إذا كنا في العراق جالية، فأين هو وطننا؟
في عام 2007 صعق مسيحيو العراق، والعراقيون عموما، بعنوان امر ديوان رئيس مجلس الوزراء حينها، السيد نوري المالكي، باستخدامه مصطلح: (الجالية المسيحية في العراق) في إشارة الى مسيحي العراق من الكلدان السريان الاشوريين.
وجاءت هذه التسمية-الاساءة بعد هجمات ارهابية استهدفت الكنائس.
بحيث بات الامرين مكملين بعضهما، فمن ناحية الارهاب يحاول اجتثاثنا فيزياويا، ومن ناحية رئاسة مجلس الوزراء تحاول اجتثاثنا وجدانيا ومن الذاكرة.
كتبت حينها هذا المقال الذي نشرته جريدة (الصباح) واسعة الانتشار، كما تم تداوله واعادة نشره على مواقع كثيرة.
انشره اليوم على موقعي الشخصي ليبقى في التوثيق والذاكرة التاريخية، خاصة واني استذكرته وانا استمع كلمة نيافة المطران مار نيقاديموس داود شرف، مطران كنيسة السريان الارثوذكس، في افتتاح كنيسة البشارة للسريان الكاثوليك يوم السبت 7 كانون الاول 2019، وهي الكنيسة التي دمرها داعش اثناء احتلاله نينوى، واعيد بناءها مؤخرا.
فاذا كان اعادة بناء الكنيسة تعبيرا ماديا عن رفض محاولة داعش لاجتثاثنا الفيزياوي، فيا ترى كيف سيكون رفض محاولة اجتثاثنا من الذاكرة؟
هل سيعاد النظر في الدستور او التشريعات؟
هل ستراجع مناهج التربية والتعليم لتعبر عن حقيقة واصالة انتماء الكلدان تالسريان الاشوريين الى هذه الارض الطيبة؟
تحياتي ومحبتي
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك – 9 كانون الاول 2019
نص المقال المنشور في 27 تشرين الاول 2007 ردا على كتاب السيد رئيس مجلس الوزراء حينها، السيد نوري المالكي:
اذا كنا في العراق جالية، فاين هو وطننا؟
القس عمانوئيل يوخنا
27 تشرين الاول 2007
اطلعت على صورة الكتاب الصادر من الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي والذي تضمن عنوانه ونصه تسمية (الجالية المسيحية في بغداد) في اشارة الى الوجود المسيحي فيها.
لقد صعقت وانا اقرأ هذه التسمية واحترت، وما زلت، محتارا في تأويل ورودها.
فهل هو الجهل الممتدة مخالبه حتى مكتب الامانة العامة لمجلس الوزراء؟
ام هو تعبير يعكس حقيقة قناعة ونظرة الى الشعب الاشوري المسيحي في العراق على انه جالية؟
ام هو مسك الختام الرسمي على حملة الارهاب الاجتثاثي للشعب الاشوري المسيحي من جنوب ووسط العراق؟
ام ربما هي الاسباب هذه مجتمعة؟
او ربما هو بالونة اختبار لتهيئة الاذهان والقلوب لما هو قادم من اكتمال اقتلاع الجذور وتغريب الاهل وتشتيتهم ربما تجسيدا لمقررات مؤتمر باكستان في عقد الثمانينات!!
ان اعتبار الشعب الاشوري المسيحي جالية في العراق هو اهانة للعراق، كل العراق، تاريخا وحضارة.
فعمر الاشوريين في العراق هو بعمر العراق.
وتاريخ وحضارة العراق في جزءها الريادي كحضارة عريقة هو تاريخ وحضارة اشورية وبابلية وسومرية تشهد لها مدن العراق ومتاحف العالم؟
واشوريو اليوم (والذين يطلق عليهم الكتاب اسم الجالية) هم ورثة بناة هذه الحضارة.
كما ان تاريخ الفي عام من المسيحية في العراق يقول ان العراق هو مهد للمسيحية والكنيسة الاولى.
هل يجدر بنا التذكير بالاصول السريانية لتسميات المدن العراقية لاثبات ذلك؟
وهل يجدر بنا ان نقدم لائحة سيضيق بها المقال باسماء ومواقع الكنائس والاديرة في مدن العراق المختلفة؟
وهل ان تحويل هذه الكنائس على يد المستعمر (عفوا الفاتح) الى اتربة واطلال او تحويلها الى مساجد وجوامع يكفي لالغاء حقيقة وجودها؟
اذا كان قد سكت البشر فانه سينطق الحجر..
وهل يجدر بنا ان نفتح الكتب والفهارس العربية الاسلامية (لكي لا نقول المصادر السريانية ونتهم حينها بالانحياز!!!) لنمر على ذكر هذه المعابد والاديرة المسيحية؟
وهل يجدر ان نعيد الى الاذهان التقسيم الاداري والابرشي للعراق بحسب كنيسة المشرق ليتاكد مكتب السيد المالكي بان العراق، كل العراق، كان يعج بابناءه المسيحيين من احفاد بناته الاوائل في نينوى وبابل وسومر؟
وهل يجدر استعادة ذاكرة الامس القريب يوم احتفل العراق بالالفية المسيحية باقامة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق، الصلاة والقداس المسيحي فيما يعرف اليوم بسلمان باك (ساليق طيسفون تاريخيا) والتي كانت مقرا للكرسي البطريركي لقرون؟
طبعا نتوقع ان يصدر تصريح صحافي من مكتب الامانة العامة يبرر فيه الامر على انه خطأ غير متعمد..
لا بأس..
ولكن ما هي الضمانة في عدم تكرار الخطأ؟
سؤال لا اجد الاجابة عليه الا في مراجعة شاملة للخلفية التاريخية للذهنية التي افرزت وانتجت هذا الخطأ.
واقصد بها تجهيل العراقيين بذاتهم ومكوناتهم وتاريخهم.
نعم، فبسبب عدم تضمين الكتب المنهجية للتاريخ والادب وغيرها تعريفا بمكونات العراق الدينية والقومية والثقافية..
وبسبب عدم تعريف الطلبة العراقيين بتاريخ وطنهم بموضوعية ومن دون انحياز..
بسبب كل ذلك صار لنا موظفون وكوادر وقيادات دولة تجهل شعبها وتاريخه وثقافته.
المعالجة الحقيقية هي في تضمين المناهج المدرسية والبرامج الاعلامية تعرفا محايدا ووافيا بمكونات النسيج العراقي الديني والقومي وبتاريخ ولغة وثقافة هذه المكونات.
وعندها لن يعتبرنا موطفو الدولة العراقية جالية!!!
والى ذلك الحين نتساءل:
اذا كنا في العراق جالية، فاين هو وطننا؟
الروابط الى مواقع نشرت المقال (لا اعلم ان كانت ما زالت تعمل هذه الروابط):
http://www.sotaliraq.com/articles-iraq.php?id=65348
http://www.sotkurdistan.net/index.php?mod=article&cat=meqalat&article=15166
http://www.peyamner.com/details.aspx?l=2&id=34394
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,134806.0.html
http://www.aljeeran.net/wesima_articles/articles-20071028-83788.html
http://irakna.com/index.php?option=com_content&task=view&id=267&Itemid=50
http://abutamam.blogspot.de/2007/10/blog-post_28.html
http://www.babil.info/thesis.php?name=maqalat&mid=10099
اما موقع الراي فنشر التالي:
http://www.alraynews.com/News.aspx?id=56433
قس مسيحي يستغرب اطلاق مصطلح ( الجالية ) على مسيحيي العراق في كتاب لمجلس الوزراء |
27/10/07 GMT 3:56 PM مواطنون ام رعايا؟ |
http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=1291
http://www.almalafpress.net/index.php?d=137&id=44424
http://www.almalafpress.net/index.php?d=170&id=44425
http://pukmedia.com/index.php?option=com_content&task=view&id=6323&Itemid=24
http://www.furkono.com/modules.php?name=News&file=article&sid=4114