شعبنا وعلمي العراق وكوردستان
بداية اود تاكيد تاييدي لمطلب احزاب شعبنا بمراجعة تصميم العلم الكوردستاني وبما يعكس التنوع القومي والثقافي لابناء الاقليم ومن بينهم شعبنا.
مثلما اؤيد الكثير مما اتفقوا عليه في ورقة المطالب والمقترحات التي قدموها الى القيادة الكوردستانية، وربما ساعود في الفترة القادمة اذا ما تيسر لي الوقت لنشر رايي الشخصي في الاستفتاء.
واني اذ اشد على ايديهم في مبادرتهم لتقديم ورقة المطالب المشتركة بما يعنيه ذلك من تعبير عن الانتماء الى الاقليم والمشاركة الايجابية والشعور بالمسؤولية تجاه وجود وتاريخ شعبنا وجغرافيا مستقبله السياسي، وبما ينقلنا (ربما للمرة الاولى) الى موقع الفعل والتفاعل الايجابي بدل موقع رد الفعل والتذمر السلبي فقط، فاني استمحيهم عذر المحبة بان اعاتبهم من حيث الانتظار الطويل لتقديم هذه الملاحظات كالمتعلقة منها بالعلم والنشيد ونقاط اخرى.
برايي ان تصميم العلم ومراجعة النشيد الوطني بما يعكس التنوع في الاقليم لا يجب ان يكون مرتبطا بالاستفتاء والدولة المقترحة، بل كان يتوجب على من مثل شعبنا في برلمان الاقليم منذ 1992 والدورات اللاحقة ان يبادر وفق الاليات التشريعية الى تقديم هذه المقترحات.
ربما اكون لا اتذكر هكذا مبادرات (وارجو التسامح معي في ذلك فالعتب على العمر والاشغال) ولكني اعتقد ان الاخ روميو هكاري كان قد اشار اليها في سنوات سابقة (ارجو ان يصحح لي الاخ روميو).
والان لنقارن بين علمي كوردستان والعراق والموقف منهما من احزاب وابناء شعبنا:
اولا: العلم الكوردستاني في حقيقة الامر لا يحمل رموزا قومية كردية فالوانه ليست نتاج ايديولوجيا او موروث قومي كردي بحت (قارنوا الوانه مع الوان اعلام الدول الافريقية والاوربية وغيرها)، والشمس التي فيه ليس لها مدلول او رمزية كردية بحتة بل مشرقية (شعار كنيسة المشرق يتضمن اشعة الشمس كرمز لمشرقية الكنيسة)، وعلم ماليزيا ودول اخرى تتضمن شمسا مشرقية ايضا.
ولكن واقع حال العلم الحالي وكيفية النظر اليه تقول انه علم كردي، وهذا جاء بسبب كونه علم جمهورية مهاباد.
بمعنى ان كردية العلم الحالي هي ليست بسبب رموزه وتصميمه بل بسبب بدايته واعتماده.
من هنا فان المكونات غير الكردية في الاقليم يحق لها الطلب بتعديل العلم ومراعاة تضمينه ما يعكس وجودها. واكرر القول اني شخصيا اؤيد هذا الطلب.
ثانيا: ولكن ماذا عن العلم العراقي؟
العلم العراقي هو علم عروبي واسلامي بامتياز تام.
الوانه مستوحاة من قصيدة الفخر العربي لصفي الدين الحلي التي يقول فيها:
بيض صنائعنا، سود وقائعنا، خضر مرابعنا، حمر مواضينا
وكتابة (الله اكبر) التي عليه هي اسلامية كما يعرفها الجميع.
وتاريخ المجازر التي مرت على شعبنا كانت عروبية واسلامية واستهدفت هويتنا القومية والدينية.
وهنا استذكر باحترام النائب فيان دخيل عندما قالت في البرلمان العراقي وبوجه حق اننا ذبحنا تحت راية الله اكبر. وهو ما عجز ان يقول الاقل القليل منه في البرلمان او الاعلام ايا من نواب شعبنا في بغداد.
ثالثا: ولكن لم نسمع ولا نسمع ولا يبدو اننا سنسمع اية مطالبات بتعديل العلم العراقي بما يعكس التنوع القومي والديني للعراق.
بل وفي الوقت الذي يتفادى الكثيرون، وبينهم من هو في الوطن، رفع او استعمال علم كوردستان في سياقات الاستخدام المعروفة، بل ويرفضونه بالمطلق، فاننا نرى انهم يتفاخرون بالعلم العراقي العروبي الاسلامي ويضعونه على ياقات جاكيتاتهم وعلى مناضدهم ويضعونه جنبا الى جنب مع العلم القومي لشعبنا في المناسبات والاحتفالات والنشاطات في الوطن والمهجر. الصور في نهاية المقال هي للمثال لا للحصر.
الا تتفقون معي اننا وعلى التوازي وبنفس الحق الذي ندعو فيه من خلال احزابنا واعضاء البرلمان الى تعديل علم كوردستان بما يعكس التنوع في الاقليم فاننا ومن خلال نفس احزابنا واعضاء البرلمان في بغداد يجب ان ندعو الى تعديل العلم العراقي بما يعكس التنوع ايضا.
فهل نتوقع ذلك. ننتظر لنرى.
مع فائق محبتي وتقديري.
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 3 أيلول 2017