انا انادي بدولة اشور.. فهل من معارض؟
رغم اني في مقالي المنشور على موقع عنكاوة بعنوان (الاستفتاء.. بعد قرن من سايكس بيكو التغييب، شعبنا يعطي رايه في اعادة الترتيب) تطرقت لنقطة محاججة بعض احزابنا (الزوعا وابناء النهرين والوطني الاشوري) باسم الدولة التي تترتب على الاستفتاء بانه كوردستان وهو اسم قومي ويتوجب تبديله كاحدى المطالب والضمانات التي تطلبها هذه الاحزاب للقبول بالاستفتاء، حيث اشرت انه برايي ليس الا مطلبا يراد به رفع السقف الى حد تعجيزي لتغطية رفض الاستفتاء، وبذلك يحققون الامرين: تغطية الرفض (لاسبابهم المختلفة التي اوردنا بعضا منها في منشورات سابقة ونعود اليها مستقبلا) من جهة، ومسايرة الحمى والفوبيا التي تتحكم بمعظم مهجرنا من جهة اخرى، خاصة وان بعضهم على مدى اكثر من عقدين غذى، وما زال، هذه الفوبيا وبات اسيرا لها حتى فيما لو اراد (واشك في ذلك) التحرر منها.
يعني: عصفورين بحجر.
واضفت الاستنتاج باختصار ان هذا المطلب ليس مطلبا جديا موجها بالفعل من هذه الاحزاب الى القيادة السياسية الكردستانية لمناقشته بقدر ما هو موجه منهم الى المهجر الاشوري لتهييج عواطفه واشباع غرائزه وتامين اصواته في حملة انتخابية بدات مبكرة اشوريا.
ورغم ان صراحتي مع نفسي وشعبي لا تسمح لي بتضليله ودفعه نحو الاوهام والمزايدات، ولكني لمرة واحدة سادخل سوق المزايدات واقول للاحبة في هذه الاحزاب انكم، ومع احترامي لكم، تفرطون بقضيتنا وضحايانا وشهداءنا. فيجب على القيادة الكردستانية ومنذ اللحظة وقبل الاستفتاء ان تعلن ان اسم الدولة يجب ان يكون اشور ورؤساءها يجب ان يحملوا القاب سركون الرابع واسرحدون الثالث، وقصرها الرئاسي يجب ان يكون بمعمارية نينوى وبابل ومحروسا بالثيران المجنحة. وبعكسه دوننا الموت ولا الاستفتاء.
يقول الاشوريون: ليس هناك شوكة تحت لسان المرء وبذلك يستطيع ان يقول كل شيء.
ولكني وبعد هذا العرض في هذا المزاد (لا اعتقد احدا ياتي بسقف اكثر منه) وكسبي المزاد، اورد بعض الملاحظات والوثائق للقراء الاحبة والاحزاب المناضلة ايضا.
لن استعرض الوثائق الدستورية والسياسية العراقية والدولية التي تتبنى اسم كردستان، كما لن استشهد بالمرجعيات السياسية والدينية لشعبنا التي استخدمت اسم كردستان، ويكفي ان نشير هنا الى الوفد الاشوري المفاوض مع حكومة بغداد عام 1973 والذي كان برئاسة المرحوم مالك ياقو عندما عنون ورقته ومشروعه المقترح بـ (مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان والمنطقة الاشورية).
لن اقدم عرضا ووثائق من المصادر اعلاه اختصارا لمساحة الموضوع فهذه وتلك يمكن العثور عليها بسهولة في تقنية غوغل للبحث.
ساكتفي بمقولة (من افواهكم ندينكم) لمحاججة جدية المطلب الذي ظهر فجأة بعد 25 سنة من عملكم في الاقليم بهذا الاسم وتحته ومن خلاله.
فاقول ان من يريد تحقيق مطلب ما فانه بالتاكيد يورده في برنامجه ومواقفه وخطط عمله ويبشر به ويحشد له ويحققه تدريجيا وتصاعديا، وهذا لم نعثر عليه عندكم.
اولا: ان النظام الداخلي لجميعكم يعتمد ويستخدم هذا الاسم ولا يتضمن برنامج ايا منكم انه يطالب ويناضل لتبديل التسمية.
بل على العكس تماما يعتمد التسمية بكل رحابة صدر وسلاسة. وانا اتفق معه في ذلك.
الزوعا، على سبيل المثال لا الحصر، في المادة السادسة من برنامجه السياسي المعتمد في مؤتمره الثالث في شقلاوة 2001 يقول نصا:
(المادة السادسة: نساند الحركة التحررية الكردية وندعم نضال الشعب الكردي في كردستان العراق وحقه في تقرير المصير ضمن الوحدة الوطنية ونساند التطلعات المشروعة للتركمان وانهاء مظلومية الشيعة وبما يعزز التاخي بين جميع مكونات المجتمع العراقي).
(انشر ادناه الصفحات الاربع لهذا البرنامج السياسي).
وذات المضمون في جميع وثائق الحركة منذ تاسيسها حيث اسم كردستان يرد فيها بكل سلاسة وبساطة، لسبب بسيط لان الزوعا وجميع احزابنا وجميع شعبنا في الوطن، وانا احدهم، نعترف ونتعامل مع هذا الاسم وحقيقته الجيوسياسية.
الوطني الاشوري في البيان الختامي لمؤتمره العام الثالث المنعقد في تموز 2006 خصص محورا خاصا اسماه:
على الصعيد الكردستاني، ويرد فيه نصا: (فان المؤتمر ثمن عاليا الخطوات المهمة التي خطاها الاقليم على الصعيد السياسي من انتخابات المجلس الوطني الكردستاني بدورته الثانية وتفعيل دور البرلمان وتوحيد الإدارتين . كما ثمن عاليا حرص القيادات الكردستانية على ضمان توسيع مشاركة المكونات القومية والدينية لابناء الاقليم وقواهم السياسية في المؤسسات التشريعية والتنفيذية.)
كيان ابناء النهرين في لقاء موقع عنكاوة مع رئيس قائمته الانتخابية في انتخابات برلمان الاقليم 2013 وممثله الحالي في برلمان الاقليم الدكتور سرود مقدسي يرد السؤال:
س: هنالك مناقشات حول تعديل دستور اقليم كردستان. هل هنالك ما تريدون تغييره، خاصة ما يتعلق منها بشعبنا؟
لياتي الجواب واضحا وبالنص التالي:
(بالتأكيد هناك دائما ما يجب تغييره أو اضافته على الدستورين المركزي والاقليمي، ونحن لدينا العديد من الملاحظات العامة كمواطنين والخاصة كأبناء مكون أصيل له خصوصيته والتي نرى من الضروري مناقشتها بخصوص دستور اقليم كردستان، وهي تبدأ من الديباجة حيث غفل المشرع عن التطرق للمظالم والاضطهادات التي تعرض لها شعبنا في الوقت الذي ركز فيه على ذكر جرائم “حلبجة الشهيدة وباليسان وبهدينان” وغيرها.. كما لدينا رأي بخصوص الفقرات المتعلقة بالعلم والنشيد الوطني واللغة الرسمية والتي نرى من الانصاف ان يكون لشعبنا نصيب منها باعتباره المكون الثاني في الاقليم، كما أن هناك مواد تحتاج الى تعديل في الصياغة لتكون ملزمة بدلا من تركها تحت بند (يؤخذ بنظر الاعتبار أو يراعى) وفي مقدمتها تأتي مسألة معالجة التغيير الديمغرافي والمشاركة السياسية والتمثيل الاداري.) انتهى
لا اشارة الى اي دعوة او برنامج لتبديل الاسم وانما فقط العلم والنشيد وغيرها من المطالب المعقولة.
ثانيا: اعضاء البرلمان و\او حكومة الاقليم من كوادركم جميعهم ادوا اليمين الدستورية كما نص عليها قانون برلمان اقليم كردستان ودستوره.
فقانون برلمان الاقليم عند اقراره في 1992 نص في المادة 83 على اداء اعضاءه اليمين ادناه:
يؤدي عضو البرلمان قبل المباشرة بمهامه اليمين الآتية: (أقسم بالله العظيم أن أحافظ على مصلحة شعب اقليم كوردستان ووحدته وكرامته وحقوق وحريات مواطنيه وأن أقوم بمهام العضوية بصدق وإخلاص).
وتعدلت في 2009 ويصبح تسلسلها المادة 47 ونصها ما يلي:
يعقد المجلس جلسته الاولى برئاسة اكبر الاعضاء سنا ويؤدي اعضاؤه اليمين التالية: “اقسم بالله العظيم ان احافظ على وحدة شعب وارض كوردستان العراق ومصالحه العليا”.
كما لم يتقدم ايا منكم لا في البرلمان ولا في الحكومة بتشريع او مقترح تشريع لتبديل اسم كردستان.
ثالثا: جميعكم وافقتم على مسودة دستور اقليم كردستان.
الدستور المقترح ليس فقط يعتمد الاسم الكردستاني بل ايضا الحدود الجغرافية للاقليم بانها تشمل سهل نينوى وكركوك. منكم من كان له اعضاء في البرلمان شاركوا وناقشوا ووافقوا على مسودة الدستور، ومنكم من لم يكن له عضو بالبرلمان ولكنه وافق عليها عندما عرضت للنقاش وابدى ملاحظات رصينة ولكنها لم تتضمن اقتراحا لا بتبديل التسمية ولا الحدود.
وحتى في المناقشات اللاحقة لمراجعة الدستور فان ممثلة شعبنا السيدة منى ياقو التي تقدمت بملاحظات قيمة ولكنها لم تتقدم، بحسب علمي، باقتراح تبديل الاسم ولا الحدود.
رابعا: جميعكم استلمتم مخصصات ومنح مالية وامتيازات مؤسساتية وفردية بناء على تشريعات برلمان كردستان ومن ميزانية كردستان ودوائرها التنفيذية. ولم تعترضوا على الاسم. ما استلمتوه جميعا، واكبركم هو اكثركم استلاما، هو حق لكم لا اناقشكم فيه.
خامسا: بينكم من كان عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا ايضا حق وخيار سياسي لا اناقش احدا فيه. فهوية الانسان القومية واداءه وعطاءه وخدمته لشعبه ليست مرتبطة مطلقا بانتماءه السياسي. رحم الله الشهيد فرنسو حريري وتوما توماس.
السيد يونادم كنا كان عضوا في البارتي في بداية السبعينيات ومع انهيار الثورة في 1975 عاد الى منطقة السلطة كغيره من العائدين الذين اطلق عليهم اسم (العائدون الى الصف الوطني). فرقه عن غيره كان ان (العائدون الى الصف الوطني) نفيوا وحرموا من حقوقهم، فيما هو منح رتبة ملازم مجند في الجيش العراقي بعد تخرجه من كلية الهندسة، وهي رتبة لم تمنح الا للمهندسين البعثيين. (انا شخصيا وغيري كثيرون مهندسون ولم تمنح لنا هذه الرتبة).
ومن 1991 كانت الحركة حزبا كردستانيا وشارك في كتابة قانون البرلمان 1992 وصياغة القسم الذي اوردناه اعلاه.
لنقرأ القرار 1 للجبهة الكردستانية:
بناء على مقتضيات مصلحة شعب كوردستان العراق، أصدرت القيادة السياسية لجبهة كوردستان العراق القانون الآتي:ـ
رقم (1) لسنة 1992 قانون المجلس الوطني لكوردستان العراق
وهو مذيل باسماء رؤساء احزاب الجبهة الكردستانية كما يلي:
المادة الحادية والستون: يعتبر هذا القانون نافذا من تاريخ نشره في جريدة الجبهة الكوردستانية.
صدر في يوم الأربعاء المصادف 8 نيسان 1992 الميلادي الموافق 19 نوروز 2692 الكردي
القيادة السياسية للجبهة الكردستانية
جلال الطالباني الاتحاد الوطني الكردستاني
مسعود البارزاني الحزب الديمقراطي الكردستاني
عبد الله ئاكرين حزب الاستقلال الديمقراطي الكردستاني (باسوك)
رسول مامند الحزب الاشتراكي لكردستان العراق
عزيز محمد الحزب الشيوعي العراقي
سامي عبد الرحمن حزب الشعب الديمقراطي الكردستاني
قادر عزيز حزب كادحي كردستان
يعقوب يوسف الحركة الديمقراطية الآشورية
سادسا: ليس هذا فحسب، بل ان السيد كنا هو السياسي الاشوري العراقي الوحيد الذي استخدم مصطلح كردستان الجنوبية في الاشارة الى اقليم كردستان العراق، وذلك في مقابلة صحافية مع جريدة (Rhein Main Presse) في فيزبادن بتاريخ 19.12.1996 وذكر فيها ان هناك نصف مليون اشوري في كردستان الجنوبية.
سابعا: وبهذا الموقف والمطلب منكم تكونوا قد الزمتم انفسكم تجاه اعضاءكم ومناصريكم وشعبكم بان تعيدوا صياغة برنامجكم السياسي والانتخابي وتضمينه التزامكم العمل لتبديل اسم (كردستان).وبعكسه تناقضون انفسكم. خاصة انكم قلتم (وانا اتفق معكم) ان المطالب لا يجب ان يرتبط اقرارها اساسا بالاستفتاء فهي مطالب في الاقليم الحالي كما الدولة المرتقبة. ومنعا للتناقض المحرج وحرصا منا على انسجامكم مع موقفكم سنذكركم بذلك بروح المحبة في حال انستكم الالتزامات والمشاغل.
بل ويترتب على هذا المطلب من الزوعا وضمن السياق المنطقي للامور ان تتقدم قائمة الرافدين في برلمان المركز بمقترح مشروع لتبديل اسم كردستان. وضمن لعبة التوقيتات الذكية للسياسيين لاختيار الوقت المناسب لتحقيق مطالبهم فان الان هو الوقت المناسب لذلك مع تحامل برلمان المركز على الاقليم. وان لم تفعلها قائمة الرافدين فان مزايدتهم على تبديل اسم كردستان تكون مفضوحة. أليس كذلك؟
ابعد هذا كيف يمكنني وبمنطق وموضوعية ان اصدق ان مطلبكم هو جدي وكل منكم مقتنع به داخليا في بواطن ذاته ومع نفسه؟
ام انه كما ذكرت في بداية المقال لتغطية الرفض المبطن وتلبية متطلبات الفوبيا وديناصورها؟
يا ناس، ارحموا هذا الشعب وارحمونا. اطلبوا ما هو المنطق والمنسجم مع ما في داخلكم وبعيدا عن الشعاراتية والشعبوية حتى نصدقكم وندعمكم بكل ما يمكن لنا من دعم.
واخيرا، ولكي لا يزايد احد علي، اكرر اني رفعت سقف المزاد الى:
ان يكون اسم الدولة اشور
ان يتكنى رؤساءها باسم سركون الرابع واسرحدون الثالث
ان يكون قصرها الرئاسي محروسا بثيران مجنحة وتكون معماريته كقصور نينوى وبابل.
فهل من معارض؟
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 26 ايلول 1992
ملاحظة: اتمنى ان تكون هناك مناقشات رصينة ومعلومات اضافية نتشارك جميعا في نقاشها باحترام متبادل للاراء واشكر مقدما المشاركين في هكذا حوار.
شخصيا اتوقع، كما جرت العادة، هجمات واساءات بذيئة لشخصي (خاصة على صفحات النضال الاشوري في الفيسبوك) عوض مناقشة الموضوع!! واعلم جيدا غايتها الترهيب اللفظي ومنعي من ابداءي الراي. اقول باختصار اني لم ولن ارضخ للترهيب الجسدي ولا اللفظي، ولن اتوقف عن ممارسة حقي الطبيعي والمشروع في ابداء رايي بما اراه مهما ابداءه. قد يكون رأيي صائبا او خاطئا، جزئيا او كليا، ولكنه رأي يمكن نقاشه واغناءه. بصراحة هذه الاساءات تؤكد وتؤيد صحة ما اطرح، اي انها تاييد ضمني. تحياتي.