Home / Articles/Books / Articles / وقفة مع ظاهرة السيد روبرت شليمون (المعروف شعبيا بأسم مار ماري): ما له وما عليه. أولا: المدخل

وقفة مع ظاهرة السيد روبرت شليمون (المعروف شعبيا بأسم مار ماري): ما له وما عليه. أولا: المدخل

وقفة مع ظاهرة السيد روبرت شليمون (المعروف شعبيا بأسم مار ماري): ما له وما عليه.

اولا: مدخل لا بد منه..

 1- مع تعرض مار ماري لاعتداء ارهابي استهدفه اثناء القاءه موعظته في كنيسته المستقلة (كنيسة المسيح الراعي الصالح) في سدني يوم الاثنين 15 نيسان 2024 على خلفية معتقدات ومواقف واراء دينية، ومع تداول وانتشار الحادثة على الفضاء السيبراني بشتى صفحاته ومواقعه ومنتدياته، خاصة وان الاعتداء حصل اثناء القاء مار ماري لوعظة دينية منقولة على الانترنت، وخاصة ان مار ماري هو شخصية جدلية معروفة وله اتباعه عبر العالم وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وخاصة ان الاعتداء ادى الى اعمال شغب واعتداءات على الشرطة الاسترالية، فان الرجل والحادثة باتت حديث الجميع.

وكما هو حاصل في هذه الحالات فان الحديث تختلط فيه المعلومات الصحيحة والخاطئة والمضللة، وتتشعب فيه الاراء لاسباب وخلفيات ودوافع وغايات مختلفة بينها الشخصي والطبيعي وبينها المؤسساتي والمخطط.

وفي هذا السياق وجدت الحاجة لادلو بدلوي واشارك معكم ملاحظاتي وتساؤلاتي وغيرها مما سيتضمنه هذا المقال المفصل.

تريثت في النشر لحين هدوء المشاعر والعواطف، ولحين انقشاع غبار الحادثة وضجيجها لتكونهناك فسحة لتناول الحادثة وخلفياتها وتفاصيلها بمنطقية وحيادية تحتكم الى العقل والمنطق السليم بعيدا عن التشنجات والمواقف المسبقة.

شكرا على صبركم ومتابعتكم لقراءة اجزاءه، وهذا هو اولها.

2- بداية، وبكلمات واضحة وصريحة، اكرر ادانتي الصريحة والشديدة للاعتداء الارهابي على مار ماري، وكذلك الاعتداء على رجال الشرطة الاسترالية.

ليس مسموحا غض النظر او التبرير او التسامح مع الارهاب بكل اشكاله، الجسدي والفكري وغيرها، وبكل مصادره وبكل استهدافاته. واكثر الارهاب استحقاقا للادانة هو الذي يسعى الى قمع الافكار وترهيب الاخرين على خلفيات عقائدية دينية او فكرية او سياسية.

وليس مسموحا القيام باسم الدفاع والحماية باعمال العنف والشغب وتلويث وتشويه صورة المجتمع.

متمنيا لمار ماري وجميع المصابين الصحة والشفاء.

3- المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي او موقف كنيسة المشرق الاشورية التي انا احد اكليروسها. فالمقال هو رأيي وملاحظاتي الشخصية حصرا والتي قد تتفق او تختلف مع اراء اكليروس اخرين من كنيستي او الكنائس الشقيقة الاخرى.

كما ان المقال لا علاقة له من بعيد او قريب، لا من حيث اسبابه ولا مضامينه ولا غاياته، بالمواقف القديمة-الجديدة للكنيسة القبطية الارثوذكسية من كنيسة المشرق الاشورية، هذه المواقف التي تصاعد نشرها وتكرارها من قبل عديد من المتشددين من الاخوة الاقباط مع حادثة الاعتداء على مار ماري حيث اعتبره الكثيرون انه اسقف في كنيسة المشرق.

ليس لنا جديد نقوله لاخوتنا الاقباط في هذا الصدد. ايمان كنيسة المشرق الاشورية ولاهوتها والذي تعلنه صراحة والتزمته وبشرت به على مدى تاريخها هو ايمان رسولي قويم. وقانون ايمانها هو قانون ايمان مجمع نيقية.

وبقدر تعلق الامر باهتمامات الكنيسة القبطية ومواقفها، فان كنيسة المشرق تكرم وتعتمد مار نسطورس كاحد ملافنتها ومعلميها الى جانب ملافنة اخرون، مار تيادوروس ومار ديودورس ومار نرساي ومار افرام واخرون.

الكنيسة القبطية تدعي وتنسب الى مار نسطورس بخلاف ما تعرفه عنه وتعلمته منه كنيسة المشرق.

نسطورس الذي تكفره الكنيسة القبطية وتحرم تعليمه مختلف عن مار نسطورس الذي نعرفه.

كتب وتعليم مار نسطورس تم حرقها جميعها ولم يصلنا منها الا كتاب واحد هو (تجارة هيرقليدس) وهو لا يتضمن ما تتهمونه به.

رغم انكم ليس لكم حق دينونة ايمان الاخرين، كما نحن ليس لنا الحق في ذلك، ولكننا ندعوكم لدراسة وفحص ايمان كنيسة المشرق كما تعرضه وتنادي به طقوسها ونصوصها وستجدونه تعليما رسوليا كتابيا قويما لا يختلف عن ايمان الكنائس الرسولية الا في بعض المفردات ومعانيها التي تحصل فيها اشكاليات لغوية لا عقائدية. وهذا ما قاله الملفان السرياني الارثوذكسي الكبير ابن العبري.

كنيسة المشرق لا تكفر ولا تدين الكنائس الاخرى. واخر ما كان قد تسرب الى كتابها الطقسي (الخوذرا) في طقس عيد القيامة وهو من ثلاثة اسطر من اساءة الى الكنيسة القبطية تم رفعه والغاءه من قبل المجمع السنهاديقي المقدس منذ اكثر من ثلاثة عقود. نصلي ان تحذو بقية الكنائس حذو كنيسة المشرق وتتحرر من عقلية التكفير وادانة الاخرين. فالرب هو وحده الديان.

4- كما ان المقال ليس دفاعا، مباشرا او غير مباشر، عن كنيسة المشرق. فرغم ان مار ماري وكنيسته المستقلة وبدعته وطريقة تسويقها استطاعت جذب شبيبة من كنيسة المشرق (وكنائس رسولية اخرى) الا انه لا يمثل تهديدا للكنيسة بقدر ما هو ظاهرة تتطلب التمعن بها والتعلم منها كما كان وسيبقى الحال دوما مع الكنائس الحية.

الكنيسة، عبر التاريخ، دخلت وستبقى تدخل في تجارب وتواجه ظواهر مختلفة بخلفيات قد تكون عقائدية احيانا، او تنظيمية احيانا اخرى، من قبل اشخاص من اكليروسها احيانا، او من علمانيين احيانا اخرى، وقد تكون تجارب وتحديات طبيعية او مخطط لها لغايات مختلفة ومصادر وجهات مختلفة. واخر هذه التجارب والتحديات والتي ما زالت في الذاكرة الجمعية للكنيسة هي حملة الاسقف مار باوي واتباعه ضد كنيسة المشرق.

ولكن رب الكنيسة يحميها من هذه التجارب والتحديات وتخرج منها وقد تقوت وتعلمت الكثير. اوليس هذا وعد الرب لها؟

الخوري عمانوئيل يوخنا

نوهدرا 3 أيار 2024

الجزء القادم:

وقفة مع ظاهرة السيد روبرت شليمون (المعروف شعبيا بأسم مار ماري).. ما له وما عليه

ثانيا: من هو مار ماري؟

الرابط:

http://etota.net/articles-books/articles/mar-mari-p2/

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *