للتاريخ لسان:
مختصر مسار حملة مار باوي
القراء الأحبة،
بعد منشوري السابق والذي طلبت فيه الحصول على فيديو احدى كلمات الاسقف مار باوي سورو وردت تعقيبات على المنشور وكذلك رسائل على الخاص (رغم اني لا استخدمه) فيها استفسارات عديدة مما لا يمكن الاجابة عليها بتعليق او منشور، وآخرون طلبوا “الاسراع” في مشاركة توضيحات عن حركة مار باوي وما رافقها من احداث وممارسات لمعرفة الامور على حقيقتها.
أنا اعمل الآن على كتاب توثيقي لهذه المسالة في ذكراها العشرين ليس فقط لتوضيح التضليل والتحريف الذي رافقها فحسب، ولكن أيضا للاجيال القادمة كونها محطة مهمة في التاريخ المعاصر للكنيسة وشعبنا من جهة، ولاجل ان نتعلم توثيق تاريخنا فلا يكون نقلا عن المرحوم فلان وقال لي فلان نقلا عن علان. كل الشعوب توثق تاريخها، فلماذا نحن لا؟ اتمنى على القراء الصبر لحين اصدار الكتاب في هذه السنة.
ولكن احتراما للمعقبين أشارك أدناه مختصرا بشكل نقاط لمحطات ومواقف موثقة رافقت الحملة مما لا يعرفها الكثيرون او قد تشوهت من قبل ماكنة غوبلنز الاعلامية:
اولا: حركة مار باوي لم تبدأ مع ايقافه في عام 2005، بل سنوات قبلها. ففي تشرين الثاني 2003 ارسل مار باوي بالايميل الى كهنة الكنيسة الذين كانوا يدرسون حينها في روما خطة وبرنامج عمل يهدف الى الحاق كنيسة المشرق بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية. وبديهي ان الكهنة رفضوا ان يكونوا جزءا من الخطة.
(الملحق 1: الصفحة الاولى منها وسننشرها كاملة في الكتاب لاحقا)
ثانيا: حركة مار باوي كانت تحالفا مع الحركة الديمقراطية الاشورية التي كانت من دعمت مار باوي.
(الملحق 2: المقابلة الاذاعية الصوتية للسيد يوناذم كنا مع سام درمو. والملحق 3: مقتطفات من تسجيلات صوتية لمدير حملة مار باوي، سام درمو، في غرفة البالتاك المخصصة للحملة).
ثالثا: أما تحالفه مع المرحوم الاسقف مار سرهد جمو، اسقف الكنيسة الكلدانية على أبرشية مار بطرس في كاليفورنيا واحتضان مار سرهد له في كل المراحل فهو معروف.
رابعا: في الوقت الذي كانت فيه قضية مار باوي ستعرض للمناقشة في السينودس (31 تشرين الاول – 7 تشرين الثاني 2005) بكل احتمالات نتائج النقاش كما هي سياقات الاجتماعات، فانها سابقة تاريخية ان يقوم اسقف بالتنسيق مع مؤسسة قومية تضم اشخاص من مختلف المعتقدات والكنائس، وهي اتحاد الاندية الاشورية في اميركا (الفدريشن)، بتعبئة مناصرين للتظاهر امام محل انعقاد السينودس دعما له وهي المظاهرة التي طلب مار باوي الغاءها في اللحظة الاخيرة. علما ان قرار ايقافه لم يصدر الا في 7 كانون الاول 2005 بعد رفضه كل مقترحات السينودس للموضوع واصراره على الخروج من الكنيسة.
(الملحق 4: حديث أدد آشورسين في غرفة البالتاك الخاصة بالحملة وهو يتحدث عن المظاهرة).
خامسا: دعم الزوعا والمؤسسات التي تسير في فلكه كالفدريشن والمجلس القومي الاشوري في الينوي (موتوا) لحركة مار باوي استمر منذ اللحظة الاولى لاعلانه رفضه للمخارج والاقتراحات التي قدمها السينودس ومغادرته شيكاغو الى سان هوزيه (في كاليفورنيا) للمشاركة في تجمع معد سلفا لدعمه.
(الملحق 5: كلمة الأنسة اكنس ميرزا القيادية في الزوعا وحديثها بالنيابة عن الموتوا ورئيسه السيد شيبا مندو في هذا التجمع).
واطلقوا التماس (Petition) وحملة جمع تواقيع على الانترنت جمعوا خلالها 861 توقيعا (سننشر رسالة الحملة واسماء الموقعين وبعض الملاحظات عليها في الكتاب)
سادسا: انها سابقة تاريخية ان يقوم اسقف ابرشية بمحاولة وضع اليد (وهذه كلمة ملطفة للسرقة) على ممتلكات الكنيسة في ابرشيته، وهي جميعها شيدتها الكنيسة قبل تعيينه اسقفا على الابرشية، وبعضها امتلكتها الكنيسة بينما كان هو ما زال طفلا في العراق (كنيسة مار نرساي شيدتها الكنيسة عام 1958 الملحق 6: صورة مدخل الكنيسة، وما باوي هو من مواليد 1954)
سابعا: انه الاسقف مار باوي من تسبب بخسارة مئات الالاف (ان لم تكن ملايين) الدولارات نفقات محاكم بسبب اصراره على وضع اليد على الممتلكات واغلاقه لها امام الكنيسة مما اضطر الكنيسة للجوء الى المحاكم لضمان حقوقها وحقوق مؤمنيها وابناءها ممن قدموا وضحوا من خبزهم لشراء او تشييد هذه الممتلكات.
(الملحق 7: صورة تحذير من محاميي مار باوي ملصق على باب الكنيسة)
ثامنا: انها سابقة تاريخية ان يستقدم اسقف لبطريركه الى محاكم مدنية للادلاء بشهادته (بما يعني الاستجواب) وهو ما اعتبره انصاره انه يوم تاريخي.
(الملحق 8: سام درمو وهو يتحدث عن ذلك ويفتخر به).
تاسعا: استمر مار باوي طوال فترة محاولته وضع اليد على الاملاك في تضليل الناس بانه ليس بصدد التحول الى الكثلكة رغم ان هذا من حقه ولا غبار عليه اذا اراده، وهو ليس بالامر المشين، حاشا، لاخفاءه وانكاره فالاخفاء والانكار يعنيان سوء النية والتضليل (الملحق 9: شاهد السيد البرت قرياقوز يقرأ رسالة مار باوي، الملحق 10: شاهد واستمع الى مار باوي شخصيا في مقطعين ومناسبتين جمعناهما في فيديو كليب واحد)، ومع خسارته للقضية طلب الانضمام الى الكنيسة الشرقية القديمة في 9 تشرين الثاني 2007 التي اجابته في 5 كانون الاول 2007 برفض طلبه بسبب عدم موافقتها على دعوته لها للانضمام تحت رئاسة الكنيسة الرومانية (قداسة البابا). (الملحق 11: الصفحة الاولى من طلب مار باوي والملحق 12: الصفحة الاولى من رفض الطلب. الصفحات الكاملة ننشرها في الكتاب)
طبعا، الانضمام المبكر كان سيسقط عنه وبسرعة فرصة وضع اليد على الممتلكات ولذلك قام بتاجيل الانضمام الى حسم المحكمة لعائدية الممتلكات.
عاشرا: في 11 أيار 2008 تم قبوله رسميا في الكنيسة الكاثوليكية او كما تسميه هي في وثائقها انه (متحول Converted) ليتم لاحقا تنسيبه الى الكنيسة الكلدانية وفي 11 كانون الثاني 2014 تم تعيينه من قبل الفاتيكان ضمن ابرشية مار بطرس الكلدانية في اميركا وتعيينه مطرانا شرفيا على ابرشية فوراتيانا.
(الملحق 13: صورة معلومات مار باوي وسيرته الكهنوتية على موقع الفاتيكان المختص)
حادي عاشر: بقي، وما زال، مار باوي والماكنة الغوبلنزية لحملته، وبينهم “نخب” واكليروس من الكنيسة!!، يسوقون ان الكنيسة اضطهدته بسبب مواقفه القومية الوحدوية مع الكلدان، حتى ان بعضهم سماه بانه شهيد الاتحاد.
كنيسة المشرق تؤمن بان الاشوريين والكلدان والسريان هم شعب واحد تاريخيا وحاضرا ومستقبلا، وهي تلتزم الاسم الاشوري اسما لهذا الشعب الواحد. هذا الموقف كان كافيا لمار باوي بسبب التزامه وحدة الشعب (كما بقي يدعي ويقول . الملحق 14 كمثال من امثلة كثيرة) لان يخرج على الكنيسة ويتسبب مع حلفاءه بكل هذه الخسائر.
في حين ان بطريرك الكنيسة الكلدانية، الذي مار باوي تحت رئاسته، يؤمن وينادي بالفم الملآن جهارا ونهارا ان الاشوريين والكلدان ليسوا قومية واحدة، وهو يدعو ويقاتل لتفتيت شعبنا الى ثلاثة: كلدان وسريان واشوريين. ولكننا لم نسمع من مار باوي اية كلمة في هذا الشأن!!! أين هو “شهيد الاتحاد” من هذا؟ بل وأين ماكنته واتباعه؟
شخصيا، أنا اتفق مع مار باوي في انني كلداني كما انني آشوري، وأضفت وأكرر انا سرياني أيضا.
ولكن الفارق بيني وبينه هو اني التزم ذلك قولا وفعلا ولذلك ارفض دعوات البطريركية الكلدانية لتقسيم شعبنا، بينما هو موافق على دعوات التقسيم من خلال سكوته عليها، ولكنه قاد حركة تدميرية لان بطريرك كنيسة المشرق يتبنى الاسم الاشوري لشعب واحد موحد.
السؤال الاخطر الذي يفرض حاله وهو سؤال يقول الكثير عن النوايا والاهداف:
ما دام مار باوي كان مؤمنا بالانضمام الى الكنيسة الكاثوليكية منذ 2003 وقبلها وهذا من حقه ولم يكن أي احد ان يعترض فهذا حق له ولكل انسان ان يختار عقيدته ودينه واراءه، فلماذا هذا المسار وما تضمنه من عنف مجتمعي وتسقيط لا اخلاقي وخسائر في الجهد والوقت والمال في وقت كان شعبنا وكنائسه محتاج لكل شيء مما سببه مار باوي من خسائر.
سؤال يقول الكثير.
الى اللقاء في الكتاب وملحقاته.
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 14 نيسان 2025