Home / Articles/Books / Articles / وقفة مع ظاهرة السيد روبرت شليمون (المعروف شعبيا بأسم مار ماري): ما له وما عليه.. رابعا: كنيسة المسيح الراعي الصالح.. إنشقاق جديد.. أم تحديث وتجديد

وقفة مع ظاهرة السيد روبرت شليمون (المعروف شعبيا بأسم مار ماري): ما له وما عليه.. رابعا: كنيسة المسيح الراعي الصالح.. إنشقاق جديد.. أم تحديث وتجديد

وقفة مع ظاهرة السيد روبرت شليمون (المعروف شعبيا بأسم مار ماري): ما له وما عليه

رابعا: كنيسة المسيح الراعي الصالح.. إنشقاق جديد.. أم تحديث وتجديد

أطلق مار ماري على كنيسته الجديدة أسم (كنيسة المسيح الراعي الصالح) بالعربية، و(ܥܕܬܐ ܕܡܫܝܚܐ ܪܥܝܐ ܛܒ̣ܐ) بالسريانية، و(Christ the Good Shepherd Church) بالانكليزية.

فهل هي كنيسة (ܥܕܬܐ Church) جديدة أم رعية (ܡܪܥܝܬܐ Parish) محدودة؟

استخدمنا صفة “جديدة” لانها كنيسة غير مرتبطة او خاضعة للمرجعيات الكنسية لاي من الكنائس الرسولية المعروفة (كاثوليكية، أرثوذكسية، كنيسة المشرق) ولا للكنائس الانجيلية بكل اطيافها ومسمياتها.

الانطباع الاول والمباشر الذي يتشكل هو أن أسم (كنيسة المسيح الراعي الصالح) يعني انها كنيسة بمعنى (ܥܕܬܐ) بالسريانية وليس (البيعة او الرعية) بالعربية او (ܥܘܡܪܐ) بالسريانية او (Parish) بالانكليزية. ويتعزز هذا الانطباع بمعرفة ان الكنيسة (هنا بمعنى البيعة او البناء) التي تقام فيها الخدمات تحمل اسم (ومار شمعون برصباعى ومريم العذراء) وبالسريانية (ܥܘܡܪܐ ܡܪܝ ܫܡܥܘܢ ܒܪ ܨܒܥ̈ܐ ܘܡܪܬܝ ܡܪܝܡ).كما هو الحال في جميع الكنائس حيث تحمل رعياتها اسماء القديسين او مناسبات واعياد (مثل: كنيسة الصعود، كنيسة القلب الأقدس، وغيرها)

كما هو معروف فانه بالسريانية فان الفرق بين (ܥܕܬܐ) و(ܥܘܡܪܐ) واضح ولكن بالعربية غالبا ما تستخدم كلمة (الكنيسة) للاثنين، وفي بعض المناطق (وخاصة الموصل) يستخدمون كلمة (البيعة) لبناية الكنيسة.

وكذلك فان البيان الذي اصدرته الكنيسة عن الاعتداء على مار ماري يتضمن النص الصريح انها كنيسة وليست رعية. بل ان البيان يقدم مار ماري على انه اسقف ابرشية (Diocesan Bishop) لكنيسة المسيح الراعي الصالح. (صورة البيان في نهاية المقال).

واذا كانت رعيات كنيسة الراعي الصالح تقتصر حاليا على رعية واحدة فقط في سدني، وهي رعية مريم العذراء ومار شمعون برصباعى، فانه من المتوقع لها في المدى المتوسط (وربما القريب) ان تنشئ رعيات اخرى في استراليا واميركا وربما غيرهما.

والرجل منذ بداية خروجه على كنيسته الأم واطلاقه لكنيسته الجديدة اثبت بالممارسة والوقائع انه يؤسس كنيسة جديدة.

فلو كان الامر خلاف ذلك، لكان اكتفى بان يكون واعظا مسيحيا عابرا للكنائس، بمعنى ان يطلق خدمة وعظ غير مرتبطة بأية كنيسة محددة لا اداريا ولا عقائديا، ويتوجه بمواعظ مسيحية من وحي الكتاب المقدس ويتناول الامور الحياتية واسئلتها وتحدياتها ويرشد الى سلوك حياتي مسيحي موجه الى الجميع ويكون مقبولا حينها من الجميع حيث يبقى الجميع في كنائسهم التي تقوم بخدمتهم.

مار ماري اختار ان يكون مرجعية كنسية ويؤسس كنيسة لها مؤمنيها واكليروسها الذي يقوم بالعماذ وتقديس القربان والتكليل والجناز وغيرها كما هو حال جميع الكنائس.

الجدير بالذكر هنا هو هذا التناقض بين ما يقوله مار ماري على المنبر وما يمارسه في الواقع.

فمن على المنبر يقول انه لا يشجع خروج المسيحي من كنيسة والانتقال الى اخرى. حيث يقول حرفيا:

“I will never ever encourage anyone to leave their church. Never. Because it is not nice to take people from other flock who are already Christians and bring them to another flock that is Christian as well.”

وترجمتها الحرفية: “لن أشجع أبدًا أي شخص على مغادرة كنيسته. أبداً. لأنه ليس من اللطيف أن نأخذ أشخاصًا من قطيع آخر هم مسيحيون بالفعل ونأتي بهم إلى قطيع آخر مسيحي أيضًا.”

لنشاهد هذا الفيديو:

https://www.youtube.com/shorts/sJydI8rrajI

ولكنه في الحقيقة يشجع ذلك، بل وأسس كنيسته على قاعدة الخارجين من كنائسهم والملتحقين بكنيسته، ويقوم بتقديم الخدمات الكنسية (ومن بينها القربان المقدس، العماذ، التكليل، الرسامات الكهنوتية والشماسية وغيرها) لابناء الكنائس الاخرى في كنيسته، بل وقبل ان يلتحق بكهنته من كان كاهنا في كنيسة اخرى.

يفقد الانسان مصداقيته عندما تناقض افعاله أقواله.

ولكن، أي نوع من الكنائس هي كنيسة المسيح الراعي الصالح؟ وضمن أية عائلة كنسية يمكن تصنيفها؟

يدعي مار ماري ان كنيسته هي كنيسة المشرق، ليس بمعنى الانتماء السابق له وتقبله الرتب الكنسية ومنها الاسقفية، بل يقصد ان كنيسته الحالية هي كنيسة المشرق.

https://www.youtube.com/watch?v=3x7j8mO0Llg

وهذا ادعاء خاطئ تماما، وهو ادعاء تضليلي له غاياته الانية في تسويق نفسه امام اتباعه ومتابعيه من ابناء كنيسة المشرق (القديمة، الاشورية، والكلدانية) بانه استمرارية لكنيستهم الأم وانه نقلة نوعية في اداءها (بالشكل والمضمون) بما يتناسب وروح العصر من جهة، وتاريخها في كونها كنيسة تبشيرية حملت رسالة المسيح الى الاخرين من جهة أخرى.

كما ان لهذا التضليل غايات مستقبلية في حال قرر مار ماري تنصيب نفسه بطريركا لكنيسة يكون لها هيكليتها وسنهادوسها واستمراريتها.

(لا يصدمكم الأمر، فالاحتمال قائم وله مقوماته بما في ذلك الارادة الشخصية لمار ماري)

خطأ ادعاء مار ماري وتضليله للمتابعين بانه من كنيسة المشرق واضح تماما.

فلو كانت كنيسة المشرق كنيسته لما كان اطلق اسم جديد على كنيسته الجديدة، ولكان اكتفى باسم الرعية (مريم العذراء ومار شمعون برصباعى). وكيف تكون كنيسة المشرق كنيسته وهو لا يتبع أيا من مرجعياتها البطريركية، حتى بالمعنى الواسع لكنيسة المشرق (كنيسة المشرق الاشورية، الكنيسة الشرقية القديمة، الكنيسة الكلدانية)، وهو ليس عضوا في اي من مجامعها السنهاديقية وليس مقبولا كاكليركي في اي منها بعد ايقافه من قبل الكنيسة الشرقية القديمة.

من المعروف انه في كافة الكنائس الرسولية (الكاثوليكية، الارثوذكسية، كنيسة المشرق) فانه في طقوسها يتم المناداة باسماء احبارها: رئيس الكنيسة (البابا او البطريرك)، رئيس اساقفة الابرشية، اسقف الابرشية). في كنيسة المشرق تتم هذه المناداة في نص الكاروزوثا التي يرتلها الشماس.

وفي هذا السياق فان كنيسة المسيح الراعي الصالح في الوقت الذي لا تنادي فيه بأسم اي من البطاركة، فانها تنادي باسم مار توما كمطرافوليط ومار ماري كأسقف. (لاحظ الصورة من قداس الاحد الثاني لسابوع (موسم) القيامة لهذه السنة، اي الاحد الجديد كما تسميه كنيسة المشرق).

الذي يثير السؤال والاستغراب في هذا هو المناداة باسم مار توما (مار توما ايرميا) المطرافوليط المتقاعد للكنيسة الشرقية القديمة كمطرافوليط واسم مار ماري كأسقف تحت رئاسة مار توما. فكيف يعلن مار ماري انه كنيسة بأسم كنيسة المسيح الراعي الصالح من جهة، ومن جهة اخرى يقدم “كنيسته” على انها ابرشية اسقفية هو اسقفها تحت الرئاسة المطرافوليطية لمار توما؟ واذا كانت المناداة باسم مار توما اقرارا من مار ماري بالمرجعية المطرافوليطية لمار توما، فماذا عن المرجعية البطريركية التي يتبع لها مار توما، وهو قداسة البطريرك مار كيوركيس البطريرك الحالي للكنيسة الشرقية القديمة؟ فكيف يكون مار توما مطرافوليطا تحت بطريركية مار كيوركيس ولكن مار ماري ليس تحت بطريركية مار كيوركيس ولكن فقط تحت مطرافوليطية مار توما؟ هل مار ماري وكنيسة الراعي الصالح هو كنيسة مستقلة؟ أم ابرشية ضمن الكنيسة الشرقية القديمة؟ أم ماذا؟ بل ولماذا القفز من على المطرافوليط مار يعقوب دانيال، مطرافوليط استراليا، والمناداة باسم المطرافوليط المتقاعد مار توما؟

اسئلة ليست غائبة عن مار ماري وكهنته. ولكن يبدو ان مزاجيته واهواءه وربما مواقفه الشخصية تجاه الكنيسة الشرقية القديمة وآباءها اوقعته في هذا التخبط والفوضى وفقدان البوصلة.

 عقائديا:

يعلن ايمانا هو ايمان كنيسة المشرق (كما في الرابط السابق) وهذا الرابط أيضا:

https://www.youtube.com/watch?v=KGCwGq8o9LM

صحيح انه يعلن معتقدا كريستيولوجيا كما تعلنه وتعتقد به كنيسة المشرق، ولكن هذا ليس كل شيء. فالرجل له ممارسات ومواقف عقائدية، او مستندة على عقائد، لا تتوافق مع الايمان الرسولي والقويم لكنيسة المشرق. (سنستعرض ذلك في جزء لاحق من المقال)

طقسيا:

كنيسته الجديدة، كنيسة المسيح الراعي الصالح، هي نسخة من طقوس كنيسة المشرق بمجمل تفاصيلها (النصوص، التصميم المعماري، الملابس والاواني والملحقات الطقسية، الاداء، وغيرها) مع بعض الاستثناءات التي ادخلها متاثرا بالكنيسة القبطية التي تتلمذ في رعيتها في سدني:

https://www.youtube.com/watch?v=_t-5xR3i3Nw

 ويقال انه اعلن يوم رسامته الاسقفية انه ينظر الى البابا شنودة على انه مثله الاعلى.

ونعود للتساؤل مرة أخرى: أية كنيسة هي كنيسة الراعي الصالح؟

بملاحظة ما اوردناه اعلاه من جهة، وواقع وحقائق الكنيسة الجديدة من حيث:

ان لا مرجعية بطريركية لها، ولا مجمع سنهاديقي لها

فانها كنيسة (One Man Show) بكل ما يعنيه المصطلح، فمار ماري هو مؤسسها، بطريركها، مجمعها السنهاديقي، قوانينها، مرشدها العقائدي، صاحب قرارها الاداري والتنظيمي وكل شيء اخر.

فهي كنيسة موجودة ما دام مار ماري موجودا.

وهنا يطرح السؤال نفسه: كنيسة الراعي الصالح إلى أين بعد عمر طويل لمار ماري؟

سؤال سنناقشه لاحقا

الخوري عمانوئيل يوخنا

نوهدرا 18 أيار 2024

المقال القادم:

وقفة مع ظاهرة السيد روبرت شليمون (المعروف شعبيا بأسم مار ماري): ما له وما عليه

الجزء الخامس: مار ماري.. بين التعليم العقائدي والارشاد السلوكي.. تابعوه ولا تبايعوه

الروابط الى الاجزاء السابقة:

الجزء الأول: المدخل

http://etota.net/articles-books/articles/mar-mari-p1/

الجزء الثاني: من هو مار ماري؟

http://etota.net/articles-books/articles/mar-mari-p2/

الجزء الثالث ق1: أسباب توسع شعبية واتباع مار ماري

http://etota.net/articles-books/articles/mar-mari-p3a/

الجزء الثالث ق2: مار ماري وتوسيع الشعبية بتوظيف الاسلام والترامبوية

http://etota.net/articles-books/articles/mar-mari-p3b/

الجزء الثالث ق3: مار ماري وتوسيع الشعبية بتوظيف الكورونا والاعتداء عليه

http://etota.net/articles-books/articles/mar-mari-p3c/

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *