دعونا نوسع افاق الحوار
منذ سنوات والعديد منا، وانا احدهم، نثير سؤالا وندعو الى اجابة منطقية له. السؤال كان وما زال: ما مصلحة شعبنا في عدم وضعه تحت مظلة دستورية واحدة؟ او بتحديد اوضح: ما مصلحة شعبنا في عدم التحاق ديموغرافيتنا في سهل نينوى وتواصلها مع ديموغرافيتنا في اقليم كوردستان؟
ومع مسالة الاستفتاء والمترتبات عليه اعدنا السؤال في اكثر من منشور وباكثر من صيغة وقدمنا احصائيات وارقام وخرائط وانتظرنا اية اجابة منطقية ولكننا لم نحصل. حيث لاحظنا فقط تغيير دفة النقاش وتوجيه التهم المعلبة والاساءات وغيرها، وبقي جوهر السؤال بدون اجابة.
شخصيا اعتقد ان عدم الاجابة ليس بسبب عدم وجودها بل بسبب عدم الرغبة والجراة في قولها.
دعوني اقدمها موضوعا للتحاور الذي نتمناه حوارا موضوعيا ومحترما.
معارضة توحيد ديموغرافيتنا تحت مظلة اقليم كوردستان، ومعارضة الاستفتاء في سهل نينوى، هي معارضات تصب في غايتها على طريق المعارضة الاساسية في تشكيل دولة كوردستانية (او اي اسم اخر) في اي مدى زمني لاحق قريبا كان ام متوسطا ام بعيدا.
ان وضع شعبنا تحت مظلة دستورية واحدة يعني ان شعبنا بالجزء الاكبر الكبير منه سيكون لاحقا تحت دولة ستتشكل عاجلا ام اجلا.
واذا كان لصالح شعبنا ان يكون جميعه (او معظمه الاكبر) في كيان سياسي واحد وتحت مؤسسات دستورية واحدة، فان ذلك ليس لصالح المعارضين او بشكل ادق المعارض المعروف. (بالعربية العامية: ما يصرف). لانه حينها عليه ان يختار ان يكون حزبا عراقيا او حزبا كوردستانيا (او اي اسم اخر للدولة القادمة يوما ما). طبعا هذا سبب رئيسي مع اسباب اخرى مرتبطة بمرجعية ولاءه السياسي والدور المطلوب منه ان يقوم به.
وعليه الاختيار بين مصالحه الحزبية السياسية والمادية في الدولة العراقية التي ليس فيها الا النسبة الصغيرة من شعبنا، وبين ان يتخلى عن هذه المصالح ويكون حزبا في الدولة اللاحقة (عاجلا ام اجلا) حيث تعيش الغالبية المطلقة من شعبنا.
انه اختيار سهل لمن يضع مصلحة شعبه اولوية مطلقة ووحيدة، ولكنه خيار صعب جدا لمن يتخذ من قضية شعبه غطاء لمصلحته.
من هنا فانه سيقاتل الى الرمق الاخير لابقاء ديموغرافيا شعبنا مقسمة بحيث حتى لو تشكلت الدولة الجارة للعراق فانه على الاقل يضمن بقاء ديموغرافيا سهل نينوى تحت الحكومة العراقية وبذلك يضمن المصلحة السياسية والمادية مع بغداد وفي نفس الوقت ديموغرافيا موزونة لشعبنا في العراق.
اما ان يكون الشعب جميعه موجودا في كيان سياسي ومظلة دستورية واحدة وتنشأ اجيالنا المستقبلية دون حدود سياسية ومناطقية وتشريعية بينها فذلك ليس مهما له.
يقول الكتاب المقدس: (حيث تكون ذخائركم هناك تكون قلوبكم).
فكروا فيها..
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 5 أيلول 2017