Home / Recommended / Articles / كيف نستعيد حقوقنا الوطنية الضائعة؟

كيف نستعيد حقوقنا الوطنية الضائعة؟

كيف نستعيد حقوقنا الوطنية الضائعة؟

مقال للكاتب قيصر السناطي

منشور على موقع القوش.نت

لكل يعرف والتأريخ يؤكد بأن المسيحيين بجميع تسمياتهم هم السكان الأصلاء في بلاد ما بين النهرين ولهذا الشعب الأصيل ثقل حضاري مـتأتي من حضارة الأجداد الذين انشأوا اولى الحضارات في وادي الرافدين قبل بقية الشعوب في الشرق والغرب .ان تلك الحضارة التي تميزت بالفكر المتطور حيث بنى الملك نبوخذنصر برج بابل احدى عجائب الدنيا السبعة ، واستتخدم عقل متطور في طريقة سقي الأشجار في برج بابل وعرفت الكتابة في هذه البلاد وشقت القنوات الفرعية للري وأنتشرت الزراعة على جانبي نهري دجلة والفرات،وسن اول قانون الملك حمورابي لكي ينظم الحياة ضمن الأمبراطورية البابلية في الحقوق والواجبات.

وهذا كان قبل الاف السنين عندما كانت اغلبية الشعوب تعيش حياة بدائية،ان الدور الحضاري في وادي الرافدين بكل مراحله كان كبيرا على تطور الحضارات الأخرى القريبة منها والبعيدة، وهذا يحسب لهذا الشعب الذي بنى تلك الحضارات، غير ان في ذلك الزمن لم تكن حدود للأمبراطوريات بل كان قانون القوة  هو السائد لذلك كان هناك ظهور قوى اخرى في اماكن قريبة  وبعيدة تبحث عن جغرافية تعطيها مردود مادي وخاصة تلك المناطق التي تمتاز بموقع استراتيجي من حيث المياه والمناخ والأرض الصالحة للزراعة، وهذه المقومات جميعها كانت متوفرة في ارض الرافدين.

لذلك تعرضت تلك الحضارة الى هجمات من قوى كبيرة وعديدة سواء كانت قادمة من بلاد الفرس او من تركيا او من الرومان او من شبه الجزيرة العربية وهذه الأخيرة سيطرت على العراق وحولت الأغلبية المسيحية الى اغلبية اسلامية بواسطة فرض الدين الجديد بالقوة وهذه حقائق تاريخية ولم ناتي بجديد، بالأضافة الى تغير التسميات القومية سواء كانت كلدانية او اشورية او سريانية الى عربية وحسب مزاج الحاكم،ولو تركنا الماضي وألقينا نظرة على اوضاعنا نحن السكان الأصلاء اصحاب هذه الأرض ومن خلال مراحل التأريخ نرى بأننا قد تعرضنا الى اضطهاد ديني وقومي كبير.

بالأضافة الى حضارتنا  التي سلبت وتشتتنا في داخل البلاد وفي العالم بسبب هذه التفرقة التي مورست ضدنا واليوم بعد تحول العالم الى دول وانظمة وحقوق الأنسان من حقنا ان نتساوى مع شركاء في الوطن بل يجب ان نعامل مثل السكان الأصلاء كما هو الحال في الدول المتقدمة، ولكن في ظل الثقافة المجتمعية المتأخرة لا تؤخذ هذه الأمور بنظر الأعتبار، لذلك ليس امامنا نحن اصحاب هذه الأرض سوى نتوحد ضمن كنيسة المسيح الواحدة ومن ثم نتوحد في خطاب عقلاني يطالب بحقوقنا في داخل الوطن ونطرق جميع الأبواب مع شركاء في الوطن  وكذلك المنظمات والهيئات الدولية لكي تعيد لنا حقوقنا ومكانتنا التي سلبت لأسباب دينية وقومية وسياسية.

وليس المهم  توحيد التسميات القومية لنتركها كما هي، المهم ان نتوحد في خطاب موحد لأن ما يجمعنا نحن السكان الأصلاء اصحاب هذه الأرض يجعلنا ان نكون يدا واحدة لكي ينتبه لنا شركاؤنا في الوطن لكي نأخذ المكان الطبيعي بين مكونات الشعب الأخرى،اما في ظل التناحر والتشرذم والتقوقع ضمن تسمية اوضمن منطقة او قرية  فمن المؤكد اننا سوف نعاني من الأهمال والأضطهاد عند ذلك فأن ما تبقى من شعبنا سوف يغادر الى بلاد المهجر عندها سوف تنصهر الأجيال في بلاد المهجر ونكون جميعنا  اصبحنا في خبر كان فهل ينتبه اباء الكنيسة الأجلاء والعقلاء من السياسيين والمثقفين من ابناء شعبنا الى خطورة ذلك على مستقبل اجيالنا وحضارتنا؟ ان توحيد خطابنا  المطالب بحقوقنا الوطنية وباسلوب حضاري سوف تعاد لنا المكانة اللائقة التي نستحقها بالمساوات مع بقية مكونات الشعب على الأقل عند ذلك سوف تزداد ثقة هذا المكون الأصيل بالمستقبل وبضرورة التمسك بهذه الأرض التي كانت فيما مضى مهدا للحضارات التي ساهمت في التطور الأنساني في زمن كانت اغلب المجتمعات تعيش حياة بدائية. فهل ينتبه العقلاء الى الأخطار التي تهدد شعبنا في ظل هذا الواقع المعقد الذي استمر لمئات السنين؟

والله من وراء القصد……………

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *