هل تعمدت كنيسة المشرق الاشورية الاساءة الى الكنيسة الشرقية القديمة؟
الموضوع: التصريح الاتهامي لغبطة المطران مار ياقو دانيال، مطران الكنيسة الشرقية القديمة ووكيلها البطريركي العام، بان كنيسة المشرق الاشورية قد تعمدت الاساءة الى الكنيسة الشرقية القديمة بعدم الترحيب بها في مراسيم رسامة وتنصيب قداسة البطريرك مار آوا روئيل في يوم الاثنين 13 أيلول 2021 في كاتدرائية مار يوحنا المعمذان – عنكاوة – أربيل
تاريخ التصريح: الثلاثاء 14 أيلول 2021 وهو اليوم الثالث (البسما) لرحيل الاب كيوركيس ياقو.
مكان التصريح: قاعة المناسبات والتعازي – قرية باختمة – محافظة دهوك.
وسيلة التصريح: بث لقاء مباشر اجراه برنامج (براقالا داومتا) من سيدني مع غبطته على الفيسبوك.
المستمعون للتصريح: ما لا يقل عن عدة الاف مشاهد بين من شاهد البث المباشر او شاهد اعادة نشر المقابلة الكاملة او اجزاء منها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
الرابط الى التصريح:
المقال:
1- لم اكن اتوقع ولا ارغب ان اكتب هذا المقال التعريفي وبهذا العنوان التساؤلي لولا عاصفة الغبار والضجيج التي اثارها التصريح اعلاه لغبطته غداة مراسم تنصيب قداسة البطريرك مار آوا الثالث على كرسي ساليق طيسفون.
غبار العاصفة وجد طريقه على صفحات التواصل المختلفة وفي وبين اسطر كتابات ومقالات متعددة.
وكما في كل المواضيع السجالية الاخرى، وكما عادة صفحات التواصل ااجتماعي لمرجعيات ومؤسسات وابناء شعبنا فقد تنوع طيف المتفاعلين مع الزوبعة المفتعلة بين اناس مخلصين وقعوا ضحايا وبحسن نية في هذه الزوبعة مدفوعين بحرصهم ومحبتهم لشعبهم، واخرون تفاعلوا معها عن عدم دراية او معرفة بتفاصيل وحيثيات الموضوع، واخرون ممن وجدوها فرصة لنفث السموم وفتح الجراح غير آبهين بما يفعلون، واخرون وجدوا فيها فرصة للظهور الاعلامي بصيغة أو بأخرى.
ورفع البعض منسوب شد الوتر العشائري والكنسي، بل والسياسي، حتى باتوا يعتبرون ما حدث انه حدث مفصلي تاريخي وجسيم لم يسبق له مثيل في تاريخ شعبنا منذ بداية القرون المسيحية الأولى. وااااااااااااااااااو
ولكن ما جعلني اكتب المقال هو نوع وكم التواصل الذي حصل معي من قبل الاحبة من الاصدقاء المهتمين والناشطين، وبينهم اكليروس، من ابناء شعبنا بمختلف الانتماءات الكنسية والمناطقية.
كما هو محاولة مني للتعريف بالحدث انقاذا لضحاياه من الابرياء، وتعريفا بالامور لمن لا يعرفها،
والأهم من كل هذا مخاطبة للعقل والحكمة لمن يمتلكهما او يستثمر فيهما.
اما من تحركهم الغرائز والكراهية الموروثة والشعبوية فلا شأن لي بهم.
2- اقول بداية ان هذا المقال ليس توضيحا رسميا ولا شبه رسمي من كنيسة المشرق الآشورية عن الامر، ذلك اني لم اكن يوما ولست اليوم ولن اكون يوما ناطقا او متحدثا اعلاميا باسم كنيسة المشرق ولسبب بسيط وواضح هو اني لا امتلك ما يؤهلني ان اكون كذلك.
المقال هو معلومات تعريفية قسم منها معلوم للجميع، وقسم اخر معلوم للبعض، وفي هذا وذاك هناك قسم منها كنت شاهدا او حاضرا فيه.
كما يتضمن المقال بعض اسئلة او تساؤلات من وحي الحدث والمشهد.
3- كما واضيف بداية ان لا احد يحق له المزايدة علي في محبتي وتقديري للكنيسة الشرقية القديمة، كنيسة وبطريركاً واساقفة واكليروساً ومؤمنين. ولست بحاجة، واتمنى ان لا أكون بحاجة، للتعريف بذلك بشواهد ومواقف واعمال وبرامج منذ بداية خدمتي الكهنوتية في كنيسة المشرق (1987) مرورا بعملي ومسؤوليتي في منظمة (كابني)، من دون ان ننسى مواقفي وارائي الموثقة في شأن الكنيسة الشرقية القديمة.
واكتفي بالقول باني اعتبرت نفسي، واعتبرني الكثيرون، محامياً للكنيسة الشرقية القديمة لدى كنيسة المشرق الاشورية.
وكتابي (كنيسة المشرق الموحدة: أمل قريب أم حلم بعيد) والمنشور عام 2000 هو شاهد تاريخي على ذلك.
(للاسف فان هذه الوحدة باتت ليس حلما بعيدا فحسب بل وسراب. ربما سناتي على ذلك في يوم ما وفي مقال ما.)
4- بالعودة الى الموضوع أقول:
ان مراحل احترام كنيسة المشرق الاشورية لشقيقاتها من الكنائس الاخرى في هذا الحدث التاريخي لتنصيب قداسة مار آوا جاثليقاً بطريركاً مرت بعدة محطات دعونا ناخذها تسلسليا ولنرى هل تضمنت اساءة متعمدة من كنيسة المشرق الاشورية تجاه الكنيسة الشرقية القديمة؟
فاقول:
المحطة الاولى: اختيار المدعوين وارسال بطاقات الدعوة لهم.
وفي هذه المحطة وجهت الدعوة الى الكنيسة الشرقية القديمة، بشخص بطريركها مار ادي الثاني، اسوة بجميع الكنائس الشقيقة. (صورة بطاقة الدعوة في نهاية المقال).
فأين عدم الاحترام؟
فلو ارادت كنيسة المشرق الاشورية تعمد عدم احترام الكنيسة الشرقية القديمة لما وجهت لها الدعوة اساسا.
فصاحب المناسبة حر في اختيار من يدعو.
وبالتاكيد فانه عندما يدعو جهة ما او شخص ما فانه يدعوه محبة وتكريما وتقديرا.
المحطة الثانية: تلبية الدعوة:
لقد اكدت الكنيسة الشرقية القديمة حضورها لمراسم التنصيب وهذا تعبير للاحترام المتبادل.
ومع تزامن تنصيب البطريرك مار آوا مع تحضيرات رسامة الاسقف الجديد للكنيسة الشرقية القديمة في 26 أيلول 2021 في بغداد على يد غبطة المطران مار ياقو دانيال فقد راعى غبطته ان يكون موجودا في العراق يوم تنصيب البطريرك ليشارك ممثلا عن الكنيسة الشرقية القديمة. كل الشكر والتقدير لغبطته.
المحطة الثالثة: استقبال المشاركين ممن لبوا الدعوة:
مع المشاركة الشخصية لفخامة رئيس الاقليم الاستاذ نجيرفان بارزاني في مراسيم التنصيب، ومع مشاركة شخصيات كنسية ورسمية عالية المستوى، فمن البديهي ان جهاز امن الرئاسة يتولى سياقات الحماية الامنية للحدث الذي جاء بعد يومين من استهداف مطار اربيل.
لقد أحاطت الاجهزة الامنية مشكورة الكاتدرائية بمربع أمني لضمان أمن الحدث والمشاركين فيه.
وبديهي ان الكنيسة لم يكن لها اي دور في منافذ هذا المربع وسياقات دخوله، فالاجهزة الامنية، ضباطا ومنتسبين، كانوا حصرا هم الموجودين في هذه المنافذ.
ماذا جرى من حوار بين غبطته والاشخاص الامنيين في منفذ الدخول الى المربع الامني هو حوار لا نعرفه والكنيسة ليست مسؤولة عنه لا من قريب ولا من بعيد.
شخصيا استغرب قول غبطته بان ضابطا كرديا تدخل لادخال غبطته. منتسبو الاجهزة الامنية الرئاسية التي كانت تقوم بالمهمة هم من ابناء الاقليم من الاكراد. فلماذا هذه الصياغة التي اتمنى ان غبطته اوردها عفويا وليس تعمدا كما يفعل البعض او يستغلها لغايات تحريضية فوبيوية.
المحطة الرابعة: استقبال المشاركين في باب الكاتدرائية:
لقد كان استقبالا يليق بالمناسبة مثلما يليق بالهوية القومية والثقافية لشعبنا.
فقد كان استقبال ومرافقة كل ضيف من قبل شبان وشابات بالزي القومي الاشوري.
وهكذا كان استقبال غبطته أيضا اسوة ببقية الضيوف.
فأين عدم الاحترام؟
المحطة الخامسة: تجليس الضيوف من الاكليروس ممثلي الكنائس المدعوة والحاضرة:
قامت الكنيسة بتمديد مساحة المذبح المقدس لتوفير مساحة لتجليس الاكليروس المشارك. فيما تم تجليس الضيوف الرسميين والعلمانيين في الصفوف الامامية للحاضرين في هيكل الكنيسة.
تجليس الاكليروس راعى ان يجلس في الصف الاول على يمين المذبح ويساره اصحاب الغبطة والنيافة ممثلي الكنائس المشاركة.
هكذا تم تجليس الجميع وبضمنهم غبطته الذي اجلسته الكنيسة على الكرسي المجاور لارفع وفد كنسي مشارك وهو ممثل قداسة البابا فرنسيس، الكاردينال كوخ والسفير البابوي.
فأين عدم الاحترام؟
بل ونذكر هنا معلومة يعرفها مثيرو الجعجعة ولكن ربما لا يعرفها ضحاياها او المشاركين فيها، وهي:
ان نيافة الاسقف الجليل غطاس هزيم، ممثل كنيسة الروم الارثوذكس، الذي جاء تلبية للدعوة الرسمية وبمتابعة شخصية من نيافة الاسقف مار ابرس وتمنياته عليه للحضور من الكويت خصيصا للمشاركة تم تجليسه في الصف الثاني.
وكذلك نيافة الاسقف الجليل مار نيقاديموس داود شرف من الكنيسة السؤيانية الارثوذكسية.
لاحظ الصورة في نهاية المقال.
لست ادري، ولكني لا اتوقع، ان كان نيافتيهما قد امتعضا من الامر ولكنهما بالتاكيد تفهموا بحكمتهم الامر وتفاصيله المكانية والزمانية ولم يخرجوا في الاعلام والمنابر متهمين الكنيسة بعدم احترامهم.
المحطة السادسة: الترحيب بالضيوف:
حيث رحب نيافة الاسقف مار ابرس بالضيوف الكنسيين ممثلي الكنائس المشاركة، مثلما رحب بالضيوف الرسميين والحكوميين.
صحيح ان نيافته فاته الترحيب بالاسم بالكنيسة الشرقية القديمة وممثلها غبطة المطران مار ياقو، ولكن فاته ايضا الترحيب بنيافة المطران غطاس هزيم.
بل ويحق لي الاضافة انه فاته الترحيب بالممثل الرسمي للامين العام لمجلس الكنائس العالمي الذي طلب وبرسالة رسمية من كاتب المقال ان يمثله في المناسبة (الصورة في نهاية المقال).
فنيافته ربما قرأ نسخة غير محدثة (Not updated) لقائمة المشاركين.
وفي جميع الاحوال لا يمكن اتهامه بانه تعمد عدم الاحترام للكنيسة الشرقية القديمة، فان جاز لنا تفسير وتحميل الامر هكذا، فانه يجب اتهامه بعدم احترام كنيسة الروم الارثوذكس وممثلها الذي جاء تحديدا للمناسبة وتلبية للدعوة لرسمية والمتابعة الهاتفية الشخصية من قبل الاسقف مار ابرس!!!
وكذلك يجب اتهامه بعدم احترام مجلس الكنائس العالمي الذي يمثل اوسع واكبر اطار جامع يضم في عضويته الكنائس غير الكاثوليكية ومن بينها كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الشرقية القديمة!!!
اذا جاز القول ان سرعة البديهة قد خانت الاسقف مار ابرس فلم يذكر في ترحيبه الكنيسة الشرقية القديمة وكنيسة الروم الارثوذكس ومجلس الكنائس العالمي، فانه وبالضرورة يحق القول ان الحكمة خانت غبطة المطران مار ياقو عند ادلاءه بتصريحه واتهامه لكنيسة المشرق الاشورية بعدم احترام اكنيسة الشرقية القديمة.
المحطة السابعة: القاء كلمات الكنائس المشاركة
وهنا أيضا التزمت كنيسة المشرق الاشورية تجاه الكنيسة الشرقية القديمة ذات الاحترام الذي التزمته تجاه بقية الكنائس المشاركة، حيث دعت غبطة المطران مار ياقو لالقاء كلمة الكنيسة الشرقية القديمة اسوة ببقية الكنائس.
بل واكثر من كنيسة الروم الارثوذكس التي لم يلق ممثلها المطران غطاس هزيم كلمة بالمناسبة.
فأين عدم الاحترام؟
برأيي المتواضع، فان غبطته ارتكب سابقة بروتوكولية لا تتوافق مع تراتبيته ورتبته الكنسية في الكنيسة الشرقية القديمة عندما قرأ رسالة موقعة من قبل الاسقف مار كيوركيس الذي هو بالتراتبية الكنسية اقل رتبة من غبطته.
فهذه سابقة بروتوكولية في المناسبات الكنسية او الحكومية ان يقرأ شخص كلمة شخص اخر اقل منه رتبة مؤسساتية.
هل لرئيس الجمهورية ان يقرأ كلمة بتوقيع رئيس الوزراء؟
وهل لرئيس الوزراء ان يقرأ كلمة بتوقيع احد وزرائه؟
وهكذا في الكنيسة أيضا:
هل يقرأ البطريرك رسالة بتوقيع المطرافوليط؟
أو يقرأ المطرافوليط كلمة بتوقيع الاسقف؟
أو يقرأ الاسقف كلمة بتوقيع القس؟
كون الاسقف الجليل مار كيوركيس امين سر المجمع السنهاديقي للكنيسة الشرقية القديمة لا يعني ان المطران يقرأ كلمة الاسقف الموجهة الى سينودس كنيسة المشرق الاشورية.
برأيي كان الاكثر تلائما مع شخص غبطة المطران مار ياقو واكثر توافقا مع المناسبة ان يرتجل غبطته كلمة بالمناسبة او يقرأ ما كان يكتبه سلفا سواء بتوقيع البطريرك مار أدي او بتوقيع غبطته.
المحطة الثامنة: الغداء التكريمي
تمت دعوة جميع الحاضرين من ممثلي الكنائس، ومن بينهم غبطته والكهنة المرافقين له، للمشاركة في الغداء التكريمي.
فأين عدم الاحترام؟
متوقع وامر طبيعي أن الجميع لا يشاركون في الغداء بسبب انشغالاتهم والتزاماتهم الاخرى، وهذا كان الحال مع غبطته.
5- أمام كل هذه الوقائع والحقائق، هل من العدل والامانة اتهام كنيسة المشرق الاشورية بعدم احترام الكنيسة الشرقية القديمة؟ بل والتصعيد والمبالغة وشد العصب وغيرها؟
أحبتي اخوتي من ابناء كل كنائسنا:
دعونا نمتلك قليلا من حكمة اباءنا. وقليلا من المحبة لبعضنا.
ودعونا نتذكر اللبناني وهو يقول: هونها بتهون، صعبها بتصعب.
6- اسئلة تفرض نفسها:
أ- في الوقت الذي لم تتضمن كلمة قداسة البطريرك مار آوا الترحيب بالاسم باية كنيسة واي ممثل لاي من الكنائس لا في بداية كلمته ولا في نهايته، فان غبطته في تصريحه اتهم قداسته بانه لم يرحب بالكنيسة الشرقية القديمة.
لماذا تقويل قداسته ما لم يقله؟
أدناه النص الحرفي لترحيبه وامتنانه من هذه الكنائس وممثليها.
في بداية كلمته رحب بهذه بالكنائس وممثليها بهذه الكلمات:
(ܒܫܡ ܐܒ̣ܐ ܘܒ̣ܪܐ ܘܪܘܚܐ ܕܩܘܕܫܐ ܠܥܠܡܝܢ
ܡܝܩܪܐ ܪܫܢܐ ܕܫܘܠܛܢܘܬܐ ܕܩܠܝܡܐ ܕܟܘܪܕܣܬܢ ܢܟ̰ܝܪܒ̣ܢ ܒܪܙܢܝ ܥܡ ܩܝܘܡܐ ܕܫܘܠܛܢܐ ܩܢܛܪܘܢܝܐ.
ܡܥܠܝܘܬܝ̈ܗܝ ܘܛܘܒ̣ܬܢܘܬܝ̈ܗܝ ܚܣܝ̈ܐ ܥܠܠܢ̈ܐ ܕܥܕ̈ܬܐ ܚܬܘܬ̈ܢ.
ܡܩܠܣ̈ܐ ܩܫܝܫ̈ܐ ܘܩܠܝܪ̈ܝܩܐ ܘܡܗܝܡܢ̈ܐ ܡܘܚܒ̈ܐ ܡܢ ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ ܕܐܬܘܪ̈ܝܐ ܘܥܕ̈ܬܐ ܚܬܘܬ̈ܢ.)
وفي ختام كلمته كرر الترحيب والامتنان بهذه الكلمات:
(ܐܦ ܒܒܥܝܐ ܝܘܢ ܕܡܩܪܒ̣ܢ ܩܘܒܠܛܝܒܘܬܐ ܠܛܘܒ̣ܬܢܘܬܝ̈ܗܝ ܪ̈ܫܢܐ ܕܥܕ̈ܬܐ ܘܡܛܦܣܢܝ̈ܗܝ ܒܘܕ ܚܬܪ ܛܘܝܒ̣ܝܗܝ ܐܕܝܘܡ ܝܘܡܐ ܘܡܫܕܪܬܝܗܝ ܠܐܓܪ̈ܝܬܝܗܝ ܕܒܪܟ̣ܬܐ ܡܢ ܪ̈ܫܢܐ ܕܥܕ̈ܬܐ)
فهو لم يستثني أحدا لانه وبالاساس لم يذكر او يسمي أي احد. فقداسته رحب بالجميع بصيغة جماعية.
ب- بحسب غبطته في اللقاء، فان الكنيسة الشرقية القديمة وجهت رسالة رسمية الى كنيسة المشرق الاشورية عن الموضوع في نفس يوم التنصيب.
فلماذا لم ينتظر غبطته الجواب الرسمي والمؤسساتي من كنيسة المشرق الآشورية؟
ولماذا وقبل أقل من 24 ساعة على ارسال الرسالة يخرج غبطته الى الفضاء العام بهذه التهمة؟
بل ويخرج بها على الفضاء العام وهو يشارك في مناسبة حزينة ومؤلمة هي اليوم الثالث لرحيل الاب كيوركيس ياقو؟
وكذا يخرج بها على الفضاء العام وعرس تنصيب قداسته ما زال مستمرا؟
وقد استغربت عند سماعي المقابلة بان المذيعة تحاول بكل جهدها وقدرتها على التهدئة وامتصاص الموضوع، في حين ان غبطته يصر بشدة على التصعيد.
وهذا خلاف المعروف في المقابلات بان المذيع يثير ويستفز ومن تتم مقابلته يمتص ويهون الامور.
كم كان رائعا من غبطته لو قال مثلا: انه خطا قد يحدث في هكذا مناسبات كبيرة ومعقدة ولكنه بالتاكيد لم يكن مقصودا، فكنيسة المشرق الاشورية هي كنيستنا وشقيقتنا وقد سعدنا بمشاركتنا في هذا العرس الروحي لمراسم تنصيب قداسته ونتمنى له التوفيق بنعمة وبركات الرب ونتطلع الى المزيد من التقارب مع بعض لما فيه تمجيد اسم رب الكنيسة وصالح شعبها.
او غيرها من العبارات التي لا نشك في قدرة غبطته على قولها.
كنت اتمنى على غبطته الذي مني له كل الاحترام والتقدير ان يراعي هذه النقاط في المقابلة.
6- متفرقات
أ- بحسب معلومات لا يمكن لي تاكيدها او نفيها، فأن رسالة الكنيسة الشرقية القديمة المشار اليها اعلاه تم توجيهها الى قداسته بصفة أمين سر المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية وليس بصفته البطريرك المرتسم!!!
صحيح ان قداسته في خدمته الاسقفية كان أمينا للسر ولكن من لحظة تنصيبه تتم مخاطبته بلقبه ورتبته كبطريرك، والبطريرك هو رئيس المجمع المقدس وليس أمين سره.
أتمنى ان تكون المعلومة خاطئة. واذا كانت غير ذلك، فاتمنى انه خطأ نتاج عدم دراية او ملاحظة وليس بتعمد.
ب- روج البعض انه لم تتم دعوة الكنيسة الشرقية القديمة الى العشاء التكريمي الذي اقيم على شرف قداسة البطريرك مار آوا روئيل.
وهو خبر مفبرك تماما ولا اساس له من الصحة مطلقا.
فالعشاء التكريمي لم تقيمه كنيسة المشرق بل اقامه النادي الثقافي الاشوري في عنكاوة يوم 14 أيلول 2021 وعلى شرف قداسة البطريرك مار اوا واعضاء المجمع المقدس.
والنادي لم يدعو أيا من الكنائس الشقيقة فكيف نقول تم استثناء هذه او تلك.
بل ان اكليروس كنيسة المشرق الاشورية لم تتم دعوته جميعه. شخصيا كنت سعيد الحظ بان تصادف وجودي في ادارة النادي قبل يومين من يوم العشاء فقامت الادارة بدعوتي مشكورة ولبيت الدعوة احتراما وتكريما.
7- الخاتمة،
في الوقت الذي اكرر ألمي وأسفي لاضطراري أمام ضغط الزوبعة المفتعلة والسموم والاساءات التي رافقتها وتحميل الحدث ما لا يتحمله وتأويله وتشويه تفاصيله أن اكتب هذا المقال المعلوماتي الذي اردته أن يكون مساهمة متواضعة ومحاولة صادقة لانهاء الجدل والمناكفة بشان هذا الموضوع، ولبلوغ ذلك فاني سامنع وامسح كل التعقيبات والتعليقات وعليه وبغض النظر عن ناشرها وعن مضمونها،
وفي الوقت الذي اكرر فيه محبتي وتقديري واعتزازي بالكنيسة الشرقية القديمة، كنيسة واباء واكليروساً ومؤمنين،
فاني ادعو الجميع الى النظر الى أمام وعدم البقاء اسرى لحوادث عابرة، وعدم اعطاء الفرصة لمثيري الشغب والغبار والمناكفات وخاصة في السوشيال ميديا،
مثلما جميعنا مدعوون للصلاة من اجل جميع كنائسنا ورؤساءها بان يمد لهم الرب بالصحة والعافية وبخاصة لاصحاب القداسة البطريرك مار أدي الثاني والبطريرك مار كيوركيس صليوا،
مثلما نصلي ان يمد لصاحب القداسة البطريرك مار آوا الثالث بالحكمة لقيادة كنيسة المشرق في هذه الازمان الصعبة،
ونصلي لجميع اصحاب القداسة والغبطة والنيافة البطاركة والمطارنة والاساقفة الاجلاء لجميع كنائسنا المشرقية،
بأن يعملوا جميعا من اجل حماية جذورمسيحيتنا المشرقية وهويتنا القومية والثقافية في مواجهة التحديات الوجودية التي نعيشها في أوطاننا.
واعتذر اذا كنت قد اسأت التعبير في اية كلمة او جملة او عبارة ربما يرها القارئ غير مناسبة.
محبتي وتقديري للجميع وفي مقدمتهم غبطة المتروفوليت مار ياقو دانيال.
وصلوا لاجلي
الرب يبارككم
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 24 أيلول 2021
صورة بطاقة دعوة البطريرك مار أدي الثاني
صور توضح تجليس غبطة المطران مار ياقو في الصف الأمامي بجانب ممثلي قداسة البابا فرنسيس
صورة توضح تجليس نيافة المطران مار نيقتديموس داود شرف (كنيسة السريان الارثوذكس) والمطران غطاس هزيم (كنيسة الروم الارثوذكس) في الصف الثاني
صورة لرسالة الامين العام لمجلس الكنائس العالمي الى قداسة البطريرك وتكليفه رسميا لكاتب المقال بتمثيله في مراسم التنصيب
Iam proud of who wrote this explanation on this matter so we looking forward to all to become one because we need always to flow what Jesus said love is meaning no hait Jesus is love ..
True, God bless you.