Home / Articles/Books / Articles / هل أحزابنا مسيحية أم قومية؟

هل أحزابنا مسيحية أم قومية؟

هل أحزابنا مسيحية أم قومية؟

لندرج اسماءها ونرى:

الحركة الديمقراطية الآشورية، أبناء النهرين، المجلس الكلداني السرياني الآشوري، المجلس القومي الكلداني، بيت نهرين الديمقراطي، اتحاد بيث نهرين الوطني، الوطني الآشوري، تجمع السريان، الاتحاد الديمقراطي الكلداني. (اعتذر ان كان قد فاتني احد)

هل هناك أياً منهم يحمل اسم مسيحي؟ لا أحد

ماذا عن المنهاج والبرنامج السياسي؟

لا احد منها يحمل طابعاً أو برنامجاً دينياً مسيحياً. فجميعها تلتزم وتدعو الى الدولة المدنية التي تفصل الدين عن الدولة.

وكذلك برامجها الانتخابية.

ماذا عن المرجعية السياسية؟

لا احد منها يرتبط تنظيمياً او رسمياً بأية مرجعية دينية مسيحية.

طبعاً هناك احترام، والاحترام شيء والولاء والتبعية المرجعية شيء آخر.

وهناك حزب أو اثنان، لسبب او لآخر، بممارستها العملية تعكس تبعية او ولاء لمرجعية كنسية، او توافقاً او تطابقاً (أو أية تسمية أخرى) مع تلك المرجعية.

إذن أحزابنا ليست مسيحية؟ وهذه نقطة تحسب لها لا عليها.

من هنا فانه أمر غريب ومريب ان تسعى وتصر بعض المرجعيات الكنسية او “النخب والأقلام” على اعتماد وترويج مصطلح “الاحزاب المسيحية”.

ويفترض بهذه الاحزاب ان ترفض التسمية ومتدرجاتها، بدءاً بالتسليم بالتوصيف الديني لها مروراً بقبول محاولات شراكة او تدخل مرجعيات دينية في مهامها (الذي هدفه النهائي تهميش الأحزاب والغاء دورها أو الحلول محلها لاحقاً)، وكذلك رفض هيكليات أو أطر عمل حزبية او سياسية بتسمية دينية مسيحية.

إذن لماذا الاصرار على التوصيف الديني المسيحي لاحزاب قومية مدنية علمانية؟

انه غاية واحدة لم تعد خافية هي تمييع وتهميش وصولاً الى الغاء الاهتمام بالهوية القومية الجامعة لشعبنا، وتحويله في المرحلة الاولى الى مجموعة دينية لا هوية او خصوصية قومية لها.

لتاتي بعدها مرحلة شرذمته ومحاصصته بحسب الطوائف الكنسية المسيحية (وهي مرحلة انطلقت منذ حين)، وصولاً الى هيمنة البعض من المرجعيات الدينية واستحواذها على القرار السياسي لشعبنا بكل تفاصيله في الامور والمؤسسات التشريعية والتنفيذية والادارية وغيرها.

فهل تفقه احزابنا الأمر وتتحوط له؟

أم ان صراعاتها وبحثها عن المكاسب الحزبية الآنية الضيقة تجعلها تتعايش وتقبل هذا التناقض دون ادراك لنتائجه المستقبلية.

وأعيد هنا التذكير مرة أخرى بما كتبته في احدى مقالاتي المنشورة بتاريخ 9 آب 2008:

(أن المرجعية الدينية (أياً كانت)، إذا كانت إكتفت في اليوم الأول بدعوتها لتأييد فلان أو تزكية علان، فانها في اليوم التالي لن تقبل بأقل من تسمية فلان وعلانـ وانها في اليوم الثالث لن تقبل بغير السلطة المطلقة) إنتهى الاقتباس

لم تكن نبوءة بل نتاج تحليل.

وها نحن الآن ندخل في اليوم الثالث.

الخوري عمانوئيل يوخنا

نوهدرا 26 أيار 2021

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *