Home / Articles/Books / Articles / آشوريو المهجر والفوبيا الكردية: الجزء الاول – المدخل

آشوريو المهجر والفوبيا الكردية: الجزء الاول – المدخل

آشوريو المهجر والفوبيا الكردية

الجزء الاول – المدخل

God Bless our National Movement (ZAWAA)
God Bless the unity of our ChaldoAsSyrian Nation

ChaldoAsSyria for ChaldoAsSyrians
Death to so called Kurdistan on ChaldoAsSyrian Homeland

وترجمتها العربية:

“ليبارك الرب حركتنا القومية (الزوعا) (اي الحركة الديمقراطية الاشورية – الكاتب)

ليبارك الرب وحدة شعبنا الكلدواشوري

كلدواشور للكلدواشوريين

الموت لما يسمى كردستان على وطن الكلدواشوريين”

هذه كانت العبارات الختامية للاعلان عن الندوة الحوارية على البالتاك للحركة الديمقراطية الاشورية والتي عقدها احد اعضاء قيادتها قبل الانتخابات العراقية الاخيرة (2006). وبقي الاعلان منشورا على صفحات الاسريان فورم بالانكليزية ونشرت ترجمته العربية على موقع اخر لفترة قصيرة وليرفع الاعلان لاحقا بعد انتهاء الندوة التي لم يشعر فيها عضو القيادة بأي حرج من هذه الصيغة الاعلانية..

العبارات رغم حصول تخفيف في لهجتها لاحقا بعد سلسلة انتقادات لها، الا انها ما زالت منشورة في خاتمة مواضيع وحوارات اخرى على الاسريان فورم لحين هذه اللحظة (على سبيل المثال لا الحصر: http://www.aina.org/bbs/index.cgi?read=35499) (توقف هذا المنبر الحواري ولذلك فان هذا الرابط لا يقود حاليا الى المنشور المشار اليه. الكاتب 2018)

العبارات اعلاه ليست حالة استثنائية شاذة في الخطاب السياسي الاشوري المهجري والذي ينقاد بوحي وتوجيه مباشر من احد الفصائل السياسية الاشورية المهمة العاملة في الوطن.

فالفوبيا الكردية في الخطاب السياسي الاشوري، الفردي منه والمؤسساتي، (وكما سناتي عليها في اجزاء الموضوع القادمة) ظاهرة تتجلى يوميا وفي كل المنابر وفي كل الشؤون، فمن تسمية اقليم كردستان العراق الى فدراليته وانشطته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مرورا بقياداته السياسية وصولا الى الموقف من الاحزاب السياسية والاقلام الاشورية التي تؤمن بالشراكة الوطنية وتدعو للتحالف الستراتيجي بين الشعبين الكردي والاشوري، ودون ان تستثني هذه الفوبيا الازمات الداخلية الاشورية..

فنزيف الهجرة الذي يعيشه شعبنا في الوطن الى المنافي ودول الاغتراب والمستمر منذ تاسيس الدولة العراقية هو مخطط كردي!!

والانقسامات بين شعبنا والموجودة منذ قرون وعدم اتفاقه على التسمية مؤامرة كردية!!

وفشل احزابنا السياسية في قبول بعضها والتحاور والتنسيق بينها هو نتاج تدخلات كردية!!

واخفاق المفوضية العليا للانتخابات في تامين الانتخابات في سهل نينوى هو لعبة كردية!!

وعزوف شعبنا عن المشاركة في الانتخابات العراقية في المهجر وتصويت 85% منه في الوطن للقوائم الكردستانية والوطنية هو من صنع الكرد!!

وايقاف المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق للاسقف مار باوي هو تنفيذ لاوامر من القيادات الكردية!!

والارهاب وعدم الاستقرار في العراق مدعوم كرديا لتعزيز الدور والطموح والمصالح الكردية!!

فجميع هذه الامور وغيرها محكومة بفوبيا كردية وبخطاب سياسي هو “AntiKurdish” اكثر من كونه “ProAssyrian”.

لا بد لي من الاقرار ان هستيريا هذه الفوبيا وامتلاكها منابر اعلامية يديرها “اكبر” الفصائل السياسية الاشورية  ولا تتردد في تخوين وتجريم من لا ينصاع لها وصولا الى الدعوات الصريحة للقتل والتي شملت قائمتها قداسة سيدنا البطريرك مار دنخا الرابع (بسبب لقاءه مع السيد مسعود البارزاني) والسيد سركيس اغاجان (بسبب اشرافه على برنامج الاعمار في اقليم كردستان العراق) والسيد جورج منصور (بسبب ادارته لقناة عشتار الفضائية)، وهي قائمة مرشحة للتوسع، قد جعلتني اتردد في كتابة هذا الموضوع لفترة طويلة، حيث من المؤكد وبعد هذا النشر ان تستهدفني (اكثر مما هي عليه حاليا) حملات التخوين والتجريم من على المنابر وصولا، ربما، الى استهدافي جسديا في اية فرصة سانحة، فمن فعلها مرة يمكن ان يفعلها مرتين.

الا اني حسمت امري اخيرا وقررت كتابة المقال ونشره انطلاقا من حرصي على مصلحة ومستقبل شعبنا في الوطن حيث الجذور والمستقبل، وحيث لا يمكن لهذا المستقبل ان يكون زاهرا دون التزام خطاب واداء سياسي واعلامي مسؤول بعيدا عن الشعاراتية والاحقاد القومية وتاجيج الضغائن لترضية نزوات وطموحات فردية.

