كنيسة المشرق: إلى أين؟
ويستمر ويتوسع التصحر الروحي والارتداد العقائدي لكنيسة المشرق، والفلتان الاداري والانهيار الهيكلي في مؤسستها البطريركية والسنهاديقية “بافتراض وجودها اساسا”.
فمع ما اقدم عليه الخوراسقف كيوركيس رشو، راعي كنيسة مريم العذراء في لوس انجلس، يوم خميس الفصح الذي توافق هذه السنة مع راس السنة الاشورية، ومع استحضاره لطقوس المعابد الوثنية، ومماثلته ومن امام المذبح المقدس للكهنوت الرسولي الكنسي بالكهنوت الوثني، ومماثلته للكنيسة حيث جسد ودم الرب وحيث العماذ المقدس وبقية الحياة المسيحية بمعابد الوثنية، ومع مماثلته للاله القومي الوثني بالاله الخالق الحقيقي، كل ذلك دون اي اجراء او موقف من المرجعية الاسقفية للابرشية او السنهاديقية او البطريركية الكنسية بما يعني ضمنا إما الموافقة او انعدام الارادة. بل بالعكس تماما حيث الفديو ما زال منشورا على موقع الرعية ويتم الترويج له،
ومع ما نشاهده في الفديو ادناه (المنشور مع هذا المقال) من حماقة وجهالة باعتبار الاله الوثني آشور هو الاله الحقيقي الذي اظهر لنا ذاته في الثالوث المقدس، ومع المناداة باسم الاله اشور على انه الاله الحقيقي المستوجبة عبادته!!!!!!،
ومع ما سبق لنا من مشاهدته من فلتان وتجاوز على ايمان الكنيسة وارثها وطقسها ومدلولاته عندما دعا اسقف ابرشية اوربا نيافة مار عوديشو اوراهام للصيام في اسبوع الاسابيع (ܫܒܬ̣ ܫܒ̈ܐ) بما يعنيه ذلك من ابطال للقيامة، واصراره على الخطأ واستشهاده بعدد لايكات الفيسبوك كدليل على صحة دعوته!!! رغم ما صدر من توضيح وتصحيح من الكنيسة لما اقدم عليه، وغيرها من الاطلالات والتصريحات الفيسبوكية لنيافته حيث بات الفيسبوك عنده معيارا للادارة الاسقفية للابرشية،
ومع ما شاهدناه وسمعناه من كلمات غير لائقة من كهنة في دهوك على المذبح المقدس وعند تناول القربان المقدس،
ومع احتمال حالات اكثر مما اعلاه من التي لم يتسنى لنا مشاهدتها او المعرفة بها،
يفرض السؤال نفسه:
هل هذه هي كنيسة المشرق الرسولية المقدسة؟
شخصيا لا اعتقد ذلك.. ولا اجد ما يربط واقع الكنيسة القائم واداءها وتغطيتها وتسامحها مع هذا التصحر والانهيار والارتداد والفلتان وبين التاريخ والارث الرسولي والبنية والتنظيم الاداري الذي لكنيسة المشرق وتعليمها على مدى الفي عام.
لا يجوز ان نخدع ونوهم أنفسنا بان ما يحدث ويتوسع ليس خطيرا.
ولا يجوز لنا التخفي وراء اصبعنا هروبا من المواجهة والمعالجة.
ايها الناس:
وثنية اباءنا قبل المسيح لا تنتقص من وجودنا القومي المتجذر ولا من دورنا الحضاري قبل وبعد المسيحية، ولا تنتقص من ايماننا المسيحي وما قدمناه وساهمنا به في المسيحية المشرقية. فكل الشعوب ما قبل المسيحية كانت وثنية.
السؤال الأهم:
هل تمتلك الارادات الصالحة والرؤية الواضحة في الكنيسة واباءها من المؤتمنين عليها والمؤمنين بها الجرأة لمواجهة هذه الكوارث وايقافها ومنعها من الاستفحال اكثر مما استفحلته الى هذه اللحظة؟
سؤال ينتظر الاجابة العملية.
والى ذلك الحين، الذي لا يبدو قريبا، ليس بسبب عدم تشخيص الحالة ولا بسبب عدم الحاجة الى الاجراء بل بسبب الافتقار الى الجرأة، نصلي الى رب الكنيسة ان ينير عقول وقلوب اباءها وابناءها ويعودوا الى نبع الايمان الصافي لكنيسة المشرق الرسولية المقدسة للتعلم منه وتعليمه بعيدا عن صبيانيات ومراهقات المراهقين “القوميين” من ابناءها والفيسبوكيين من اكليروسها.
الكنيسة اليوم تحصد ما بذرته من بذار عندما محت الخط الواضح والفاصل بين ما هو ايماني وكنسي وما هو قومي وسياسي، وعندما تساهلت وتماهت وتعايشت مع المساس التدريجي بثوابتها العقائدية وموروثها.
بالمناسبة، لسنا بحاجة للقول ان هذه الممارسات الصبيانية والمراهقات القومية تحت مظلة الكنيسة او تشويه ايمانها وابتذاله هي ممارسات تسيء الى العمل والاداء القومي بذات الدرجة التي تسيء فيها الى الكنيسة.
خطاياي وذنوبي كثيرة واكثر من خطايا وذنوب الآخرين.. ولست ادعي الكمال، حاشا..
ولكن ما انا اعبر عنه هنا هو الاداء الجمعي، لا الفردي، للكنيسة واكليروسها وابناءها.
كلماتي قاسية ولكنها اقل قساوة مما يجري بحق الكنيسة على يد بعض اكليروسها والكثير من ابناءها.
فاعذروني على كلماتي فأنا احب كنيستي.
الخوري عمانوئيل يوخنا
8 نيسان 2021