Home / Articles/Books / Articles / صدقتم القول سيدنا.. ولكن للقول مترتباته

صدقتم القول سيدنا.. ولكن للقول مترتباته

صدقتم القول سيدنا.. ولكن للقول مترتباته

نشر غبطة سيدنا الجليل مار لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية مقالا عن الكنيسة والقومية.

ليس في الموضوع اضافة نوعية او معلومة مغيبة او مرفوضة ليس لدى النخب المثقفة والفكرية فحسب بل وحتى عوام الناس.

فحقيقة ان الجغرافيا القومية وحدودها لا تتطابق مع الجغرافيا الكنسية حقيقة يعرفها القاصي والداني.

كما هي معروفة حقيقة كون الرسالة الكنسية تختلف في جوهرها ووسائط التعبير عنها ومدياتها عن الرسالة القومية بما تسعى اليه من حقوق ومطالب واليات عمل.

لذلك فاني اقول باتفاقي التام مع مقال غبطته، باستثناء نقطة واحدة اتمنى على غبطته ان يساعدني بحكمته ومعرفته وموقع مسؤوليته الكنسية ان يساعدني في فهمها لاتراجع عن رايي واختلافي معه فيها.

اختلف مع غبطته في اصراره على اعتبار الاشوريين والكلدان هم قوميتان مختلفتان وليسوا شعبا واحدا.

لست من هواة الحرب الاهلية فانا مؤمن بوحدة شعبنا سواء من استخدم الاسم الكلداني اسما لهذا الشعب او الاسم السرياني او الاسم الاشوري.

فانا اشوري كما انا سرياني وكما انا كلداني.

ولذلك ساسأل سؤالا واضحا محددا (بصياغات مختلفة لنفس السؤال) اتمنى تلقي اجابة واضحة محددة له:

ما الذي يجعلكم غبطة ابينا البطريرك ساكو كلدانيا ولا يجعل ابينا البطريرك مار كيوركيس صليوا كلدانيا؟

وما الذي يجعل ابينا البطريرك مار كيوركيس صليوا اشوريا ولا يجعل غبطتكم كذلك؟

وما الذي يجعل اخوتي كهنة الكنيسة الكلدانية كلدانا ولا يجعلني انا كلداني مثلهم؟

وما الذي يجعلني اشوريا ولا يجعلهم كذلك؟

فان كان الجواب هو الانتماء الكنسي فعندها نكون قد نسفنا الاتفاق ان الكنيسة شيء والقومية شيء اخر. ونكون قد ناقضنا انفسنا عندما اتفقنا، ونحن على حق، ان الهوية القومية ليست محددة بهوية كنسية محددة، والعكس صحيح.

انا بانتظار الاجابة..

تقول الحكمة: السكوت علامة الرضا.

بالعودة الى موضوع غبطته، فاقول:

اتفق مع غبطته ان اسم كنيسة المشرق تاريخيا لم يكن يوما: كنيسة المشرق الاشورية، فهذه تسمية اعتمدت رسميا في عام 1976.

وفي الوقت الذي افهم دوافع اعتمادها من حيث تعرض شعبنا الى حملة شرسة من التعريب فكان اعتماد الكنيسة رسميا لهذا الاسم يهدف الى تحصين شعبنا من التعريب، خاصة وان كنائس اخرى في العراق تماهت مع هذا التعريب والادلة والشواهد كثيرة وليست ضمن سياق مقالنا هذا.

فانه مع تحقيق الاعتماد الرسمي للتسمية لغاياته التي تجلت وانعكست في المجالين الكنسي والقومي على حد سواء،  فاني دعوت وما زلت مؤمنا بدعوتي الى وجوب العودة الى الاسم التاريخي للكنيسة وهو: كنيسة المشرق الرسولية الجاثيليقية المقدسة. (ܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ ܘܫܠܝܚܝܬܐ ܩܬܘܠܝܩܝ ܕܡܕܢܚܐ).

فاولا: ليس كل الاشوريين اتباع هذه الكنيسة، ففيهم الكاثوليكي والارثوذكسي والبروتستانتي، بل وفيهم غير المؤمن والملحد ايضا.

وثانيا: وليس كل اتباع هذه الكنيسة من الاشوريين فهناك الهنود مثلا، كما كان هناك العرب والفرس وغيرهم.

وثالثا: قانون الايمان الكنسي ينادي بكنيسة جامعة عابرة للشعوب والهويات القومية.

ورابعا: إلصاق الاسم الاشوري باسم كنيسة المشرق ومع وجود اسماء مذهبية لاسماء كنائس في شعبنا فانه يؤدي الى احد أمرين: اما الاسم الاشوري هو اسم مذهبي كما البقية، او ان الاسماء الاخرى هي قومية كما الاسم الاشوري.

كررت دعوتي ضمن الحوارات الداخلية الكنسية الى رفع الاسم الاشوري من اسم الكنيسة.

وها انا اكررها هنا ايضا واضيف اني مؤمن تماما ان هكذا خطوة ستكون مساهمة كبيرة ومهمة تضاف الى المساهمات الكبيرة لكنيسة المشرق في خدمة شعبها وهويته القومية، ولن تكون اقل اهمية وتاثيرا من خطوة اعتماد الاسم في حينها (عام 1976) وما حققه من حماية هوية ابناءها من التعريب.

وهكذا خطوة ستكون جسرا لتوحيد المفتت في هذا الشعب والذي يصر الكثيرون، وبينهم وللاسف مرجعيات كنسية، على الاستزادة في تفتيته وعن دراية وادراك لغايات معروفة.

ولكن القرار الكنسي الذي يمثله المجمع السنهاديقي المقدس برئاسة قداسة البطريرك الرسولي لم يتفق مع وجهة نظري، وبالتاكيد فانه وبغض النظر عن قناعتي فاني كاكليروس وابن لكنيسة المشرق يتوجب علي التزام قرار السينودس.

بصراحة، وكلما يكون سياق الامر ممكنا، اتحاشى وعن دراية وتعمد ايراد الاسم الاشوري في اسم الكنيسة واكتفي بكنيسة المشرق المقدسة (ܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ ܕܡܕܢܚܐ).

واختصارا: كنيسة المشرق ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ.

حسناً، سيدنا وابينا الجليل غبطة البطريرك مار لويس ساكو:

  • بما انكم ايضا متفقون ان اسم الكنيسة التاريخي والاصيل لم يكن يتضمن الاسم الكلداني ولا الاسم الاشوري..
  • وبما انكم متفقون على الاختلاف بين الكنيسة والقومية وبان ابناء اية كنيسة ليسوا بالضرورة ابناء شعب واحد.
  • وبما انكم مؤمنون ان الاسم الكلداني ليس كنسيا او مذهبيا، ومن الدلائل التي تترجم ايمانكم هذا هو انكم في فرنسا قلتم اين المشكلة ان يكون عندنا كلدان مسلمون شيعة.

https://youtu.be/tTs8jNKy0P8

وانا اتفق معكم في ان لا مشكلة ان يكون هناك من يعود الى هويته القومية الاصلية ممن تعربوا او استعربوا من ابناء شعبنا.

وكذلك وفي اكثر من تصريح وموقف التزمتم هذا الامر من خلال تبنيكم لرابطة الجمعيات الكلدانية في اور الناصرية وهم من اخوتنا واحبتنا العراقيين الشيعة. وانا احييكم على ذلك واتمنى ان تحتضونهم وتدعمونهم ليس بالتصريحات الاعلامية فقط او برامج الاغاثة بل وفي المؤسسات الكلدانية.

كم سيكون تعبيرا رائعا والتزاما حقيقيا لو ان الكلدان المسلمون الشيعة من الناصرية يكونوا بين اعضاء الهيئة العامة والادارية للرابطة الكلدانية مثلا ويحضروا مؤتمراتها ويتولوا مسؤوليات فيها.

وكذا الحال مع بقية المؤسسات الكلدانية.

بالاضافة الى برامج اخرى مثل تعليم اللغة وغيرها من خصوصيات الهوية القومية والثقافية الكلدانية.

  • وبما انكم سيدنا بطريرك ورئيس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية.

فاني اتمنى عليكم ان ترفعوا الاسم الكلداني عن الكنيسة لتكون كنيسة المشرق الكاثوليكية.

وبذلك تحقق الكنيسة ويحقق شخصكم الجليل الانسجام مع الذات من حيث ان الكلدانية اسم قومي ولا يجب ان يكون محصورا بكنيسة محددة، كما ان الكنيسة ليست محصورة بقومية معينة.

اما في حال عدم دعوتكم لذلك فان الكثير من الاسئلة تفرض نفسها حينها، من قبيل هل ان غبطتكم فعلا مقتنع بان الاسم الكلداني هو لشعب وليس لكنيسة؟

وهل ان هناك ما يجعلكم كلدانيا ولا يجعل البطريرك صليوا كذلك؟

او هل هناك ما يجعله اشوريا ولا يجعلكم كذلك؟

ننتظر لنقرأ..

 

الخوري عمانوئيل يوخنا

نوهدرا 16 آب 2020

 

الرابط الى مقال سيدنا مار لويس ساكو:

https://saint-adday.com/?p=38931

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *