Home / Articles/Books / Articles / رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2

رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2

رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2

ملاحظات:
1- الرسالة ادناه لا تمثل بالضرورة راي اية جهة كنسية او مؤسسة انتمي اليها. بل تمثل رايي كابن هذا الشعب ومن حقي ابداء الراي بمختلف الامور التي ارى انها تستحق ذلك. ارجو عدم تحميل المقال ما لا يتحمله من مواقف كنسية او مؤسساتية.. مع ترحيبي وتقديري لكل الاراء التي ترد اتفاقا او اختلافا او تطويرا..
2- تريثت في نشر الرسالة كي لا تتزامن مع الحملة الانتخابية الاخيرة، ولكني استعجلت نشرها قبل اعلان النتائج كي لا تفسر ايضا على انها مبنية على هذه النتائج. فالرسالة لا ترتبط باي موقف انتخابي هنا او هناك.

المدخل:
اسميت المقالة بالرسالة لانها موجهة الى جهة محددة، وان كان موضوعها يخص الشان العام.
ووصفتها بالمفتوحة لاني انشرها في مواقع الانترنت، وتحديدا موقع (عنكاوة) الموقر.
ووصفت الذين اوجه الرسالة اليهم بـ(الاخوة) لانهم فعلا كذلك. كيف لا وهم اخوتي في الانتماء الانساني والديني والقومي والوطني، بل وكان لي علاقات صداقة وعمل قومي مؤسساتي مع الكثير منهم. في كل كتاباتي ونشاطاتي التزمت المحبة مع الجميع وبخاصة ابناء شعبي، ومن خصوصيات محبتي لمن هم في موقع القرار اني اعطي رايي في نشاطهم صريحا مجردا من اي تملق او مواربة، ودعمت ارائي بالنقاش الموضوعي والوثائق والحجج والبراهين. ولانني التزمت اقصى صراحة فان البعض اعتبروا (الاقصى) بانه (الاقسى). شخصيا من اشد المعجبين واكثر الملتزمين حكمة اباءنا الموروثة عندما قالوا: (ܚܒ݂ܪܘܟ݂ ܡܒܟܹܐ ܠܘܟ݂ ܘܣܢܝܢܘܟ݂ ܡܓܚܟܠܘܟ݂) اي: (صديقك يبكيك وخصمك يضحكك).
وسميت الاخوة الموجهة اليهم الرسالة بـ(الزوعا2) لانهم:
1- مجموعة يجمعها راي سياسي.
2- ليسوا منتظمين الى اليوم بحزب سياسي يحمل اسما معينا لمخاطبتهم به.
3- ليسوا فقط قائمة انتخابية بل يعلنون ان الانتخابات الحالية مجرد محطة وان عملهم مستمر قبلها وبعدها.
4- لانهم يصرون انهم ملتزمون اسم الحركة ونهجها. وبوجود الزوعا1 الذي يديره بالامس واليوم وغدا السيد يوناذم كنا فانه بالنتيجة وللتمييز بينهم وبين زوعا1 اسميتهم زوعا2 .
فاليهم اتوجه بهذه الرسالة داعيا في مستهلها الرب ان يمنحنا جميعا بركاته ويحفظكم ويحفظنا بنعمته اللامتناهية.

وبعد،
اتابع كما يتابع العديدون، خروجكم الفردي والجماعي من الحركة الديمقراطية الاشورية. واذا كانت الظاهرة ليست بالجديدة على الحركة وعموم التنظيمات السياسية، فان هناك من العوامل ما يجعلها مثيرة للاهتمام، واهم عاملين برايي هما الشكل والتوقيت:
1- فمن حيث الشكل فانكم في هذه الموجة اخترتم عدم الخروج بصمت بل باعلان الخروج واسبابه، وهذا ومن حيث المبدأ تستحقون عليه التقدير لانكم احترمتم شعبنا الذي من حقه معرفة خلفيات ودوافع الخروج من مستويات قيادية في اي من تنظيماته. بخلاف الموجات السابقة من الخروج حيث لم تنشر علنا اسباب خروجهم وبقيت محصورة ضمن حلقات ضيقة. وبعضهم سرب نسخا منها والبعض الاخر لم يفعل.
ولكن من حيث المضمون، بمعنى اسباب الخروج، فاني ارى فارقا لصالح الموجات السابقة بالمقارنة مع الموجة الحالية وهذا سناتي اليه في سياق المقال.
وفي الشكل ايضا فان الخروج الحالي يتميز بانكم ملتزمون العمل مع بعض كمجموعة سياسية وبالتالي ملتزمون الاستمرار بالعمل القومي المنظم الذي نتمناه ايجابيا. بينما الموجة الاولى لم يجمعها بعد خروجها اطار للعمل المشترك فكل منهم وبحسب رؤيته اختار خياره فمنهم من استمر في العمل القومي بجهد فردي ومنهم من انتظم في مؤسسات وتنظيمات متفرقة ومنهم من اعتزل العمل السياسي. وهم جميعا موضع احترامنا وتقديرنا.
2- ان التوقيت جاء متزامنا، وفي بعضه مترابطا، مع محطات واستحقاقات تنظيمية داخلية بالزوعا (المؤتمر مثلا) وقومية (اليات العمل المشترك) ووطنية (انتخابات برلمان الاقليم والبرلمان الاتحادي قريبا والاستحقاقات المترتبة عليهما والمتوازية معهما من دستور وتشريعات وغيرها) واقليمية (الحراك في ما يسمى الدول العربية، وتحديدا سوريا ومشاركة وتفاعل شعبنا فيه ومعه).
ربما (اقول ربما) لم تكن حاضرة هذه التزامنات (بعضها او جميعها) لدى البعض او كل الزوعا2 عندما قررتم الخروج، ولكن بالتاكيد فان هذا الخروج بما انتجه من نقاشات ومواقف داخل شعبنا ومؤسساته ستؤثر وتتاثر بصيغة او باخرى بهذه الاستحقاقات والمحطات، وقد شهدنا بدايتها في انتخابات برلمان الاقليم.

من حيث المبدأ ومن قراءة حركة التاريخ فان الانقسامات وسجالاتها مسالة طبيعية في كل حين ومكان، بل هي من سنن الحياة. وعندما تكون بسبب اختلاف الرؤى فانها تشكل في نهاية المطاف اضافة نوعية.
ولكن بمراجعة المعلن الصريح او المفهوم من المعلن من اسباب خروجكم فانه، واسمحوا لي القول بصراحة المحبة، خليط بين المواقف الشخصية وتجاوز القيادة للسياقات التنظيمية الداخلية. ولا يوجد، على الاقل لحد الان، خروج على خلفية اختلاف الرؤية والمواقف بشان القضية القومية لشعبنا واستحقاقاتها والتزاماتها وغيرها مما هو صالح الشان العام. (باستثناء ما ورد في استقالة السيد سالم كاكو وسناتي عليها لاحقا).
وهذا بخلاف ما تميز به معظم الخارجين من الحركة في الفترات السابقة. سنكتفي على سبيل المثال لا الحصر باقتباس بعض فقرات من استقالات قياديين سابقين فيها من التي تم نشرها وباتت ملكا للراي العام.
فعلى سبيل المثال يورد السيد شمشون خوبيار عضو اللجنة المركزية للحركة في حينها بين اسباب استقالته عام 1996 ما يلي:
(- ممارسة فكر الهيمنة على الساحة الاشورية واستخدام كافة الاساليب لاحتواء الطموحات السياسية للتنظيمات الاخرى من اجل انفراد الحركة في الساحة القومية وان اهم ما يشغل بال بعض اعضاء قيادة الحركة هو غلق الساحة القومية امام الاحزاب الاخرى واعتبار الحركة هي المرجع الوحيد للانسان الاشوري بالنسبة للانتماء السياسي واعتبار الانتماء الى صفوف الحركة هو مقياس للانتماء القومي وعاملا من عوامل العمل في الساحة القومية.
– قيادة الحركة لم تبذل اي جهد حقيقي من اجل اقامة قوة سياسية اشورية او جهة متماسكة تضم مختلف الاحزاب والتكتلات ولم تبد اي حرص من اجل التوصل الى التفاهم مع هذه الاحزاب والتنظيمات من اجل التصدي للمحاولات التي تستهدف تمزيق شعبنا وزرع النعرات الطائفية والعشائرية بين ابنائه وبالرغم من عدم وجود اختلافات جوهرية حول القضية القومية وبالرغم من توصية المؤتمر الاول للحركة بذلك وان المحاولات الهزيلة التي اقدمت عليها من اجل ذلك كانت لغرض الاعلام وذر الرماد في العيون فقط.. بل العكس من ذلك عملت قيادة الحركة على تثقيف الاعضاء على محاربة الاصوات المعارضة وملاحقة اصحاب الافكار المختلفة والتشهير بهم وارهابهم وتصفيتهم احيانا وبذلك اصبحت وحدة الصف الاشوري التي كانت واضحة للعيان تتلاشى وان مظاهر التمزق بدأت تنمو وتتصاعد والجيوب المنافسة والمعادية للحركة في الساحة القومية والوطنية والاقليمية بدأت تتزايد وتتعاظم وان قيادة الحركة بدأت تفقد ثقة الذين راهنوا عليها ووضعوا امالهم فيها وفقدت الكثير من التعاطف الجماهيري.
– عدم المبالاة بالرأي العام الاشوري في الوطن وعدم مشاركة الجماهير او اخذ رأيها في القضايا المصيرية والتصرف كاوصياء والنظرالى ابناء شعبنا في المهجر كأداة للدعم المادي فقط.
– التدخل الغير المشروع في شؤون المؤسسات الاشورية غير السياسية من اجل الهيمنة عليها ومنعها من ممارسة اختصاصها بصورة مستقلة وعزل العناصر الغير الملتزمة باوامر قيادة الحركة  وخاصة المركز الثقافي الاشوري حيث تمادت قيادة الحركة في التجاوز عليه والتضييق على اعضاءه مما ادى الى ابتعاد الكثير من العناصر المثقفة والتي لم تقدم الولاء المطلق لقيادة الحركة ورفضت الخضوع لاوامر لا تخدم مصلحة الثقافة القومية ومن ضمنهم الهيئة المؤسسة للمركز والتي بذلت جهودا مضنية من اجل ايجاد هذا المنبر الثقافي واليوم اصبح المركز الثقافي الاشوري الذي عقدت عليه الامال من اجل احياء وتطوير الثقافة القومية اصبح مؤسسة مبتورة واشبه باحدى هيئات الحركة الديمقراطية الاشورية.
– لم تستطع قيادة الحركة من انتهاج سياسة واقعية في الساحة الوطنية والاقليمية تخدم المصلحة القومية وان سياسة المراوغة التي اتبعت من قبل البعض ووقوعهم تحت تاثير اطراف سياسية اخرى وكذلك موقف قيادة الحركة من الاحداث المؤسفة التي مرت على اقليم كوردستان خلال السنوات الاخيرة ادى الى الاضرار بالمصالح القومية والعلاقات بين ابناء شعبنا والشعوب التي تتعايش معه في الوطن الواحد.
– شئ واحد لم تقدم عليه القيادة هو مكافئة الرفيق يلده مرقس على سرقة الهويات ومحاولة بيعها في تركيا كما فعلت مع ميخائيل ججو عندما خطط وامر بتنفيذ جريمة اغتيال مواطن اشوري في مجمع المنصورية في شهر شباط 1995 بسبب اختلافات فكرية لا غير فكانت عقوبة الرفيق المذكور هو انقاذه من الملاحقات القانونية وراح ضحية ذلك الرفيق سردار يوسف من تنظيمات الحركة حيث تم الحكم عليه بالسجن لمدة خمسة سنوات واصابة مواطن اخر برئ بطعنات قاتلة بالسكين وفقدان البصر في احدى عينيه. نعم كانت عقوبة ميخائيل ججو في القيادة هي منحه اجازة مطولة ولربما دائمية ليقوم هو وعائلته بجولة في اوربا واميركا واخيرا استقر بهم المطاف في مدينة شيكاغو.)

اما السيد بينخس خوشابا عضو المكتب السياسي فيقول من بين اسباب استقالته عام 1996:
(- عدم المقدرة في اقامة تحالف مشترك او ورقة عمل مشتركة بين قيادة الحركة والاحزاب الاشورية سواء على ارض الوطن او في المهجر فدوما كانت هذه المجموعة سببا في احباط اي محاولة من اجل توحيد الصف الاشوري وابطال التحالفات القومية بين الاحزاب الاشورية ومن ثم طعنها لقيادات هذه الاحزاب.
– كما ان هذه المجموعة لم يكن لها موقف محدد تجاه قضايا شعبنا في المنطقة عموما ومن الاحداث والمستجدات اليومية، وما يؤول اليه مصير شعبنا والمنطقة عموما وكل ما يهمهم جمع التبرعات من الاحزاب والجاليات الاشورية في المهجر، ولا تمتلك الجرأة للمطالبة بحقوق ابناء شعبنا الاشوري في الوطن.
– ان اموال الحركة محصورة بيد شخصين فقط لهم حق التصرف بها وابواب الصرف مفتوحة لهم حسب اهوائهم وهم  القادرون على قطع النثرية والارزاق او منحها لمن يقف معهم.)
وعلى هذا المنوال بقية السادة الاخرين من المستقيلين من الحركة من مختلف المستويات التنظيمية.

كاتب هذا المقال هو واحد من اكثر ضحايا اساءات الحركة الشخصية والاجتماعية والمعنوية ضده (الذين فاتتهم فرصة التعرف على ذلك يمكن لهم الاطلاع على ما قد ياتي من تعليقات من ملثمين واسماء وهمية على هذا المقال)، ولكن قلبي يعتصر الما وحزنا على واقع الحركة اليوم. فالحركة التي اعرفها وعايشتها، حركة يوبرت ويوسف ويوخنا وفرنسيس، لا تستحق ما وصلت اليه اليوم. ولا اعتقد بوجود اي اشوري مسرور بما الت اليه الحركة اليوم. ولكن كل انسان او مؤسسة تحصد ما تزرع وعليها تحمل مسؤولية افعالها.
الشماتة ممارسة مرفوضة اخلاقيا ولا يمكن القبول بها او التسامح معها.
ولكنه ليس من الحكمة ايضا التعامل بسطحية مع الامور وترميمها على قاعدة تبويس اللحى وعفى الله عما سلف.
فلو كانت الحركة، وتحديدا الخارجين الجدد، قد توقفوا في حينها عند استقالات الجيل الاول وعالجوا الامور عوض تغطيتها وتسقيط وتخوين الخارجين الاوائل، ما كانت الحركة (ومعها وبسببها قضية شعبنا) وصلت ما وصلت اليه اليوم من تراجع واخفاقات.
من هنا يجدر التوقف عند ظاهرة الزوعا2 ومدى امكان ان تكون اضافة نوعية لقضية شعبنا ومستقبله وليست مجرد ظاهرة صوتية تنتهي بارضاء الكنة الزعلانة وعودتها الى بيت حماتها.
للاسف، الزوعا2 لحد الان لم يرفض ممارسات ومواقف الزوعا1 المسيئة منها للشان القومي والوطني، بل ولم يتقرب اليها حتى اعطى الانطباع بانه موافق عليها. وهذا بحد ذاته يثير الاسئلة اكثر من تقديمه الاجوبة.
الزوعا2 لحد الان كما يخاطبكم السيد تيري بطرس واقتبس من مقالته الاخيرة: (انكم تتشبهون بشخص يريد ان يعري لص ما ويتهمه بالسرقة، ولكنه مصر على الاستفادة من المسروقات، دون الاعتذار للضحايا واعادة المسروقات.)
اقول وبروح المحبة والصراحة انها ليست نهاية العالم ان يخطئ الانسان او المجموعة في خياراتهم وقراءتهم للامور. ولكنها بالتاكيد خطيئة قاتلة التشبث بها او تبريرها او تناسيها خاصة اذا كانت تخص شانا عاما (كما هي حالة الزوعا2).
ان ما ارتكبه الزوعا1 من اخطاء وتفريط واساءات بحق شعبنا وقضيته ووجوده ومستقبله ومؤسساته وكنائسه ومقدراته هو اكثر بكثير من ان يتناساه الزوعا2 اذا ما اراد ان يكون اضافة نوعية لشعبنا، ونحن جميعا نريدكم اضافة نوعية وواثقون بان لكم غيرة قومية وقدرات وخبرات تؤهلكم لذلك.
بالتاكيد فان المسؤولية المباشرة تتحملها القيادة التي ارتهنت قرارات الحركة ويتوجب ان نكون منصفين ونميز بين من يتحمل المسؤولية لارتكابه الاخطاء واصراره عليها، وبين الكوادر والقواعد التي التحقت ودعمت الحركة بدافع الغيرة والتعاطف القومي وباتت مع شعبنا ضحية هذه الاخطاء، فمسؤولية هؤلاء هي رفض الاخطاء وعدم تغطيتها.

اين البداية اذن؟
الاعتراف بالاخطاء والاعتذار للشعب عنها هو وحده الذي يمنح المصداقية والاحترام لهذا الحراك ويعزز ثقة شعبنا بفعالياته السياسية ويمنحها زخم الاندفاع نحو المستقبل.
ادناه رؤوس نقاط من البعض اليسير مما يتطلب الاعتذار عنه فتفصيلها يتطلب صفحات وصفحات معروفة لشعبنا، وبالتاكيد هي معروفة عندكم بالتفصيل والتوثيق:
•   العمل تحت قيادة اشخاص فشلوا في تبرئة انفسهم من تهم التعامل الاستخباري مع النظام السابق.
•   العنف الجسدي والفكري والاساءة الاخلاقية والسياسية للقوى والشخصيات والفعاليات القومية.
•   التهجم والاساءات للمرجعيات الدينية والكنسية والتدخل في الشان الكنسي ودعم الشقاق والصراع بكل ما انتجه من تسميم للاجواء وتفتيت للنسيج الاجتماعي وهدر للجهد والاموال والوقت والاساءة للشخصية والهيبة المعنوية للكنيسة وقدسيتها. (صحيح ان بعض من دفعتهم الحركة للمشاركة في هذه الحملة البشعة قدموا اعتذارهم العلني، ولكن هذا لا يعفي، بل يؤكد، ضرورة قيام من شجعهم على الاساءة للاعتذار).
•   تشويه وتقزيم قضية شعبنا وهويته ووجوده وحقوقه وتحريفها من هوية وقضية قومية وطنية الى هوية وقضية دينية ليس إلا. فرغم كل افتخارنا واعتزازنا بمسيحيتنا ولكن لنا هوية وقضية وحقوق قومية.
•    افتعال الازمات القومية والحروب الدونكيشوتية التي توسعت ساحاتها لتفتت نسيج شعبنا.
•   التضليل الاعلامي وبخاصة باتجاه المهجر الاشوري في مختلف المجالات السياسية منها والديموغرافية والانسانية وغيرها.
•   الفساد المالي سواء من حيث الهدر والسوء المتعمد في ادارة وتوظيف التبرعات والاعانات الكبيرة جدا التي قدمها المهجر واصدقاء الشعب الاشوري لشعبنا في الوطن (التعليم السرياني مثالا)، او من حيث سوء ادارة الواردات الحكومية والذاتية للحركة منذ سنوات الجبهة الكردستانية وصولا الى المنحة الشهرية المستمرة من حكومة الاقليم والتي يقال انها تصل 150 الف دولار شهريا.
•   تحزيب وتخريب المؤسسات القومية في الوطن والمهجر حتى بات بعضها مشلولا والبعض الاخر امام المحاكم الامريكية بسبب الفساد المالي.
•   فوبيا العداء للاخر من شركاء الوطن ومخاطبة الغرائز والتحريض وصولا الى زرع الياس من المستقبل في الوطن وشرعنة الهجرة والوطن المهجري البديل.
•   التحالفات من اجل المصالح الحزبية والشخصية على حساب الشراكات الوطنية والقومية وانتم ادرى بذلك.
وغيرها من الامور وصولا الى ممارسات صبيانية وخلط الشخصي بالعام والاجتماعي بالسياسي الخ..

وللسيد سالم كاكو اقول بمحبة واحترام: متى ادركت ان قيادة الحركة تعمل على قاعدة العداء مع الشركاء في الوطن؟ الم تدركها خلال 20 سنة من العمل شريكا في هذه القيادة و20 سنة من الاجتماعات واللقاءات في مختلف المستويات ومع مختلف الجهات، وتحديدا المهجر الاشوري حيث تم زرع وتغذية الفوبيا تجاه الاخر؟ اذا كنت انا وغيري ممن هم خارج الاطر التنظيمية للحركة تلمسنا لمس اليد هذا النهج وحذرنا منه وكتبنا عنه بوضوح في العديد من المقالات واكتفي برابط اثنين منهما (في نهاية المقال)، فكيف لم تتلمسه انت الا عندما اصبح مطلوبا ان تاتي في ثالث تسلسل القائمة الانتخابية؟
والاغرب، وكما جاء في نص استقالتكم، انكم تعتذرون ليس لمشاركتكم وتغطيتكم النهج بل لاستقالتكم من الحركة!!! بل وتعتزون بما قمتم به في السنوات السابقة والذي كان جزءا كبيرا منه الاساءات والاخطاء اعلاه ومن بينها الحقد والكراهية للاخر!!!
اذا كنت سيدي امتلكت الحكمة لتتلمس نهج معاداة الاخر في قيادة الزوعا1 فاني اتوقع ان تمتلك الشجاعة للاعتذار عن مشاركتك في هذا النهج بالممارسة او التغطية.

ان هذه الامور وغيرها التي تخص الشان العام والتي تبقى جزءا من تاريخ هذا الشعب وذاكرته تناولها الكثيرون، وانا احدهم، على مدى سنوات من الكتابة الموضوعية الصريحة والمسؤولة، وشخصيا اعمل الان على تجميع ونشر ما كتبته في كتابين (احدهما يخص تمرد السيد اشور سورو (مرفقا معه شهادات ومقابلات صوتية وفيديوية)، والاخر مجموع كتاباتي في الشان القومي والوطني مع الوثائق ذات العلاقة بها). واذا كان نقد هذه الممارسات وكشفها هو الحد الاقصى الممكن القيام به لمن هم خارج الحركة، فان الاعتذار عنها هو الحد الادنى للقيام به لمن كان داخل قيادة الحركة اثناء ممارستها.
وبالطبع فان الاخطاء التي مورست في العمل القومي لا تقتصر على الزوعا1، ولكن اخطاءه هي الاكثر تاثيرا لانه اكبر احزابنا القومية ولانه ارتكب افدح الاخطاء، ولان الخروج الجماعي الحالي منه هو موضوع مقالنا.
ان حصر الخلاف على انه في اليات العمل التنظيمي ومندوبي المؤتمر والية اتخاذ القرارات واهمها التوزير يعني ان الزوعا2 مقتنع بالممارسات اعلاه وبانها لم تكن خطأ ولم تلحق الاذى بشعبنا.
كما ان الرهان على ان الشعب يفقد ذاكرته وينسى المستنزفين لطاقاته والهادرين لفرصه هو رهان غير صائب، فالشعوب لا تصاب بالزهايمر.

وختاما،
انها محطة مفصلية وموقف تاريخي وقرار صعب لا يقوى عليه سوى الحكماء والشجعان.
الحكمة وحدها لا تكفي، والشجاعة وحدها لا تكفي.
فالاعتذار يتطلب الحكمة والشجاعة.
اني لا اشك في حكمتكم ايها الاخوة في الزوعا2 من حيث خبرتكم الجماعية في العمل القومي، ومن حيث قدرتكم على تشخيص الاخطاء (بعضها اوردناه اعلاه) التي رافقت عمل المؤسسة التي انتميتم وعملتم فيها مدفوعين بغيرتكم القومية، وبالتالي من حيث امتلاك خارطة طريق لمعالجة هذه الاخطاء ابتداء باقرارها.
كما لا اشك للحظة ان من يلتزم مسيرة يوبرت ويوسف ويوخنا يمتلك هذه الشجاعة. ولعل الاصرار والارادة على مواصلة العمل القومي رغم ما بات يوجه اليكم من تهجم (نال الكثيرين قبلكم) هو مؤشر على هذه الشجاعة.
الاعتذار ليس ضعفا بل اقتدارا. وتقديم الاعتذار يرفع من شان مقدميه.
وليمنح الرب جميعنا الحكمة والشجاعة في كل اوان.

الخوري عمانوئيل يوخنا

27 أيلول 2013

المقالين والروابط ادناه هي امثلة لاطلاع السيد سالم كاكو مع التقدير:
من ينفذ الاجندة الكردية: نحن ام يوناذم كنا؟
آشوريو المهجر والفوبيا الكردية (باجزاءه الثلاثة)

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *