Home / Articles/Books / Articles / بعض الاسئلة الصعبة

بعض الاسئلة الصعبة

بعض الاسئلة الصعبة

ونحن نتحاور في قضايا وهموم وامور سياسية قومية ووطنية واقليمية في واقع يتصف بالتعقيد والديناميكية والتغيرات شبه اليومية،
ونحن نمارس انتحارا جماعيا مصدره الفوبيا القومية، ومظاهره الانفصام عن الواقع وعدم التفاعل معه في الوطن، ونتائجه الدعوة العلنية المباشرة وغير المباشرة لترك الوطن والاغتراب،
ونحن قد وضعنا كل طاقاتنا ومصادرنا وجهدنا البشري والاعلامي من اجل عداء الاخر وسعي فاشل لاعاقته وليس من اجل شعبنا ومستقبله،
ونحن نشارك في جرائم عقوبات جماعية ضد شعبنا ونهلل لتركيا الفاشية وايران الاسلامية وبغداد الكارثية ودواعشها السياسية،
ونحن قد وضعنا (ProAssyrian) بعد قائمة طويلة من الـ(AntiKurdish).
فانه لا بد من مواجهة بعض الاسئلة الصعبة وتجاوز السطحية في الامور، ومناقشة تابو ما نراه “مسلمات” محسومة لتغطية فشلنا في التحليل وقراءة الامور والنظر للمستقبل الذي ندعي اننا نناضل ونضحي من اجله.

لنسأل ونتساءل ونتحاور باحترام وموضوعية ومسؤولية تجاه غدنا المشترك مع الاخر.
فاذا كنا نريد مستقبلا وغدا في الوطن فلا بد ان نبحث عن المشتركات مع من شاركنا ويشاركنا الوطن والمستقبل. والمشتركات كثيرة واكثر بكثير من المفترقات والشوائب، وهي قوية واقوى من مواطن الضعف، وهي متينة وامتن من مواقع الخلل. المشتركات لا تبنى على الحقد بل على الاحترام والمحبة.
هذه الاسئلة ليست دفاعا عن اي شخص او مجموعة او شعب. وليست تبريرا لاية جريمة فردية او جماعية. وليست انتهاكا لحق اية ضحية فردية او جماعية. بل هي اسئلة علينا مناقشتها بموضوعية ومسؤولية للخروج برؤية مستقبلية لشعبنا بعيدا عن هوس الفوبيا وحمى الحقد القومي الذي يغذيه بعضنا بدراية او غيرها، وينقاد وراءه كثيرنا دون دراية.

اسئلة للانتقائيين الفوبيويين ممن ينبشون الامس وخاصة السيفو بغاية تاجيج الاحقاد اليوم لقتل الغد واجهاض العيش المشترك وتبرير الهجرة والانتحار. الفرق شاسع بين نبش الماضي بدافع الحقد وبين دراسته بدافع تحصين المستقبل.
لا يجوز لشعب يريد الحياة ان يبقى اسيرا للذاكرة، ولكن بالتاكيد من حقه ان يعمل ويطلب معالجة الذاكرة.
اسئلة لمن يريد البقاء وابقاء شعبنا رهينا للذاكرة وليس مشاركا في علاجها مع الجميع ولمصلحة الجميع ولمصلحة مستقبل اجيالنا في الوطن وليس في المزايدين المهجريين.

اقتباس من مقال الاخ يوخنا عوديشو دبرزانا المعنون (آشور المحتلة والعقول المختلة) يقول: (مناضلة أخرى منفوخة الشفاه تطل علينا وهي تقود سيارتها الفارهة عبر أحد شوارع دولة غربية تدعونا للنزول الى الشارع والتظاهر ضد الأستفتاء. أني على ثقة أن ما انفقته على نفخ شفاهها كان يكفي لتموين جعبة مقاتل من مقاتلي قوات حماية سهل نينوى او من مقاتلي دويخي نوشا وحبذا لو قارنت هي وأخريات أمثالها نفسها بالفتاة الكردية على خطوط التماس المباشر مع داعش أو على ألأقل بشقيقاتها في قوات حرس الخابور). انتهى الاقتباس.

واقتباس من السيد نينوس جوزيف عودة: (من قتل مار بنيامين شمعون هو سمكو الشيكاك الكردي وجماعته وليس الشعب الكردي بكامله، تماما كما ان الذي قتل مار ايشاي شمعون هو داود مالك اسماعيل وليس الشعب الآشوري بكامله.) انتهى الاقتباس.
سمكو قام بجريمته عام 1918 في شمال ايران من جهاد ديني متعصب ونستنكر جريمته قطعا.
داود قام بجريمته عام 1975 في كاليفورنيا من جهاد قومي متعصب ونستنكر جريمته قطعا.
واضيف من طرفي: ويقال ان الاتحاد الاشوري العالمي حينها كان وراء اغتيال مار ايشاي شمعون..
ويقال ان قاتله داود مالك اسماعيل بعد خروجه من السجن كان عضوا في هيئات ادارية كنسية. شخصيا لا معلومات مؤكدة عندي بذلك.

لا احد ينكر مشاركة عدد من الاغاوات والعشائر الكردية (خاصة في حكاري وطورعبدين وشمال ايران) في الجهاد الذي اعلنه اردوغان الامس ضد “الكفار”.
ولكن هناك اسئلة للمصفقين لاردوغان اليوم ومن يشبهه:
•   هل ارتكب البرواريون الاكراد مذابح سيفو ضد البرواريون الاشوريين؟
•   هل ارتكب الريكانيون والنيرويون الاكراد مذابح سيفو ضد الريكانيون والنيرويون الاشوريين؟
(معلومة لمن يجهلها او يتجاهلها: اشوريو نيروة وريكان كانوا وما زالوا في الامور العشائرية تحت مرجعية عشائرية كردية لعشائر نروا وريكان، وعلاقاتهم جيدة وايجابية لا شوائب او خلل فيها رغم سعي البعض من “مناضلينا القوميين” الى عكس ذلك.)
•   هل ارتكب العماديون والبامرنيون الاكراد (نسبة للعمادية وبامرنى) مذابح سيفو ضد قرى العمادية وصبنا من الاشوريين او الكلدان؟
•   هل ارتكب الدوسكيون الاكراد مذابح سيفو ضد الكلدان في دهوك ومحيطها؟
•   هل ارتكب المزوريون الاكراد مذابح سيفو ضد قرانا في منطقة مزوري؟
•   هل ارتكب اكراد اربيل وكركوك الى السليمانية وشهرزور وبنجوين وحلبجة مذابح السيفو او 1933 ضد شعبنا؟
•   هل ارتكب البارزانيون واكراد راوندوز وسوران مذابح ضد القرى الاشورية هناك في 1933؟ ام حموهم ودافعوا عنهم في حرير وبارزان وغيرها؟ اسألوا اباءكم واجدادكم.
•   بل اساسا هل حصلت السيفو 1915 في جغرافيا اقليم اليوم بحدوده الجيوسياسية الحالية؟
•   ام في هذه الجغرافيا السياسية سكن الناجون من السيفو؟ ومن بينهم اباء واجداد بعض برلمانيونا اليوم في بغداد واربيل ممن تاسست قراهم في اقليم اليوم بعد عشرينيات القرن الماضي.
•   وغيرها من “الهلات”؟

في جميع الاسئلة والمناطق اعلاه انا لا اسال عن حوادث منفصلة ربما حصلت هنا او هناك، ولكني اسال عن مذابح.
وهذه الاسئلة ليست لتجنب نقاش الواقع القائم والطموح السياسي المشترك لشعبنا مع الشعب الكردي. بل على العكس تماما، فهذه الاسئلة تقود الى الايمان بهذه الشراكة والاستفادة من دروس الماضي لبناء الغد.
ربما سناتي لاحقا باسئلة صعبة اخرى تتطلب مواجهتها الجراة والصراحة والتحرر من تابو ما اعتبرناه “مسلمات تاريخية” والتزام المسؤولية تجاه اجيالنا وغدنا الذي حددته الجغرافيا والتاريخ ان يكون مشتركا مع الاكراد والاخرين..

الرب يبارككم

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 7 تشرين الاول 2017

الرابط الى مقال الاخ يوخنا دبرزانا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,855341.0.html

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *