حان وقت الانسحاب
الاحبة اباءي وامهاتي
اخواتي واخواني
بناتي وابنائي
من شعبي من الكلدان السريان الاشوريين في الوطن والشتات
وعموم ابناء كردستان والعراق
تحية محبة وتقدير،
بعد ما يقارب من 45 عاما امضيتها في الحضور والنشاط والمشاركة في الشأن العام في مجالاته المتعددة بحسب ما سمحت به الظروف وما كان لدينا من فرص وامكانات، ابتداء بلجنة الشباب الكنسية في كنيسة مار كوركيس – الموصل منتصف السبعينيات من القرن الماضي وبعدها نشاطات مختلفة من عضوية ونشاط في الحزب الوطني الاشوري، لجان الشبيبة في كنيسة مار عوديشو – بغداد، النادي الثقافي الاثوري، الطلبة الاثوريين الجامعيين، اتحاد الادباء والكتاب الناطقين بالسريانية وغيرها الكثير،
وليلحقها ما التزمته مع ارتسامي كاهنا في 1987 لرعيتي سميل والمنصورية في محافظة دهوك،
مرورا بانشطة وحضور في مختلف المجالات والساحات، الكنسية والسياسية والثقافية والانسانية والاعلامية بمرحلة التسعينيات في اقليم كردستان العراق والمهجر، حيث أدت هذه النشاطات الى تعرضي وعائلتي لعمل ارهابي استهدف حياتنا ومنزلنا عام 1994، مما ادى الى انتقالي بغير ارادتي لاجئا مغتربا في المانيا حيث توسعت نشاطاتنا الى نسج شبكة علاقات واسعة وحضور اعلامي واسع لنكون صوت من لا صوت له،
ومرورا بمرحلة ما بعد سقوط النظام حيث توسعت جغرافية ونوعية وكمية الانشطة اعلاه،
بالاضافة الى التزامات وانشطة متنوعة نوعاً وغزيرة كماً على الساحتين القومية والكنسية، ومنها مساهمتي في خط الدفاع الاول عن كرامة وحقوق كنيسة المشرق حين تم استهدافها في ابشع واشنع حملة اساءة وتسقيط لاباءها وكهنتها (وانا احدهم) ومؤمنيها وناشطي شعبنا على يد نفر من الساقطين مجتمعيا واخلاقيا وسياسيا بقيادة سام درمو وشلته الذين امتلكوا صفاقة الاساءة في الفضاء العام ولكنهم افتقروا وما زالوا يفتقرون لشجاعة الاعتذار العلني من كل من استهدفوهم في اساءاتهم، هذه الحملة التي كانت بدعم كامل من الحركة الديمقراطية الآشورية (الزوعا) وبمباركة ورعاية من الاسقف مار باوي سورو،
ومرورا بمرحلة استهداف شعبنا وشركاءنا في الوطن على يد تنظيم داعش الارهابي،
وصولا الى المرحلة الراهنة.
ساقوم قريبا بنشر سيرة حياتية مفصلة على موقعي (www.etota.net).
فاني اشعر، بل تيقنت وبالتحاور والنقاش مع عائلتي الكريمة، انه آن الاوان لانسحابي الهادئ من المشهدين القومي والوطني بكل مجالاته وساحاته التي اشارك فيها اعلامياً، كنسياً، سياسياً، كتابة وتحليلاً، مواقفاً واراء، وغيرها
وسيكون تركيزي وجهدي الوحيد في ترسيخ مأسسة منظمة (كابني) تمهيدا للانسحاب منها لاحقا وتسليمها كمؤسسة الى أياد أمينة وكفاءات مقتدرة تضمن استمرارية أداء رسالتها الانسانية وتحقيق شعارها: (لكي يبقى الأمل حياً) الذي التزمته المنظمة وجسدته منذ تأسيسها عام 1993.
بالتأكيد ان انسحابي لن يؤثر في اي من المجالات التي نشطت فيها، فلا شعبنا ولا كنائسه ولا مؤسساته، ولا مجالاته وساحاته ستتأثر بانسحاب شخص أياً كان.
ولكن على الأقل سيمنحني الانسحاب الراحة والسلام الداخلي، خاصة وان مسيرتي تضمنت سابقاً وحالياً محطات ومواقف تعرضت فيها وعائلتي للاساءة ودفعنا اثمانا غالية وقوبلت في العديد من الاحيان والمواقف والمحطات بعدم الوفاء والاحترام ممن وقفت معهم ودافعت عنهم، اشخاصاً وكنائساً ومؤسسات من شعبنا.
سأغادر كل الحضور في مواقع التواصل او النشر، واوقف صفحتي على الفيسبوك (اعتبارا من 1 كانون الاول 2021)، حيث هذا هو آخر منشور لي يظهر على صفحتي في الفيسبوك، وأبقي فقط على موقعي الشخصي (www.etota.net).
واتفرغ في هذا المجال لتجميع مذكراتي وقصاصات كتاباتي لنشرها في يوم ما بطريقة ما.
اشكر من كل قلبي جميع من شاركني هذه المسيرة والانشطة وتفاعل معها وتعلمت منه الكثير متمنيا لهم النجاح والتوفيق.
وأشكر بشكل خاص عائلتي، عقيلتي واولادي، الذين كانوا سند لي ومتفهمين لانشطتي وتفاصيلها ومتطلباتها من غربة وغياب وبعد عن العائلة الى اجواء الضغط الذي اولدته هذه الانشطة وغيرها، ناهيك عن ما سببته لهم من الم واذى بخاصة حين كان يتم استهدافهم باساليب غير لائقة.
واعتذر من كل قلبي، اعتذارا صادقا ومخلصا، من كل من كانوا، اشخاصاً وكنائسا ومؤسسات، موضع نقدي واراءي الصريحة، واؤكد المؤكد بان نقدي لهم لم يكن يوما ما بدوافع ومواقف شخصية بل بناء على ما أراه وأجده وأعتقده صحيحا ومناسبا ولمصلحة شعبنا والصالح العام.
واتمنى من كل قلبي وعقلي مستقبلاً زاهراً وسلاماً مستديماً لشعبنا ووطننا ليعيش الجميع بما يليق بالكرامة الانسانية وبما يستحقوه من حياة كريمة للجميع ومع الجميع.
صلوا لأجلي
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك
17 تشرين الثاني 2021
انشر هذا التصريح على صفحتي في الفيسبوك ولن اعقب على أي تعقيب يرد عليه واحترم جميعها بغض النظر عن ناشرها او مضمونها، ولكن بالتأكيد سأمسح ما اجد مضمونه غير لائق بحق أي أحد.
Abuna, as far as I understand – or our cousin Google understands – you have made a wide and wise decision for your life. It is impressive what you have done for your people and for your church. As someone from outside I always have seen you as promoter of peace, with clear positions and a clear ability for dialogue. I can hardly estimate how much pressure and animosities you and your family have experienced. Now you quit your political activities and you do something good for yourself (which is also part of Jesus‘ double comandment for love… as you love yourself). I am happy to hear that you will run CAPNi for while to etablish leadership for the time after. May we have the opportunity to meet again in this work. And I will be reading your memories as soon as they are available….
Best, blessings, Thomas