فالمساهمة في بناء هذا المستقبل وتعزيز مقوماته هي اكثر اهمية ووجوبا لمراعاتها من تهم وافتراءات التخوين والتكفير والتجريم من على منابر المهجر ومن وراء حواسيبه.

قبل استعراض الفوبيا الكردية ومظاهرها بين ابناء شعبنا ومؤسساته ومنابره الاعلامية فاني اجد ضرورة ايراد بعض النقاط والحقائق، وكما يلي:

اولا: ما يتضمنه المقال من امثلة واستشهادات لهذه الفوبيا ليس اجتهادات وتحاليل قد تصيب او تخيب، بل هي كتابات منشورة وشهادات صوتية ناطقة لا تقبل التاويل.. ومن جهة اخرى فان الاشارة الى هذه الامثلة والاستشهادات ليس نشرا لاسرار مكتومة بين جدران المكاتب السياسية وفي اضابيرها، بل هي كتابات منشورة واقوال مسموعة في وسائط الاعلام المفتوحة من انترنت وغرف حوار واذاعات وغيرها، او كما يشار اليها بالانكليزية “Public Records”. وبذلك لا مجال لاتهامي بـ”فبركة” امور او نشر “اسرار”.

ثانيا: ان المقال باجزائه ليس موجها للاساءة الى اي من تنظيمات شعبنا السياسية او منابرها الاعلامية او قياداتها وكوادرها واعضاءها ومؤازريها، بقدر ما هو موجه الى عموم ابناء شعبنا من اجل تنمية وعيه السياسي وادراكه المعارفي ومسؤوليته تجاه مستقبله. ويتوجه بخاصة الى الاكثرية الصامتة من ابناء شعبنا والمثقفين منهم بوجه ادق ليخوضوا حوارا داخليا للمسائل الاساسية التي تتعلق وتتحكم بمستقبل شعبنا وقضيته، وليستعيدوا بذلك المبادرة في هذا المجال بعد ان اضطرتهم السياسات والصراعات التحزبية وحملات التخوين الى الانكفاء والانزواء في زاوية المتفرجين..

ثالثا: ان ظاهرة الفوبيا الكردية وتجلياتها ومساحتها في الاداء السياسي والاعلامي الاشوري تفاقمت بشكل باتت تفرض نفسها على الاحزاب السياسية والمؤسسات القومية والاقلام المسؤولة للوقوف عليها وعرضها وتحليلها ومعالجتها لما تسببه من نتائج وتشكله من مخاطر على مستقبل شعبنا وطموحه السياسي في الوطن.

رابعا:  ان العراق يمر بمرحلة من اعادة التشكيل في كل المجالات سواء بدستوره او ببناءه الهيكلي او بمؤسساته التشريعية والتنفيذية منها وغيرها من اوجه العراق الفدرالي الجديد، مما يتطلب من شعبنا، وهو احد مكونات العراق، ان يعزز دوره في هذه المرحلة ويبحث له عن مكان لائق في العراق الجديد من حيث اقرار حقوقه وتجسيدها، وهي عملية لا يمكن لشعبنا ومؤسساته القيام بها بذات الخطاب السياسي المهترئ القائم على الديماغوجية والشعاراتية، مثلما لا يمكن له القيام بها من دون شراكة وشركاء سياسيين في الوطن.

وهذا يتطلب بين ما يتطلبه تبني خطاب سياسي قومي ووطني مسؤول وموضوعي وناضج ومتحرر من الشعارات والاحقاد.

وفي هذا السياق فان المقال يتوجه ليس فقط الى القوى السياسية الاشورية بل ايضا الى القوى والمؤسسات السياسية الكردية وعموم ابناء الشعب الكردي ومثقفيه تحديدا حيث ان لهم دورهم ايضا في انضاج وتحقيق الشراكة القومية والوطنية نحو مستقبل كريم لاقليم كردستان العراق ولعموم العراق شعبا ووطنا.

ساقوم بتجزئة الموضوع الى عدة محاور وكما يلي:

– تجليات ومظاهر الفوبيا الكردية:

حيث تتجلى الظاهرة في خطين متوازيين، اولهما الموقف من الشعب الكردي وقضيته ودوره، مثل:

الموقف من القيادات السياسية الكردية، الموقف من تسمية اقليم كردستان العراق ووضعه الفدرالي، الموقف من الدور الكردي في العراق الجديد، وغيرها..

والخط الاخر وهو الشعب الاشوري وعلاقته بالشعب الكردي، مثل:

الموقف من التحالفات السياسية مع القوى الكردية، الموقف من برامج اعادة الاعمار، افاق المستقبل والحقوق السياسية الاشورية، وغيرها..

– اسباب ومقومات انتشار الظاهرة ونتائجها السياسية السلبية..

– المروجون للفوبيا الكردية من مؤسسات وقيادات سياسية اشورية، اهدافهم وضحاياهم..

– معالجة الفوبيا.

وحيث ان القراء يتهموني بان مواضيعي تاتي مطولة، فاني سوف اسعى هذه المرة الى تسهيل مهمة القارئ من خلال تقسيم الموضوع الى اجزاء قصيرة ساقوم بنشرها تباعا.. والمدخل اعلاه هو جزءها الاول.. فالى اللقاء في الجزء الثاني..

القس عمانوئيل يوخنا

8 نيسان 2006

المقال منشور على موقع عنكاوة في حينه:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,34634.0.html

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *