث جذور ونشئة العديد منكم، وحولتم كوادركم وقواعدكم ومناصريكم الى مصفقين ومهللين يقدمون الطاعة والسجود للقائد الاوحد الذي بات إلهاً وباتت الأمة عاقرا بعد ولادته.
لقد الغيتم هبة العقل فيهم والغيتم اسئلة: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ متى؟ من قواميسهم وحواراتهم.
ويح لمن يسأل. واذا تجرأ احد وسأل فهو خائن ومستكرد ومستعرب ومنبطح ووووو من مفردات القاموس السياسي المقزز الذي انتجتموه لهذه الامة.
شخصيا ولشدة المي وانا ارى شعبي ينتحر، وانتم حد اسباب الانتحار، فقد قررت ان اتابعكم واحاسبكم واسائلكم على مواقفكم، وهذا، صدقوني، لصالحكم.
لن اكترث بتهم علب السردين الجاهزة التي تطلقوها على من يتجرأ على نقدكم، فقد تعودنا عليها منذ اكثر من عقدين وانتهى تاريخ نفاذ صلاحيتها.
لا يزايدن علي احد في العمل والعطاء لشعبي، واذا كان هناك من مزايد (فردا ام مؤسسة) فليتفضل في مناظرة اعلامية مفتوحة امام الناس وفي الاعلام.

صدقوني ان ما نشرته وانشره وسانشره من متابعات ومواقف وتساؤلات ومساءلات، وبينها هذا المقال، هي لصالحكم، وبالتالي لصالح مستقبل الشعب الذي تنتمون اليه وتلتزمون (او تدعون التزام) العمل لمستقبله.
فالزوعا ورغم كل الضرر والاذى الذي الحقه بشعبنا، ورغم كل الجهد والفرص التي اهدرها بدراية ووعي، ورغم كل المواقف والارتباطات المصلحية والنفعية لقيادته (او قائده) على حساب مصلحة شعبنا، حتى يكاد البعض يقول (والذمة على القائل) ان اثنان اجهضا مستقبل هذا الشعب: البعث والزوعا (بالاحرى صدام ويوناذم). شخصيا اعتقد رغم محورية عامل الزوعا في اخفاق وتردي قضية شعبنا السياسية فان هناك عوامل اخرى لذلك. اقول انه رغم كل ذلك فان الزوعا له ثقله وتاثيره على واقع ومستقبل شعبنا السياسي وله قواعد جماهيرية بينها نسبة كبيرة من الشبيبة القومية التي لا نشك في حرصها واخلاصها وايمانها القومي ولكنها ضحية قياداتها ونتوقع منها ان تمارس حقها (بل واجبها) في تقييم وانتقاد ومسائلة قياداتها، وهذا المقال وغيره هي بهذا الاتجاه.
والاترانايى هو المدرسة القومية التي تربيت فيها وكان اكثر المدارس القومية السياسية نخبوية وامكانات ورؤى سياسية ناضجة وواعية واداء وممارسة اخلاقية قومية، وهي المدرسة القومية التي اضافت فكريا وسياسيا الكثير، ناهيك عن قدرة النشاط القومي التوعوي من خلال مؤسسات وواجهات مهنية في فترة نضاله السلبي ايام النظام المقبور. ورغم حالة العلاقة معه مؤخرا وحاليا التي لم ولن اعلق عليها احتراما ووفاء لعقود من الانتماء والعلاقة التشاركية اللصيقة بالاترانايى الذي اتمنى له خالصا ان يستعيد نخبويته ولا اقول جماهيريته، فالاترانايى لم يكن في مسيرته شعبويا بل نخبويا وهذا يحسب له وليس عليه.
وابناء النهرين ورغم اني ما ازال اجدهم سياسيا انهم الزوعا2 (هامش 1) ولا اتفق في الرؤى السياسية معهم، الا انهم يمثلون النخبة الناضجة في السلوك والاخلاقية السياسية في قيادات وكوادر الزوعا، فهم اشخاص ذو عقول وقلوب واياد نظيفة يستحقون كل التقدير من حيث سلوكهم السياسي في الحوار وقبول الاخر وابتعادهم عن سياسة التسقيط والتخوين مما يؤهلهم لدور تصحيحي في المسار السياسي لشعبنا اذا ما راجعوا اداءهم وامتلكوا جرأة الاعتذار الصريح عن اخطاء سنين مشاركتهم في قيادة الزوعا1 عوض تغطيتها وتبريرها وتكرارها بصيغة او باخرى. ابناء النهرين بخروجهم من الزوعا يكون الاخير (على مستوى القيادة) خلا من شخوص الاداء والاخلاقية السياسية المتمدنة.
لاجل هذا كله فاني اتوقع منكم ايها الاحبة في الزوعا والوطني وابناء النهرين ان تتعاملوا مع هذا المقال وغيره، مما اكتبه او يكتبه اخرون، بروح منفتحة ومناقشة هادئة ومراجعة نقدية لاداءكم وخطابكم السياسي. واعتذر سلفا اذا اعتقد احدكم ان الموضوع ليس بذاك الهدف والمنحى.
انا اعرف ان الاسطر اعلاه ليست متعلقة بالمباشر مع موضوع المقال، ولكني ادرجتها لطمانتكم ان المقال هو نتاج حرص ومحبة لكم.

بالاضافة الى فقرة اسم اقليم كردستان، اتمنى ان يتضمن برنامجكم الانتخابي تعديلات دستورية اخرى مثل العلم والنشيد الوطني العراقي اللذان هما غير دستوريان من حيث ان الدستور يلزم ان يعبرا عن المكونات العراقية. ولا اعتقد ان ساذجا يصدق ان العلم والنشيد الحاليان هما كذلك بل العكس تماما.
مثلما اتمنى ان تتضمن برامجكم التزام العمل على تطبيق المادة 140 من حيث اهميتها ومحوريتها على وجود ومستقبل ديموغرافيا شعبنا وبالتالي حقوقه وامكانات تحقيقها وممارستها.

وغيرها من التعديلات الدستورية التي تهم شعبنا.
ولكنها امنية ارى انها كبيرة لاطلبها منكم، فما تعيشوه وتروجوه من فوبيا احادية الاتجاه وما تمارسوه من انتقائية وعمى الوان سياسي، وما آل اليه بعضكم من تبعية لاولياء امور نعمته، لا تسمح لكم بالتجرؤ لاعلان والتزام هكذا مواقف. اكرر امنيتي ان اكون على خطأ.
وطبعا انتم وتنظيمات اخرى اقترحتم ايضا مراجعة وتعديل لامور اخرى، وشخصيا اؤيدكم في العديد منها، مثل علم اقليم كردستان ونشيده الوطني وغيرها مما يخص الاقليم، وهذه ساذكركم واذكر الاخرين بها (المجلس الشعبي، بيت نهرين، وغيرهما) مع انتخابات برلمان اقليم كردستان لانها ضمن صلاحياته.

شكرا لهدوء وبرودة اعصابكم وانتم تقرأون المقال.
واطلب مقدما الى الرب ان يسامح ويهدي من توعزون له من اتباعكم بالكتابة مستخدما قاموسكم اعلاه، او يبادر ذاتيا بالكتابة بذات القاموس على سبيل اثبات الولاء والالتزام والطاعة ولكنه الغى عقله ولا يجهد نفسه في السؤال مع نفسه ومعكم اسئلة: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ الى اين؟
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 27 كانون الثاني 2018

هامش 1: للراغبين يمكن مراجعة مقالي: (رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2) على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,702436.0.html

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *