رسالة محبة الى الاحبة ابناء شعبي الكلداني السرياني الاشوري
ܫܠܡܐ ܡܪܢܝܐ ܘܚܘܒܐ ܐܘܡܬܢܝܐ ܥܡ ܟܠܘܟ݂ܘܢ شلاما مارانيا وخوبا اومتانيا عم كلوخون
سيداتي وسادتي
اباءي وامهاتي
اخواتي واخوتي
بناتي وابنائي من الشعب الكلداني السرياني الاشوري ورثة حضارة بين النهرين من ابناء ومواطني كوردستان.
لم يتبق الا اقل من اربع وعشرين ساعة لانطلاق الاستفتاء في الاقليم، استفتاء تاريخي ليس بمعنى انه سابقة تاريخية فحسب، بل وتاريخي بمعنى انه محطة مفصلية في صنع مستقبل الاقليم والمنطقة.
تاريخي ليس بمعنى اننا الجيل الكلداني السرياني الاشوري الاول الذي يمارس حقه، بل واجبه، في اعطاء صوته في مستقبله ومستقبل اجياله في العراق وكوردستان فحسب، بل وفي كل جغرافيا شعبنا في سوريا وتركيا وايران حيث لم يحصل ان شاركت اجيالنا السابقة ولا الحالية في قرار واستفتاء كهذا.
في سايكس بيكو تم الغاءنا وتغييبنا وكان علينا أن نقبل ما رسمته مصالح الدول الكبرى.
وجميعنا قرا او تذكر او عايش نتائجها: مذابح سميل، صوريا، الانفال والكيمياوي، تدمير القرى، الهجرة والتهجير القسري داخل الوطن ودول الاغتراب، تعريب الهوية، شهداء بعشرات الالاف في حروب الدكتاتوريات، واخرون في معتقلاتها، وغيرها مما اعطته لنا سايكس بيكو التي جعلت منا اليوم شعبا صغيرا مهدد في وجوده ومصيره.
اليوم، كما قبل قرن من الزمان، يعاد التشكيل والترسيم التدريجي للمنطقة. تشكيل نريده ونتمناه تصحيحا للواقع المشوه حيث الدول القومية والدينية التي عانينا ونعاني وسنبقى نعاني منها كوننا مختلفون قوميا ودينيا عن الاخر.
ان تحقيق الاماني لا يكون فقط بالكلام عنها بل المشاركة الايجابية فيها على مستوى الافراد والمؤسسات والجماعات والشعب ككل.
من هنا اننا مدعوون امام ارواح اباءنا واجدادنا ممن كانوا ضحايا سايكس بيكو الاولى، وامام انفسنا واجيالنا، وامام التاريخ ان نتفاعل مع الحدث ونشارك في صنع المستقبل المشترك مع الشعوب الشريكة، وتحديدا الشعب الكردي وكذا العرب والتركمان في الاقليم، التي نتقاسم معها التاريخ والجغرافيا بالامس واليوم وغدا.
لنشارك ونتشارك مع الجميع في بناء مستقبل لدولة مدنية ديمقراطية تكون من الجميع وللجميع ومن خلال الجميع.
لم يقل احدا ان الاقليم باوضاعه السياسية والاقتصادية والادارية القائمة منذ 1991 هو الجنة والفردوس فهناك الكثير من المشاكل والنواقص التي نعاني منها جميعا، والاقليات بشكل خاص، سواء ما موروث منها من عقود الانظمة السابقة او ما مختلق منها من قبل الحكومة المركزية منذ 2003 او ما متعلق منها باداء ادارة الاقليم السياسية والتشريعية والتنفيذية.
ولكننا نتحدث عن جزيرة الامل وسط محيط من الانظمة والدول الفاشية والدينية والدكتاتورية، فهل نختار نموذج الامل ونسقيه وندعمه ونتفاعل معه ام نقتله وننتحر بالتهليل للانظمة الفاشية والدينية المحيطة.
لقد قلتها في منابر وطنية واوربية ودولية متعددة واكررها هنا: النور دائما جميل ودائما مفيد، ولكن اكثر الانوار جمالا واكثرها فائدة هو الذي يشع في الظلام. وفي كردستان هناك شمعة امل تضيء. دعونا نستثمر فيها لاجل اجيالنا.
في كوردستان ولاول مرة في كل تاريخ شعبنا في وطنه النهريني الواسع يعود شعبنا الى قراه ويعمرها ويستعيد الحياة فيها.. تركنا حكاري وطورعبدين واورمية والخابور ولم نعد اليها.
في كوردستان ولاول مرة في كل تاريخ شعبنا في وطنه النهريني الواسع لدينا مدارس حكومية بلغتنا السريانية الحبيبة.
كم كنيسة دمرت او اهملت واندثرت في وسط وجنوب العراق وفي سوريا وتركيا وايران.. وكم كنيسة عمرت في كوردستان.
هل من عوائل لشعبنا هربت من الاقليم الى وسط وجنوب العراق منذ 1991 طلبا للامن والامان، وان كان فكم؟ وكم من عشرات الالاف منهم من كل العراق التجئوا الى الاقليم.
والى غيره من القائمة الطويلة التي لا يمكن انكارها الا لمن كان مصابا بعمى الالوان.
احبتي،
دعونا نحتكم الى ضميرنا ونقرر لاجيالنا ومستقبلنا.
دعونا لا ننجرف وراء بازارات ومزايدات الشوارع المهجرية المحمومة بالحقد والكراهية القومية التي لا يهمها امرنا في الوطن بقدر ما يهمها لافتات وتجمعات فيسوكية لاراحة الضمير الداخلي الذي يشعر بالذنب من فشل المهجر الجمعي (لا الفردي) في واجبه نحو الوطن.
بالله عليكم كم قرية وكم مدرسة وكم كنيسة وكم مركز صحي وكم معمل وكم فرصة عمل في الوطن قدم المتظاهرون والمؤسسات “القومية” المروجة للفوبيا؟
ودعونا لا ننجرف وراء “الساسة” ممن يتحصنون في المنطقة الخضراء ويضاعفوا ارصدتهم المصرفية وشركاتهم الاعمارية والاستثمارية في الامارات وغيرها من العقود والصفقات السياسية في سايكس بيكو جديدة على حساب شعبنا واجياله.
دعونا نفكر باطفالنا واجيالنا في قرانا وفي احياء دهوك وسميل والعمادية والقوش والشيخان واربيل وعنكاوة وشقلاوة وكركوك والسليمانية وهم سيعيشون جنبا الى جنب في الشارع والمدرسة والجامعة والعمل والسوق مع اطفال واجيال الكرد في كردستان.
دعونا لا نفصم انفسنا ونفصل ذاتنا ونعادي محيطنا في حرب وهمية.
دعونا نسهل لاجيالنا العيش ولا نحملهم نتائج فوبيا وكراهية المهجر وبازارات وصفقات المنطقة الخضراء.
اني اتوجه اليكم ليس من صفة وشخصية معنوية فانا لا امثل الا نفسي. وانا لست الا الاخ الاصغر والخادم الاصغر لصغيركم.
اني اتوجه اليكم لاني احبكم فانتم شعبي، انتم اهلي، انتم اباءي وامهاتي، اخوتي واخواتي، اولادي وبناتي.
والله والرب يسوع المسيح شاهد على مقدار محبتي لكم.
ليبارككم الرب
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 24 ايلول 2017