بدعوة من الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي في البرلمان الالماني شارك الخوري عمانوئيل يوخنا، المدير التنفيذي لمنظمة كابني، في الاجتماع الذي استضافته الكتلة في بناية البرلمان الالماني في برلين يوم 16 ايار 2018 والمخصص لعرض ومناقشة واقع المسيحيين والايزيدية في العراق والتحديات التي تواجههم وسبل مساعدتهم في بناء مستقبلهم في الوطن، حيث كان عنوان الاجتماع (مستقبل للمسيحيين والايزيدية في العراق).
تضمن برنامج الاجتماع الذي شارك فيه الدكتور هانس بيتر فريدرش نائب رئيس البرلمان، السيد فولكر كاودر المتحدث باسم الكتلة، الدكتور جيرد موللر (وزير التنمية والمساعدات الخارجية)، البروفسور هيريبرت هيرته والسيد ميشيل براند عضوي البرلمان الالماني وسياسيون اخرون، وحضره اكثر من 300 شخص من ممثلي مختلف المنظمات الانسانية وحقوق الانسان والمهتمين والمتابعين ما يلي:
1- كلمة السيد كاودر، وهو الذي عمل على تنظيم المؤتمر، عن وجوب حماية وضمان الحرية الدينية للافراد والمجتمعات وبانه لا استقرار حقيقي ومستديم للمجتمعات المتنوعة الانتماءات الدينية دون ضمان واحترام الهوية والحرية الدينية. كما تحدث عن معاناة الاقليات الدينية في العراق ووجوب حمايتها ودعمها، مشيرا الى زياراته السابقة للعراق والتقاءه بمختلف المرجعيات وممثلي المؤسسات والمنظمات المدنية ومن بينها منظمة (كابني).
2- عرض فيلم وثائقي من انتاج الدكتور شتيفان مايننغ من القناة التلفزيونية البافارية عن زيارات ميدانية للبلدات المسيحية في سهل نينوى بعد اعادة السيطرة عليها من داعش والتقاء عدد من العائدين اليها.
3- عرض بعنوان (أمل في اربيل) عن الوضع الراهن للمسيحيين في العراق من قبل الخوري عمانوئيل يوخنا، حيث قدم بداية بالارقام من الاحصاءات الرسمية العراقية تعريفا باعداد مسيحيي العراق وانحسارهم التدريجي، بخاصة في العقود الاخيرة، مما يشكل خطرا على وجودهم في العراق. كما قدم وبالسلايدات والخرائط تعريفا يمناطق تمركز الديموغرافيا المسيحية في العراق في منطقة سهل نينوى ومحافظة دهوك وبعض المناطق في اربيل في كردستان وعدم وجود هذه الديموغرافيا المسيحية، بمعى البشر والارض، في بقية المحافظات العراقية حيث هي بشكل وجود بشري في عدد من المدن المليونية كبغداد والبصرة وكركوك والسليمانية.
ومضيفا ان اخذ هذه الديموغرافيا وتمركزها الجغرافي وما تعرض له سهل نينوى من كارثة داعش يحتم علينا جميعا العمل على مساعدة المسيحيين للعودة وبناء الحياة والمستقبل في مدنهم وبلداتهم التي تعرضت للتدمير في سهل نينوى.
كما اوضح التحديات المختلفة التي تواجه هذه العملية التي لا تقتصر على التحديات المادية لاعادة اعمار وتاهيل البنى التحتية والمرافق الخدمية والممتلكات الخاصة والعامة واعادة تنشيط السوق الاقتصادية وتوفير فرص العمل، بل تتجاوزها الى تحديات سياسية وامنية تؤدي الى الشكوك وانعدام الثقة بالمستقبل، خاصة مع فشل الحكومة العراقية في طمئنة ضحايا الكارثة والتجاوب مع احتياجاتهم. ومع تعرض بلدات مسيحية في سهل نينوى، برطلة مثالا، الى عمليات تغيير ديموغرافي ممنهجة فان التحديات تكون اصعب.
وفي الوقت الذي اكد فيه الخوري عمانوئيل الى ان مسيحيي العراق يعيشون الامل ويشاركونه مع شركاءهم في الوطن، فانهم بحاجة الى ترجمة هذا الامل الى برامج عمل يتلمسوها على الارض في المستوى المادي الاعماري او السياسي او التشريعي.
العراق ورغم ما تعرض له ورغم اربع سنوات الا انه لحد الان ليس هناك حوار وطني يتناول جذور الماساة، لامذا حدثت؟ كيف حدثت؟ كيف منع تكرارها من الحدوث؟
وختم عرضه بالشكر والامتنان الى الحكومة الالمانية، وكذلك الحكومة الهنغارية، والمؤسسات الكنسية والمنظمات الانسانية الالمانية على تقديمها الدعم للمتضررين في فترة النزوح والان في مرحلة العودة، داعيا اياهم الى الاستمرار وتقديم المزيد، بالاضافة الى استثمار دور المانيا القيادي في اوربا وحث الدول الاوربية لدعم المسيحيين واليزيديين في اعادة بناء مناطقهم ومستقبلهم.
مركزا في ذات الوقت ان هذه البرامج ما زالت محصورة في التعامل مع النتائج الانسانية للكارثة فانه من المطلوب التعامل مع جذور المشكلة وبخاصة الكامنة في الدستور والتشريعات ومناهج التربية والتعليم وغيرها من التمييز بين ابناء الوطن على اساس الهوية الدينية والقومية، داعيا المانيا والدول الاوربية الى اعتماد حقوق الانسان والاقليات معيارا للتعامل والدعم الاقتصادي والسياسي للعراق.
4- عرضا بعنوان (مشروع سهل نينوى) من السيد يوهانس هيرمان من منظمة الدعم للكنيسة المحتاجة، عن برامج اعادة الاعمار التي قامت وتقوم بها في سهل نينوى بالتنسيق مع الكنائس المحلية.
5- كلمة للوزير جيرد موللر اكد فيها التزام المانيا بدعم المسيحيين والايزيدية في اعمار مناطقهم وتامين مستلزمات العيش الكريم لهم، وان برلين قد خصصت لهاذا العام ميزانية مقدارها 350 مليون يورو لهذا الغرض.
كما اشار الى زياراته السابقة الى العراق وكردستان ولقاءاته فيها، ومن بينها لقاء الخوري عمانوئيل يوخنا في زيارة الوزير الاخيرة الى معبد لالش للتعبير عن التضامن والدعم لليزيدية والمسيحيين، كما اثنى على دور المنظمات الانسانية المحلية، وبينها كابني، في ما تقوم به من برامج.
بعدها انتقل البرنامج الى حوار ادارته المحاورة القديرة تانيا سامروتسكي شارك فيه:
السيدة الناشطة الايزيدية دوتزن تيكال التي قدمت عرضا لاوضاع الناجيات الايزيديات وبرامج اعادة تاهيلهم. وقد اضطرت للمغادرة بعد عرضها بسبب ارتباطات اخرى.
البروفسور هيريبرت هيرته والسيد ميشيل براند عضوي البرلمان الالماني
السيد يوهانس هيرمان مدير منظمة الدعم للكنيسة المحتاجة
الخوري عمانوئيل يوخنا
توسع الحوار في مضامين الكلمات والاستعراضات المقدمة سابقا وتركز على اسباب المعاناة والاحتياجات المادية الحالية ودور المانيا والمجتمع الدولي في ذلك، ووسائل وبرامج تعزيز الامل والثقة بالمستقبل.
ركز الخوري يوخنا على الخلل في المنظومة التشريعية والتربوية في العراق التي تخلق بيئة للتمييز والاضطهاد على اساس الهوية الدينية داعيا الى مراجعة هذه المنظومة.
بالاضافة الى معالجة الخلل في الافتقار الى اطار عمل وطني جامع لمختلف الانتماءات الدينية، بل وحاجة المسيححين والكنائس العراقية الى هكذا اطار عمل.
كما اكد على ان الايزيدية والمسيحيين يشاركون ذات الواقع والتحديات والاحتياجات، ومشيرا الى برامج منظمة كابني التي تتوجه وتشمل الجميع.
واكد على اهمية توجيه الدعم في برامج الاعمار وفرص العمل امن خلال المنظمات المحلية كونها جزء من المجتمع المحلي وتبقى ناشطة معه حتى بعد الوضع الراهن، مما يتطلب تطوير قدراتها واشراكها في تنفيذ البرامج بفعالية.
في نهاية المؤتمر القى الدكتور هانس بيتر فريدرش نائب رئيس البرلمان كلمة شكر لمنظمي المؤتمر والمشاركين فيه ومكررا ومؤكدا التزام المانيا المبدئي والثابت بمبدأ الحريات الدينية، واكد التزام المانيا تقديم الدعم للاقليات الدينية في العراق، واشار بالتقدير الى منظمة (كابني) ومقتبسا في كلمته شعارها (ليبقى الامل حيا).