المشاركة في مؤتمر حواري عن الكوتا في برلمان كوردستان العراق
بدعوة مشكورة من مؤسسة (Open Think Tank OTT) حضرت في المؤتمر الحواري الذي نظمته المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة (Konrad Adenauer) الالمانية في يوم الخميس 16 آب 2018 في فندق روتانا باربيل – كوردستان العراق.
موضوع المؤتمر الحواري كان (The Quota System: Limiting or Securing the representation of Ethnic and/or Religious Minorities in the Kurdistan Region of Iraq) (نظام الكوتا: تحديد ام ضمان لتمثيل الاقليات القومية و\او الدينية في اقليم كوردستان العراق).
برنامج المؤتمر انقسم الى ثلاثة جلسات:
الجلسة الاولى كانت مناقشة الموضوع من وجهة نظر ممثلي الاقليات، حيث شارك فيها الدكتورة فيان دخيل (عضو البرلمان الاتحادي من الديانة الايزيدية)، الدكتور سليم مقدسي (عضو برلمان الاقليم عن الكلدان السريان الاشوريين)، السيد آيدين معروف (عضو برلمان الاقليم عن التركمان)، والسيد يروانت امينيان (عضو برلمان الاقليم عن الارمن).
قدم المشاركون اراءهم والتي اتفقت جميعها على اهمية الكوتا لضمان التمثيل، كما تضمنت المطالبة بكوتا للايزيدية والاقليات الاخرى من التي ليس لها حاليا كوتا في برلمان الاقليم، وتضمنت ايضا الدعوة الى توسيع الكوتا الايزيدية في البرلمان الاتحادي.
الدكتور مقدسي قدم ملاحظاته حول استحواذ الاحزاب الكردستانية الكبرى على كوتا الاقليات من خلال ضخ اصوات من خارج المكون لصالح قوائم محددة. ولعلاج ذلك طالب الدكتور مقدسي حصر التصويت على مقاعد الكوتا بابناء المكون تحديدا بتنظيم سجل انتخابي خاص لهم، وبطاقة اقتراع وصناديق اقتراع ويوم اقتراع خاص بهم.
بعد تقديم المشاركين لارائهم تم فتح باب الحوار.
كانت مداخلتي في هذه الجلسة بانه اولا كنا نتمنى ان يتناول المؤتمر عنوانا رئيسيا عن مشاركة الاقليات في القرار السياسي وليس مناقشة عنوان فرعي هو الكوتا. مضيفا بان تحصين الكوتا لا يتم ببناء الجدران بل بمد الجسور. وان مقترح الدكتور مقدسي بمضمونه والياته هو دعوة لوضع شعبنا في الاقليم في غيتو سياسي واداري واجتماعي وهذا ليس لصالح شعبنا ووجوده.
وفي المقابل اقترحت انه لتحصين الكوتا من ناحية، وللتوجه لبناء دولة المواطنة وقوائم انتخابية عابرة للانتماءات القومية او الدينية او المذهبية من جهة اخرى، فان الحل الامثل هو بجعل كوتا الاقليات كما كوتا المراة، اي بالزام كل القوائم ان تضم مرشحين من ابناء الاقليات القومية والدينية وبذلك نخلق ارضية دولة المواطنة والعيش المشترك نحو المستقبل المشترك مع الجميع وللجميع.
بعد هذه الجلسة وفي فترة الاستراحة اجرت معي قناة الحرة لقاء اكدت فيه على ما طرحت من اراء في مداخلتي.
الجلسة الثانية كانت (الاحزاب السياسية ونظام الكوتا) شارك فيها الدكتور جعفر ايمونكي، نائب رئيس البرلمان وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، والسيد عدنان مفتي، رئيس البرلمان الكردستاني في دورته الاولى وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني.
كلا المتحدثين عرضا موقف الحزبين الرئيسيين من الكوتا ودعمها وتطويرها وتوسيعها، وبان الكوتا في برلمان الاقليم لن تتقلص بل هي مرشحة للتوسع الى حين تحقيق دولة المواطنة.
مداخلتي في هذا المحور كانت بالدعوة الى عدم حصر الكوتا في المقاعد البرلمانية بل بتوسيعها الى مستويات السلطة التنفيذية من منصب المدير العام فما فوق، وكذلك في الممثليات الدبلوماسية لاقليم كوردستان، وتخصيص حصة من ميزانية الاقليم لرعاية تراثنا وثقافتنا القومية كشعب اصيل وغيرها من المجالات بما يعكس الشراكة بين ابناء الاقليم والشعور بالانتماء اليه خاصة وان هناك احزابنا قد فشلت في هذا الاتجاه وخلقت فجوة بين شعبنا ومحيطه وعلينا جميعا وتشاركيا معالجة الموضوع. وبسبب ضيق الوقت المخصص للتعقيبات فقد وعدت الدكتور ايمونكي بان اوجه اليه تقريرا كتابيا بالموضوع.
الجلسة الثالثة كانت مناقشة الموضوع من وجهة نظر المجتمع المدني حيث شارك السادة نوزاد حكيم من شبكة مكونات كردستان، كريم سليمان (ناشط ايزيدي)، رجب كاكئي (ناشط كاكئي)، سرمد بهائي (ممثلا للمكون البهائي).
بعد عرض المشاركين وجهات نظرهم التي جاءت متفقة على مبدأ الكوتا تم فتح باب الحوار.
مداخلتي في هذا المحور كانت بدعوة مؤسسات المجتمع المدني لتنشيط دورها والضغط على المؤسسات التشريعية والتنفيذية بما يخدم التعريف بالاقليات وحقوقها، وكمثال على ذلك الضغط لمراجعة مناهج التربية والتعليم.
في نهاية الحوارات كانت الكلمة الختامية كما كانت الترحيبية من الدكتور محمد علي طه عضو برلمان كوردستان العراق ومدير مؤسسة OTT.
شكرا لمؤسسة (OTT) ولشخص الدكتور محمد علي طه على هذه المبادرة الحوارية المهمة.